ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 24/03/2012/2012 Issue 14422

 14422 السبت 01 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

المحاضرة التي ألقاها الأمير فيصل بن مشعل بن سعود نائب أمير منطقة القصيم في جامعة شقراء يوم الاثنين بعنوان (المرتكز الإسلامي للأنظمة المطبقة بالمملكة العربية السعودية) كنت أعتقد أنها ستكون محاضرة بروتوكولية يتحدث فيها المحاضر عن الأنظمة واللوائح والقواعد التنظيمية في بعض قطاعاتنا كعرض وسرد للإجراءات، كون الزيارة للجامعة جاءت للتهنئة على المدينة الجامعية والصرح الجديد الذي ولد في حضن أطراف رمال السر, ورمال عريق البلدان, وسهوب صحراء المستوي، ونهايات الدرع العربي مناطق المرتفعات والجبال, أي زيارة للمباركة لهذا المولود الجديد الذي بدأ يتشكل على شريط (منسي) من الخدمات الجامعية..

لكن الأمير فيصل بن مشعل أحدث لنا مفاجأة داخل قاعة المدينة الجامعية عندما بدأ يؤصل الأنظمة ويغوص في تفاصيل أكاديمية دقيقة يعيها جيدا أساتذة الأنظمة والتشريعات.. وتحدث عن أشياء مسكوت عنها حتى في جامعات تصنيفها جامعات علمية عجزت تلك الجامعات عن أن تتجاوز وتصل إلى مصطلح القانون, وأطلقت على أقسام وتخصصات وكليات القانون مسمى كليات الأنظمة والحقوق.. كما أن العديد بل اغلب القطاعات التي تطلق على القوانين عبارة الأنظمة تخشى من التفسير الشرعي أو السياسي أو تحفظات أخرى مبالغ فيها.. الأمير فيصل بن مشعل تحدث وبدون تحرج أو خشية عن العلاقة بين الدستور والأنظمة والقوانين، وتحدث عن تأصيل تلك المصطلحات في المفهوم التشريعي والسياسي والإداري وكان شفافا وإيجابيا في تعامله مع المصطلح والممارسة والإسقاطات التي يلجأ إليها المتعاملون مع الأنظمة الإدارية.

تحدث في المحور الشرعي والإداري ووضح نقاط التماس والتقارب والتباعد... وحتى تكون الصورة أكثر وضوحا فمن المناسب أن يتبنى الأمير فيصل بن مشعل هذا الطرح ويؤكده في مناسبات وجامعات أخرى ويطور المفهوم لكسر حاجز مصطلح القانون الذي تم الاستعاضة عنه بمصطلح النظام, وأيضا الكشف عن الحساسية الشرعية في استخدام مصطلح القانون, وكذلك موقع القانون بين الدستور والأنظمة ومدى تقاربه من التشريعات الدينية.

كانت المحاضرة (دسمة) في مضمونها ودلالاتها وأبعادها ومقاصدها، كان الأمير فيصل بتلك الروح العالية التي تعامل بها مع ضيوف المحاضرة ومع أعضاء هيئة التدريس في شقراء، حيث حرص على محاورتهم والنقاش المباشر تاركا الوقت والمساحة مفتوحة بينهما... وهذا تقليد لم يكن معتادا من العديد من المسؤولين في الكثير من قطاعاتنا حيث يفرض المسؤول الرسمية المفرطة, وإيجاد الحاجز والمسافة بينه وبين من هم في مقامه من حيث التأهيل العلمي والمسؤوليات الإدارية والمخزون الثقافي والمعرفي... فيصل تعامل بروح الزميل والمشارك تحت قبة الجامعة بصفته الباحث والاستاذ الأكاديمي. وهذا الذي ميزه في تلك الليلة، حيث فاجأ الجميع بالبعد المهني وانسجامه مع نفسه كنائب لأمير المنطقة وأستاذ أكاديمي وباحث مثابر... نحتاج في هذه المرحلة إلى مسؤول يعرف أين يقف ويتعامل مع انطباعات الآخرين، ويعرف جيدا كيف يجتذب الناس إليه وان لا يجعل مسميات المنصب والرتب الوظيفية هي فقط البوابة التي يطل منها على الآخرين. فالناس تقرأ ما وراء ملامح الوجوه والمناصب والألقاب.

 

مدائن
فيصل في جامعة شقراء كسر حاجز القانون
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة