ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 23/03/2012/2012 Issue 14421

 14421 الجمعة 30 ربيع الثاني 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

أتوقع أن هناك أسئلة مشابهة لأسئلتي تراود الجميع، حين تعبر أبصارهم شاشات الفضائيات، وتحديداً ما تركز عليه من التنبيه, والدعاية, ولفت الأنظار, وجذب المشاهد لبرامج العروض المختلفة التي تقدمه، وستقدمها، من الأغاني، للمسلسلات، لبرامج المسابقات، والمبيعات, ذات الأغراض, والنوايا العديدة، وتلك المخطط فيها لاستهداف شرائح النامين من ذوي الأعواد الطرية، أو القلوب الندية.. ليكونوا أول المقبلين عليها، والحريصين على متابعتها، والواصلين لأرقام هواتفها، وعناوينها التي يتصدرها رمز المملكة العربية السعودية، والتوقيت الزمني لمواعيدها، وكأن الفضائيات جميعها تستهدف جمهور السعودية وحدها، فالتفكير ينصب نحو أفرادها.

ولا تخفى نواياها المستهدِفين (بكسر الدال)، نحو المستهدَفين (بفتح الدال).. ذلك لأن الجميع على علم بأن من يدرس طبيعة المجتمع السعودي المميز بحسن النوايا والطوية، سيتأكد من أن الغرض من هذا الاستقطاب لأفراده وعيناته إنما هو هدف مادي محض، مع وضع النوايا الخفية في سلة الترجيح، أو الإعراض حين تكون الخشية أن يكون فيها شيء من المساس بالبنية الدينية, والأخلاقية, والسلوكية، فيكون الترجيح، مع أن كثيراً من القيم تحللت بفاعلية مؤثرات هذه الفضائيات في فئة الناشئين, ومن في مقتبل التلقي، والتكوين.. على اختلاف المؤثرات وأنماط المتغيِّر.

نُبقي غرض الاستقطاب من أجل المادة هدفاً أولياً لكل أسلوب تقدمه هذه الوسائل لتحقيق أغراضها..

ما يؤكد ذلك, تلك المواقف الفردية التي يتعرض لها من يحمل هوية خليجية، ومنها في المقدمة هوية السعودية، إذ يسيل لعاب الطامعين في السرقة المباشرة، وتلك التي تستخدم فيها خبائث أنواع الذكاء, وأولها الاحتيال بإغراءات نحو الشراء, والاقتناء لشتى ما تميل إليها الجيوب الرطبة المكتنزة.. وتلك المستندة على ما تيسر من إمكانات التقسيط، أو الاقتراض..!.

ولعل عشرات، ومئات ممن قد سبق له أن وقع في فخاخ الاستقطاب بأنواعه, وشتى أساليبه من يؤيد هذا..

في عدد الأمس أشارت الجزيرة إلى التحذير الذي أطلقته سفارة المملكة في اليونان للرعايا السعوديين من (عصابة السيارات الفخمة)، تلك التي تعمل على الاستجابة من قبلهم للتعامل معها عبر ما تستهدفهم به من خلال اتصالات هاتفية، وعبر شبكة الإنترنت بتقديمها عروضاً لهم عن بيع السيارات الفخمة في اليونان، وقبرص، وبأسعار رخيصة.. ثقة منها في انهيال الراغبين منهم للشراء, حسب ما عرف عنهم من عادات حب اقتناء السيارات الفخمة ونحوها,.. ومن ثم الوقوع في حيل السرقات الذكية من قبل تلك العصابات، والوقوع في برائنها من قبل المواطنين السعوديين.

السؤال، لماذا يُستهدف السعودي تحديداً..؟

هل نسبة الحذر متدنية لديه ولا تقاوم شهية الاقتناء...؟

أم هو عدم وجود وعي بأهمية المال..؟

أم هي ثقة مفرطة في الآخر, ويكون المؤشر في هذه الحال مهماً للغاية، إذ هو يتجه لهشاشة البنيتين الوجدانية، والإدراكية للفرد السعودي...؟.

إن الفخاخ التي تحاك من كل صوب لاستقطاب الفرد من هنا، تدعو إلى الكثير من ضرورات مواجهة مصادرها، ليس للحفاظ على خزنة الفرد, وما فيها من نقود قلت أو كثرت، بل لخزنة فكره، ووجدانه، أيضاً لأن خسارة الجيوب تهون في مقابل خسارة الذوات في مكنوناتها.

 

لما هو آت
الفخاخ.. وما أكثرها..!!
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة