ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 21/03/2012/2012 Issue 14419

 14419 الاربعاء 28 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عندما نقرأ المقولة الشهيرة للأديب الإنجليزي شكسبير: (to be or not to be) وترجمتها تعني (أكون أولا أكون) يتبادر إلى ذهني عمالقة مروا بنا في تاريخنا الإسلامي، فأرادوا أن يصبحوا شيئاً في هذه الحياة وأن يذكرهم التاريخ في جميع مراحله، ويستشهد بهم في كثير من مواقفه، وذلك بأخذ العظة والعبرة منهم . وهم كثيرون، ولكن اخترت منهم حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس، وعمر بن عبد العزيز الملقب بالزاهد - رضي الله عنهما - جميعاً.

فهذا ابن عباس يحدثنا عن نفسه بقوله: “لما قٌبض رسول الله قلت لفتى من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله، فإنهم اليوم كثير... فقال: يا عجباً لك يا ابن عباس!! أترى الناس يفتقرون إليك وفيهم من أصحاب رسول الله من ترى فترك ذلك؟ وأقبلت أنا أسأل أصحاب رسول الله... فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي إليه وهو قائل في الظهيرة فأتوسد ردائي على بابه، يسفي الريح علي من التراب، حتى ينتهي من مقيله، ويخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟؟ هلا أرسلت إلي فأتيك، فأقول: لا، أنت أحق بأن أسعى إليك فأسأله عن الحديث وأتعلم منه”.

فنقول: عندما أراد أن يكون ابن عباس حبر هذه الأمة وترجمان قرآنها، لم يستمع لكلام الرجل الأنصاري الذي ترك طلب العلم بحجة وجود صحابة عظماء وأجلاء يحملون علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!!

وأقول لكل طالب علم أن يكون! وأن يكون! ولا يقف عند مرحلة معينة في حياته، وأن يكسر جميع الحواجز التي تحول دون تحقيق حلمة بأن يكون!!!

ولنأخذ شخصية أخرى أرادت أن تكون، وأن تكون، وأن تكون، فهذا عمر بن عبد العزيز (الخليفة الزاهد) يقول لوزيره: يا رجاء، (إن لي نفساً تواقة، وما حققت شيئاً إلا تاقت لما هو أعلى منه، تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، والآن يا رجاء تاقت نفسي إلى الجنة فأرجو أن أكون من أهلها).

فنقول: ما أجمل هذه النفس التي لا تقف عند مرحلة واحدة في حياتها فكلما قطعت شوطاً تاقت لغيره!

wadha30@hotmail.com
 

أكون أو لا أكون!
وضحى بنت عايض بن جهجاه العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة