ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 25/03/2012/2012 Issue 14423

 14423 الأحد 02 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كثيرا ما أستحلف صديقتي عبير ألا تنقل لي مشاعرها السوداوية؛ لأنني (ماني ناقصة) ولكن فلسفتها وسخريتها الجميلة تجعلني أصغي لها، وإن قاومتُ! ترسلها لي عبر الإيميل؛ لذا وودت أن تشاركوني لتستمتعوا بأسلوبها الجميل في العرض ولتخففوا عني وطأة التشاؤم.

تقول عبير: أثارت الأجواء الغبارية عيوب مجتمعنا فباتت في التويتر وكالة أنباء الإجازات، يتابعها أكثر من 46000 قارئ لمعرفة: هل هناك إجازة كلما هبت رياح! وأخرج لنا هذا الغبار (مصطفى) وهو شخصية وهمية افتراضية ومجال لسخرية مجتمعنا، لكنها كشفت وهن نفوسنا حين صورناه شخصية وافدة لأن السعوديين يحاولون استنساخ طباع بشخصيات وافدة؛ كيلا يعيشوا ناقمين كارهين لمجتمعهم.

***

مصطفى شخصية تكره الإجازات، وعندما منح الطلاب عطلة بسبب الغبار قبل إجازة منتصف الفصل الدراسي (التي يفترض أن تلغى لوجود تخمة عطلات) قرر السفر لوطنه مصر فوجدهم بإجازة بسبب وفاة البابا شنودة، فأصابه اكتئاب! وكأننا نريد أن نقول إن جميع الدول مثلنا!

وانبعاث الرسائل من قنوات التواصل الاجتماعي تعطي انطباعا واحدا أن مصطفى لا يمكن أن يكون مواطنا لأن السعودي سيسعد بأي إجازة تعطى له.

***

وقد سببت الإجازات للأمهات الموظفات ورطة كبرى، فلا يمكنهن الدوام وأبناؤهن في المنزل، ولأنها محدودة فيكون الغياب جماعيا، ولكن أن تكون قبل الإجازة إجازة فهذه مشكلة، ومثلها اتصال المدرسة بالأسرة تطلب منها أخذ الأبناء مبكرا؛ لأن هناك احتمال وجود عاصفة رملية قادمة، فمتى تتعلّم المدارس الانضباط وتحدد مدى الخطورة والتعطيل المفاجئ ؟ ولمن نشتكي المدارس (الحكومية والأهلية) التي تتصل في منتصف الدوام لتطلب أخذ الأبناء في ظل التزام الوالدين بوظائفهم؟

***

أثارت وفاة البابا شنودة أيضا في نفسي تساؤلات، فبعض الناس في تويتر فرحين وشامتين بوفاته وأمي حفظها الله تقول دوما (يا شمتان بالموت قسمك قاعد لك) أنا لن أحزن أو أعزي فليست هذه المشاعر الطبيعية للمسلم، ولكني تذكرت ما حصل للاعب المسلم في الدوري الأسباني وسقوطه في الملعب بأزمة قلبية، فكانت الجماهير الأوروبية غير المسلمة يرفعون رؤوسهم للسماء ويدعون ربهم أن يقوم بخير!

فمن نزع الرحمة من قلوبنا وزرعها في نفوس غير المسلمين؟ أليست لدينا قسوة غريبة ليست من الإسلام ولكنها من طباع بعض المسلمين المواطنين الذين يرون الغبار غضبا وما يصيبنا عقوبة!!

فهل نحن بهذا السوء؟! في حين أن المصائب تجعل جميع البشر يتضرعون لله عز وجل، وهذه فطرة بشرية، إلا نحن السعوديين نفترض أن الله قاسِ ويعاقبنا بذنوبنا.

***

أما مظاهرات جامعة الملك خالد، فتقودنا للتساؤل: هل العنف هو الوسيلة الوحيدة للتغيير، وهل لابد أن تُضرب العميدة لتحل مشكلة الطالبات؟ وهل يكون خنق المديرة حلا لمشاكل المعلمات؟ هل يدعونا المجتمع لاستعمال القسوة والعنف؟

رقية ! هل نحن مجتمع مريض؟ أم أن ما يحصل لدينا دلالة تغيير للأفضل؟ أتمنى فعليا ألا أنقل لك أية رسائل سلبية، بل أريدك قراءتها كأفكار وتساؤلات، أو خزعبلات تدور في عقلي فتصرف النوم عني، وهي ليست سوداوية بل أرق وإرهاق.

أعتذر عن كمية الإحباط، لكن: أليس ما أقوله هو الواقع المأسوف؟!

وأقول: بلى يا صديقتي عبير..

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
إحباطات مواطنة غبارية!!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة