ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 22/03/2012/2012 Issue 14420

 14420 الخميس 29 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

رحم الله أم عبد العزيز العجاجي

رجوع

 

تعزَّ فلا إلفين بالعيش متّعا

ولكن لورَّاد المنون تتابعا

طلوع الفجر والإصباح من كل يوم من أيام الدنيا يفرح به الكثير من بعض البشر بل وحتى بعض الكائنات الحية من الحيوانات والطيور المشهورة باستبطاء إنجلاء أستار الليل فتنهض وتقلع مبكرة من أوكارها وأعشاشها.. وهكذا طبيعة كل كائن حي فالحركة تنشط من بداية كل يوم جديد، الطالب يتجه إلى محضنه الدراسي، والموظف والعامل يتجه صوب مقر عمله، والتاجر إلى متجره.. ولكن صباح يوم الخميس 15-4-1433هـ بالنسبة إليّ وإلى أسرة وإخوة وأبناء وبنات الابنة الفاضلة هيا بنت أخي محمد بن عبد الرحمن الخريف حرم ابن عمتي سارة (إبراهيم بن علي العجاجي)، فإنه صباح حزن ولوعة فراق - رحمها الله رحمة واسعة- وأُديت عليها صلاة الميت بعد صلاة عصر يوم الخميس.. وقد اكتظ جامع الحزم بمئات المصلين رجالاً ونساء داعين المولى بأن يتغمدها بواسع رحمته ومغفرته.

وقد ولدت في حريملاء، وباكرها اليتم برحيل والدتها منيرة بنت الخال عبد الله العمراني، وهي في السنة الأولى من عمرها - تقريباً - وقد احتضنتها عمتها والدتي لطيفة بنت عبد الرحمن العمراني مدة خمسة أشهر..

ثم ألحت الجدة نورة بنت عبد الرحمن المطرود باحتضانها، وبقيت في كنفها ورعايتها حتى كبرت - رحمهن الله جميعاً - ثم انتقلت من منزل والدها أخي محمد - رحمه الله - إلى عش الزوجية في منزل زوجها الشيخ إبراهيم بن علي العجاجي - رحمه الله -، فأنجبت ابنتين وأربعة من البنين فأحسنت تربيتهم ورعايتهم حتى كبروا محصنين بالأخلاق الفاضلة وبالعلوم النافعة، مؤهلين بالشهادات العالية، منهم من يعمل في حقل التدريس، ومنهم من يعمل في المحاكم الشرعية، والشيخ الدكتور وليد أستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وإمام وخطيب جامع الأمير فيصل بن فهد في حي الهدا، وقد أنجب أبناؤها وبناتها أحفاداً وحفيدات صالحين نفع الله بعلمهم ونشاطهم التربوي والأسري الذي يحث على الاستقامة، والتحلي بالفضائل واحترام الآخرين، ولقد عاشت حياة سعيدة محبوبة لدى أسرتها، وجيرانها، رحومة على الضعفاء والمساكين، ولطيفة مع الأطفال تفرحهم بما تيسر لديها من حلوى ومكسرات، لينة الجانب مع الكبير والصغير، تبالغ في إكرام من يزورها من الأقرباء والجيران، وعندما أقعدها المرض وشبه الإعاقة لبثت محتسبة وراضية بما قدره المولى - عز وجل - ومكثت تكابد المرض تسع سنوات ونيف إلى أن رحلت إلى بارئها مأسوفاً على رحيلها وفراقها.. وكان منزلها في تلك السنوات بمثابة المنتدى الأسري يتقاطر عليه أفواج من نساء الحي ومن عموم أسرتها رجالاً ونساء للاستئناس بالحديث معها وتعليلها بما يخفف ما تعانيه من آلام:

وعللوهم بآمال مفرحة

فطالما سرت الآمال محزونا

لولا الأماني فاضت روحهم

جزعاً وأمسى عيشهم هونا

فمجلسها وحديثها لا يُمَل فهي تميل إلى المرح والدعابات اللطيفة المقبولة، ومن أقرب أحبائها إلى قلبها عقيلتي أم محمد - رحمها الله - التي سبقتها إلى مراقد الراحلين منذ أشهر قلائل فحزنت على فراقها حزناً ساورها حتى غابت هي عن الدنيا، وقد بقيتا متآلفتين لأكثر من خمسين عاماً حتى فرقهم هادم اللذات ومفرق الأحباب، ومن المصادفات اللطيفة تجاور قبريهما، ولكن مع قرب المكان لا يتسنى لهما مواصلة الحديث المعتاد في حياتهن، بل السكون مخيم على قبريهما : مجاور قوم لا تزاور بينهم *** ومن زارهم في دارهم زار همدا رحمها الله رحمة واسعة وأسكناها فسيح جناته، وألهم ذويها وأبنائها وبناتها وإخوتها ومحبيها الصبر والسلوان.

عمها. عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف

حريملاء - فاكس-015260802 - 17 - 4 - 1433 هـ

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة