ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 22/03/2012/2012 Issue 14420

 14420 الخميس 29 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

لماذا اختلف أبو عبدالعزيز عن الآخرين؟

رجوع

 

نعم... هو مختلف عن الآخرين.. لأن عالمنا الحاضر أصبح يعج بالغث والسمين..

نعم... هو مختلف لأنه لا يعرف أساليب الغش ولا يعرف فنون الخديعة.. ولم يتعرف على أدوات النصب التي يلعب عليها ويجيدها البعض ممن نشاهدهم في حياتنا اليومية..

نعم... هو مختلف لأنه.. يختار لك الأصلح ويدلك على المفيد..

نعم... هو مختلف لأنه.. لا يخلف الوعد الذي قطعه على نفسه أياً كانت الظروف والمغريات المادية وكم صادف أن أعطى وعداً شفوياً بالبيع.. فوعده عقد بالرغم من وصول عروض بأسعار أكبر من السعر الذي اتفق به مع المشتري. والأمثلة على ذلك كثيرة يرويها الذين تعاملوا معه في هذا المجال.

نعم... هو مختلف وأشهد بالله أنه هو وإخوانه الكرام مختلفون لأنني لم أسمع منهم أو ألحظ عليهم التهاون في المشاريع التي تقوم الشركة بتنفيذها بهدف الربح الأكبر.. بل على العكس كان هدفهم تسليم العمل وتنفيذه على أكمل وجه بما يرضي الله..

نعم... لقد تربى عبدالرحمن على هذه الصفات التي اكتسبها هو وإخوانه فهد ومحمد وخالد من والدهم -رحمه الله.. ولا شك أن خبرة أخويه (فهد ومحمد) أضافت له الكثير من الصفات الحميدة.

نعم... كل هذه الصفات وغيرها وأكثر منها يعرفها عنه من تعامل معه وأنا واحد منهم لمدة تجاوزت حتى الآن أكثر من ثمانية عشر عاماً.

وليسمح لي القارئ الكريم أن نستخلص العبر من سيرة هذا الرجل المغفور له -بإذن الله تعالى.. ولا نزكي على الله أحداً.. الذي ينطبق عليه -بإذن الله- قول حبيبنا ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف فيما رواه البخاري وابن ماجه عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع.. سمحاً إذا اشترى.. سمحاً إذا اقتضى).

عبدالرحمن بن عبدالعزيز الفهد السعيد هو ذلك الرجل.. الذي فهم هذا الحديث وطبقه في جميع تعاملاته.. فمحبته للخير والعطاء وعدم تضييقه على الآخرين كلها دروس نابعة من هذا الحديث النبوي الشريف.. وكان -رحمه الله- يحرص أشد الحرص على سمعته الشخصية وسمعة إخوانه وأبنائه والشركة بشكل عام والوطن بشكل خاص لعدم تعريضها لأي مطالبات قضائية أو عمالية.؟. وهذه نابعة من مخافته من الله عزَّ وجلَّ ومن أجل إعطاء الحقوق لأصحابها.

ورغم أن شهادتي مجروحة بما سوف أرويه، لأنني لا زلت أعمل في هذه الشركة حتى الآن ولكنها كلمة حق لا أبتغي بها جاهاً أو مالاً.. لكنها صفات عطرة أحببت نشرها لنستفيد منها.. ولتسمحوا لي أن أضرب لذلك مثالين سريعين من عشرات الأمثلة أشهد بهما شهادة حق أمام الله..

فالأول.. هناك شخص اشترى منه قطعة أرض في الرياض وعاد إليه بعد فترة زمنية وقال له: (يا أبو عبدالعزيز.. ليس لي رغبة بالأرض، يا ليتك تفكني منها لعدم قدرتي على البناء لأسباب مالية حدثت لي بعد أن اشتريتها).

فقال له أبو عبدالعزيز: (ما عندنا مانع أن نعيد ثمنها لك)، ففرح المشتري وقال له: (تراني خسرت عليها خريطة بمبلغ عشرين ألف ريال).

فقال له أبو عبدالعزيز: (نعطيك العشرين ألف ريال).. وقال: (تراني حفرت قاعدتين بمبلغ خمسة آلاف ريال). فقال له أبو عبدالعزيز: (أبشر بالسعد).. وعمد بإعطائه مبلغ خمسة وعشرين ألف ريال زيادة على المبلغ الذي دفعه وأبلغني بشكل خاص أن أعيد له مبلغ السعي الذي دفعه دون أن يطالب به المشتري.

وتدخل بعض الحاضرين وقالوا لأبي عبدالعزيز إن ثمن الخريطة والحفر مبالغ فيه. فقال لهم: (أعلم بذلك ولكنه يستاهل والعوض من الله وحده). وبعد أيام قليلة بيعت هذه الأرض بربحٍ وفير مكافأة من الرب سبحانه وتعالى له على حسن معاملته للمحتاج.

أما المثل الثاني.. عن أحد الأشخاص كان يعمل بمهنة عادية جداً وليس من أهل هذه البلاد المباركة قد عرض عليه قطعة أرض، فأبلغه أنه ليس راغباً في شرائها، وبعد سنتين عرض عليه الأرض نفسها من أشخاص آخرين فقال لهم: (يا أخوان أنا أتذكر أن هنالك شخصاً عرضها علينا، ولا بد أن يُضم اسمه معكم في السعي وأن يكون نصيبه كاملاً). وبالفعل تم ذلك. وهذا يدل على أنه كان يحرص على حقوق الغير، وهذه قمة الأمانة والتعامل الراقي الذي يندر وجوده في عالمنا المالي.

رحمك الله يا أبا عبدالعزيز.. وزاد في حسناتك.. وغسلك بالماء والثلج والبرد، ونقاك وطهرك من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. وغفر الله لنا ولوالدينا ولمن دعا لك ولسائر أموات المسلمين وغفر الله للجمع الغفير الذي حضر الوداع الأخير.. ورحم الله كل من كتب عنك شهادة حق بالصحف أو أشاد بك في مجلس أو حضر الصلاة عليك أو قام بتشييعك إلى مثواك الأخير في هذه الدنيا الفانية أو قام بواجب التعزية، لأن الناس شهداء الله في أرضه..

ودعواتنا لأشقائك فهد ومحمد وخالد بأن يديم الله عليهم نعمة الصحة والعافية وأن يشد عضدهم بعضهم بعضاً وأن يبارك لهم في ذرياتهم وذرية أخيهم عبدالرحمن وهم عبدالعزيز ومحمد وفيصل ونواف ونهار ونوماس وأخواتهم الكريمات، وأن يجبر قلبي أم عبدالعزيز وأم نواف، فإن المصاب كبير والحزن عميق..

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

محمد بن عبدالرحمن الفوزان

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة