ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 24/03/2012/2012 Issue 14422

 14422 السبت 01 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

صحافة العالم

 

دوافع إيران من امتلاك السلاح النووي

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بيتر بيومونت *

في عام 2009 كتب الخبير في الشئون الإيرانية الذي قام بالتدريس في كل إيران والولايات المتحدة كايهان بارزيجار يصف ما سمّاه «معضلة الإجماع النووي في إيران». في ذلك المقال حاول خبير الشئون الإيرانية أن يرصد التعقيدات التاريخية والاعتبارات السياسية والاستراتيجية وراء عملية صناعة القرار بشأن الملف النووي في نظام الحكم الديني بإيران. فبالإشارة إلى حوالي قرنين من الانتقادات الداخلية لفشل إيران في «الحصول على نفوذ سياسي أو ثروة كبيرة»، أوضح بارزيجار أن التاريخ الحديث أقنع الكثيرين من الإيرانيين وليس فقط النخبة الحاكمة بأن الغرب عموما وبريطانيا والولايات المتحدة بشكل خاص يتآمر لوضع العراقيل في طريق تطور إيران اقتصاديا أو استراتيجيا كلاعب رئيسي في المنطقة.نحن أمام اعتبارين يقفان وراء الرغبة النووية الإيرانية، الأول هو الرغبة في الحصول على قوة ردع لدول الجوار، خاصة وأن هناك خمس قوى نووية في المنطقة الموجودة فيها إيران وهي روسيا والصين والهند وباكستان وإسرائيل، والثاني هو الشعور بخيبة الأمل بسبب فشلها في تحقيق أي طموحات إقليمية. وتتبنّى إيران خطة استراتيجية نووية مداها 20 عاما وقد صدق عليها مجلس الخبراء وهو أحد مراكز صناعة القرار المهمة. وهذه الخطة تدعو إلى ضرورة أن يكون لإيران «الصدارة في المنطقة».

وإذا كانت سياسة الغموض التي تتبنّاها إيران هي أحد العناصر المعقدة، فهناك عنصر آخر لا يقل أهمية في هذا السياق وهو إلى أي مدى أصبح البرنامج النووي والضغوط الدولية الناجمة عنه ورقة سياسية سواء في الصراع بين أجنحة النظام الحاكم أو في السياسات الإيرانية الأوسع نطاقاً.

وهذا يعني أنه كلما زادت الضغوط الدولية على إيران بسبب البرنامج النووي يصبح من الأصعب وليس من الأسهل على النظام الإيراني التجاوب مع هذه الضغوط إلى درجة أن أعضاء في المعارضة الإيرانية الإصلاحية تنتقد الرئيس أحمدي نجاد إذا ما بدرت منه أي إشارة إلى تقديم تنازلات في هذا الملف.

وإذا كانت دوافع إيران قد أصبحت أشد تعقيداً مما يظهر في هذا العرض البسيط، فإن السؤال الذي يجب طرحه هو عن دوافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو وحلفائه الإسرائيليين وراء الدفع في اتجاه عمل عسكري ضد إيران. وفي حين أن أحد استطلاعات الرأي أشارت إلى أن أقل من 20% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن بلادهم يجب أن تتحرك عسكريا ضد إيران حتى إذا كانت بمفردها، كما أن هناك انقساماً داخل إسرائيل حول مدى فاعلية عملية عسكرية إسرائيلية أمريكية مشتركة ضد البرنامج النووي الإيراني، فإن حديث نتينياهو أمام مؤيدي إسرائيل الأمريكيين امام (ايباك) فشل حتى في إقناع مواطنيه. المثير للسخرية كما جاء في مقال نشرته مجلة (إيكونوميست) البريطانية الرصينة، هو أن نتينياهو يروج للخطر الإيراني مستخدما أفظع المصطلحات هو نفسه القائد الإسرائيلي الذي يرفض أي تفاوض ذي معنى مع الفلسطينيين أو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.

لهذا فإنّ النقاش الذي كان يجب أن يجري حول الطموحات النووية الحقيقية لإيران ودوافعها، وحول طريقة التواصل مع النظام الحاكم بطريقة بنّاءة لمنع المزيد من الانتشار النووي، تم اختطافه من خلال افتراضات كاذبة وبلا أساس في أغلب الأحوال.

من وجهة نظرنا نحن الذين عانينا بصورة لصيقة من الثمن الباهظ للحرب مع العراق، فإنه لا شيء يمكن أن يحطم روحنا المعنوية أكثر مما يتردّد على ألسنة المسئولين في الغرب عن القدرات العسكرية الإيرانية مثلما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن أن إيران تنشط من أجل إقامة شبكة صواريخ عابرة للقارات يمكن أن تهدد الغرب وهو نفس السيناريو الذي تبنّاه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عندما أراد أن يسوق للبريطانيين فكرة شن حرب ضد العراق عام 2003، حيث قال إن العراق قادر على ضرب المصالح البريطانية خلال «45 دقيقة».

الحرب مع إيران ليست حتمية ولكن ربما تصبح كذلك إذا لم يتسم النقاش حول الملف الإيراني بمزيد من الصراحة والواقعية. حقاً فإنّ الغرب أساء قراءة حقائق المشهد في إيران طوال نحو قرن من الزمان وليس فقط منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية.

إن خوض حربين في منطقة الخليج خلال أقل من عقد من الزمان استناداً على أكاذيب وعبارات جوفاء وسوء فهم، سيكون ليس فقط مأساة وإنما كارثة مروعة سوف يخجل منها الغرب.

- (الجارديان) البريطانية

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة