ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 23/03/2012/2012 Issue 14421

 14421 الجمعة 30 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تعتبر علاقـــة الأب ببناته علاقة حساسة ويحيط بها هالة من الغموض والسريّة أكثر من علاقة الأم بهن، وذلك للمفاهيم الاجتماعية الخاطئة السائدة في مجتمعنا والتي تساهم في خلق مساحات كبيرة ما بين البنت وعلاقتها بوالدها، وذلك بسبب التوزيع غير التربوي في المسؤوليات والمهام ما بين الوالدين في كثير من الأسر! حيث يتفق الوالدان على أن مسؤولية الأبناء على الأب، ومسؤولية البنات على الأم! وهذا خطأ تربوي يتسبب في اضطراب الشخصية لكلا الطرفين في مرحلة البلوغ، وخاصة عندما يتجه ذلك التوزيع للتطرف في تحمّل المسؤولية والمتابعة! لذلك حذّر علماء النفس من الفصل النهائي في الأدوار بين الوالدين تجاه أبنائهما خاصة داخل محيط الأسرة وعدم اعتبار مسؤولية التربية مشتركة بينهما منذ ولادة الطفل حتى يشبّ ويعتمد على نفسه! حيث إن التربية الناجحة لا تهدف لتحقيق نمو جسمي فقط، بقدر تكاملها مع النمو النفسي والعقلي واستقلال الشخصية والقدرة على الاختيار والحرية الشخصية، فهذا النمو السويّ ضروري لكي يتحرّر المراهقون بالذات من الانقياد للغير ومحاكاتهم! فهذا الانقياد هو أول نتاج تربية غير مشتركة ومهملة لتطور شخصي سليم خاصة لو تم تسليط الضوء على نوعية علاقة الآباء لدينا ببناتهم في السنوات الأخيرة التي تبدلت فيها مفاهيم تربوية خاطئة أساءت للاستقرار الأسري وساهمت في ازدياد العلاقات الانحرافية لدى الفتيات اللاتي يعانين من خلل في العلاقة الأبوية منذ صغرهن! فالحرمان المدفون في داخل كثير من الفتيات من علاقة أبوية طبيعية منذ صغرهن، يتجهن لا شعورياً في مرحلة المراهقة لتجارب غير سويّة لتأكيد قدرتهن على التعامل مع الرجل وإشباع حاجتهن للعاطفة الأبوية لكن من رجل آخر قد يتجه لاستغلالهن عاطفياً وجنسياً ثم التخلص منهن بعد ذلك بسهولة! فهذه الصدمة الأولى التي تعيشها كل فتاة محرومة من علاقة أبوية دافئة ومشبعة لعاطفتها الطبيعية والبريئة خلال سنوات طفولتها ومراهقتها، تكون هي الشرارة التي تحرق براءتها وتدفعها لطريق الانحراف الانتقامي من نفسها أولاً، ثم من كل رجل يواجهها في طريقها! هذه النماذج من الفتيات ضحايا لأساليب تربوية خاطئة، أساليب تقوم على تهويل صورة الأب والتخويف من التقرّب العاطفي له، إلى جا نب بخل كثير من الآباء في إشباع حاجة بناتهم للعاطفة الأبوية الصادقة مما يدفعهن للبحث عنها أما في علاقة غير سوية! أو من خلال علاقة زوجية غيرمتكافئة مع زوج يكبرها سناً، لكنها سرعان ما تنتهي بالفشل ونتاجها أطفال ضحايا آخرون يفتقدون للعلاقة الأبوية المشبعة لاحتياجاتهم العاطفية!

moudy_z@hotmail.com
 

روح الكلمة
العلاقة الأبوية!
د. موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة