ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 22/03/2012/2012 Issue 14420

 14420 الخميس 29 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

صحافة العالم

 

غضب إسرائيلي من أوباما
شارلز كروتهامر

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رغم التصريحات الرنانة من إدارة أوباما بأنها ستمنع إيران من أن تصبح دولة إيرانية، إلا أن الإدارة الأمريكية استسلمت أمام إيران لخوض جولة جديدة من المحادثات مع طهران بدون شروط مسبقة. تلك المحادثات لن تمنح فقط المزيد من الوقت لاستكمال البرنامج النووي الإيراني -الذي حذر تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية من نواياه العسكرية- فهي ستجعل أيضًا من الصعب على إسرائيل أن تفعل أي شأن تجاهه (بينما لا تزال تستطيع)، فهذا سيجعل إسرائيل مدانة دوليًا بأنها «قوضت الأمل في الحل الدبلوماسي للأزمة». فإذا كانت الإدارة الأمريكية جادة بشأن الإنجاز وليس مجرد المظاهر، كان يجب عليها أن تحذر طهران بأن تلك هي الفرصة الأخيرة لتبرئ نفسها، ويجب وضع جدول زمني قصير الأمد لإنجاز ذلك، فقد أصدر أوباما جداول زمنية بشأن الانسحاب من العراق وبشأن زيادة القوات في أفغانستان وبشأن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، فلماذا نترك تلك المحادثات الهامة بلا سقف زمني بينما يستمر العد التنازلي للساعة النووية الإيرانية؟

إعادة التواصل مع إيران جاء مباشرة بعد إعلان أوباما عن بدء حملته الانتخابية لإعادة ترشح للرئاسة، وقد حذر أوباما أمام منظمة «إيباك» الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة قادة إيران بأنهم يجب ألا يشككوا في عزيمة الولايات المتحدة، وذلك بعد يومين فقط من تصريحاته لجريدة «ذي أطلانطيك» عن احتمالية التحرك العسكري تجاه إيران، وقال: «أنا لا أخادع»، وفي الثلاثاء الماضي رغم ذلك عاد إلى سياسته للتواصل مع إيران على الرغم من اعترافه بأنها فشلت في السابق.

فهل العقوبات ستحدث فرقًا هذه المرة؟ العقوبات تؤذي إيران بالفعل اقتصاديًا، ولكن عندما سئل مدير الاستخبارات القومية الأمريكية لإدارة أوباما أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ عما إذا كانت العقوبات سيكون لها أي أثر على مسار البرنامج النووي الإيراني، كانت إجابته ببساطة: «لا، على الإطلاق».

وقد استطاع أوباما أن يحظى بالمزيد من تصفيق «إيباك» عندما قال إن سياسته ليست سياسة احتواء ولكن سياسة منع. ولكن ماذا منع أوباما؟ الاحتفاظ بتحالف الستة معًا ليس نجاحًا، وعقد المحادثات ليس نجاحًا، وفرض العقوبات ليس نجاحًا. النجاح هو وقف وعكس مسار البرنامج النووي الإيراني، فإيران تضاعف من تخصيبها وإنتاجها لليورانيوم، وقامت بنقل منشآت تخصيب اليورانيوم داخل منطقة جبلية عميقة بالقرب من قم ومنعت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول منشآت التسليح.

إذن ما هو الهدف الحقيقي لأوباما؟ فقد صرح أحد مسئولي إدارته للواشنطن بوست قائلاً: «إننا نحاول أن نجعل قرار مهاجمة إيران صعبًا بأقصى قدر ممكن على إسرائيل»، وهذا هو التصريح الأكثر كشفًا لنوايا البيت الأبيض بشأن البرنامج النووي الإيراني. هذا التصريح كاشف وصادم في الوقت ذاته، فالدولة الأكثر تصديرًا للإرهاب (طبقًا لوزارة الخارجية الأمريكية)، والقاتل الممنهج للأمريكيين في العراق وأفغانستان، والعدو الذي يصرح بعداوته للولايات المتحدة الذي اخترع يوماً «الموت لأمريكا» يكاد يصل إلى القدرات النووية، وتركيز السياسة الأمريكية هو منع حليف ديمقراطي مهدد بالإبادة، من أن يقوم بشن ضربة استباقية لهذا التهديد؟

إن الوضع كذلك بالفعل، فالمفاوضات التي بلا سقف زمني مع إيران تناسب جيدًا إستراتيجية تكبيل إسرائيل، كما أن ضمانة أوباما بتصريحاته أنه يحمي ظهر إسرائيل تهدف إلى إقناع إسرائيل ومؤيديها بأن تتقهقر وأن تفوض أوباما في قرارات تتعلق بالحياة والموت بالنسبة لإسرائيل، ولكن بعد ذلك بيومين أخبر أوباما مؤتمرًا صحفيًا أن تلك المرحلة ستعد مرجعًا تاريخيًا لدعم حليف هام كما كان الأمر بالنسبة لبريطانيا واليابان، مناقضًا الانطباع الذي أعطاه لإيباك سابقًا أنه يقدم ضمانة حماية خاصة لحليف تحت التهديد بالإبادة.

فأمام إيباك أعلن أنه «لا توجد حكومة أمريكية يمكن أن تسمح بسلاح نووي في أيدي نظام ينكر الهولوكوست ويهدد بمسح إسرائيل من الخريطة ويمول الجماعات الإرهابية الملتزمة بدمار إسرائيل»، وأكد أن «سيادة إسرائيل تتطلب أن يتخذوا قرارهم بأنفسهم وأن تلبي تلك القرارات حاجاتهم الأمنية»، كل تلك التصريحات ثم يمارس سياسة تقبل التفاوض بلا سقف زمني مع إيران، ووعود خادعة بدعم قوي من أمريكا لإسرائيل، ويتباهى بفاعلية العقوبات، وتحذير بشأن الحديث عن الحرب، وكل ذلك يعني، كما صرح أحد مسئوليه، أنه يريد أن يمنع إسرائيل من ممارسة ما صرح به عن سيادتها وحقها في حماية بلادها.

ولكن ما وراء تلك التناقضات الواضحة والتراجعات والكذب هو منطق بارع: فتأجيله للكثير من القضايا الهامة مثل مد سقف الدين المحلي والجدول الزمني للانسحاب من أفغانستان، فإن أوباما يريد أن يعبر موعد الانتخابات الرئاسية في السادس من نوفمبر بدون أي إجراءات مفصلية يمكن أن تهدد إعادة انتخابه. أما بالنسبة لإسرائيل، فإن المخاطر أعلى بكثير: خطر وجودي على أمة بستة ملايين يهودي، فلا وجه للمقارنة؛ فأي مراقب منصف سيرى أن رغبة إسرائيل في عدم زوالها من الوجود هو أكثر أهمية وأكثر إلحاحًا من المستقبل السياسي لرجل واحد، حتى لو كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

* «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة