ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 24/03/2012/2012 Issue 14422

 14422 السبت 01 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

هل تلاحظون كيف انزوت أخبار ما يجري في فلسطين حتى أننا بالكاد نتذكر هذه القضية التي أمضى العرب أزمنة طويلة وهم يسمونها «قضية العرب الكبرى»؟

ألحَّتْ عليّ هذه الفكرة عندما كنت أستمع إلى تقرير إذاعي من محطة «بي بي سي- لندن» التي مازالت هي محطتي الإذاعية المفضلة رغم طوفان محطات الـFM الإذاعية التي لا أجد فيها ما يعجبني، والتي تحاصرنا ليلاً ونهاراً بضجيجها الذي لا يتوقف. كان التقرير عن معاناة سكان غزة بسبب انقطاع الوقود والكهرباء وما يلاقونه من صعوبات جمة في الحصول على أبسط مستلزمات الحياة اليومية.

قبل ذلك بأيام أغار الإسرائيليون على القطاع.. وكالعادة سقط عددٌ كبير من القتلى والجرحى.. لكن ذلك لم يكن يهم أحداً لأن العالم كله مشغول بأخبار أخرى.. وأمريكا نفسها مشغولة بالسباق بين المرشحين الجمهوريين الذين يتنافسون فيما بينهم للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات ضد الرئيس أوباما.

لاشك بأن هذه الأجواء مثالية كيما تفعل الحكومة الليكودية الإسرائيلية ما تريد.. فإذا كانت إسرائيل دائماً تحصل على ما تريد من أمريكا فهي الآن وفي هذا التوقيت أكثر قدرة على انتزاع ما تريد.. وقد كان منظر الرئيس الأمريكي أوباما محزناً حقاً وهو يخطب أمام الـ»آيباك»، وهو اللوبي الإسرائيلي الرئيسي في الولايات المتحدة.. لم يكن أوباما في الواقع يلقي خطاباً رئاسياً بالمعنى الحقيقي بقدر ما كان يستجدي صوت الناخب اليهودي والحصول على دعمه لتجديد ولايته.

ومنذ بدايات أحداث «الربيع العربي» قبل أكثر من عام لم يعد هنالك فسحة من الوقت لإلقاء أي بصيص من الضوء على ما يجري في الأراضي الفلسطينية. نشرات الأخبار في كل الفضائيات لا مكان فيها إلا لأخبار دول الربيع، والأزمة النووية الإيرانية، ومشكلة اليورو والديون السيادية الأوروبية.. وفي خضم هذه الأحداث خرج علينا المرشح الجمهوري الأمريكي «جينجريش» لينفي وجود «شعب فلسطيني» بالكامل زاعماً أن هذا الشعب مجرد «اختراع» لا وجود له..!

ويزيد الطين بلة الخلاف الفلسطيني الداخلي الذي يؤذي القضية أكثر مما يؤذيها أي شيء آخر.. وهو خلاف عبثي أفقد القضية الكثير من المناصرين المتحمسين.

في الماضي كان يُقال إن كلاً من العرب واليهود يراهن على أن الوقت كفيل بحسم الخلاف لصالحه.. وكان العرب أكثر حماساً في رهانهم اعتماداً على العامل الديموغرافي حيث تفوق نسبة تكاثر الفلسطينيين نظيرتها بين الإسرائيليين، ولكن بضربة واحدة استطاعت إسرائيل أن تقلب المعادلة من خلال استقطاب المزيد من المهاجرين اليهود بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق.. وقد بلغ عدد هؤلاء المهاجرين خلال العقدين الماضيين نحو مليوني مهاجر جديد حتى عام 2010.. وفي خطاب ألقاه رئيس الوزراء نتنياهو قال إنه سيعمل على جذب مليون مهاجر جديد من روسيا ودول أوروبا الشرقية والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية وأثيوبيا.

بهذا يكون السؤال هو: ترى هل نترحم على القضية الفلسطينية.. ونقرأ الفاتحة على روحها؟!

alhumaid3@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض
 

على وجه التحديد
العالم المشغول..!
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة