ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 25/03/2012/2012 Issue 14423

 14423 الأحد 02 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

انتهى معـرض الكتـاب بنجاح ملحوظ، رغم مطالبة البعض بمقاطعته ومنع بعض فعالياته. وأتوقع أن ما عرض للبيع كان محدودا من حيث النوعية ليس لأسباب المنع بل لأن أجواء السنوات الأسبق ما زال تأثيرها فعالا من حيث تخوف دور النشر من تحمل تكلفة نقل كتب يرفض عرضها لأي سبب.

هل يمكن في هذا العصر المفتوح بتقنيات التواصل الفضائي والافتراضي أن تمارس الوصاية وتمنع وصول الكتاب أو أي حاو للمعلومة من أن يصل إلى الناس؟ مواقع مثل أمازون توصل ملايين المؤلفات مباشرة إلى المشترين من المنازل. ويمكن إنزال ملايين غيرها من الشبكة مباشرة. وقد نرى تغيرا في تفاصيل الكتب المعروضة والمبيعات في المعارض القادمة حين يكون الشعور العام بأمن الحضور والمشاركة والبيع والشراء قد تجذر.

ومع هذا، فالقضية ليست ببساطة المطالبة بالمنع أو حرية العرض, ففي وجود الكثير من المضر معروضا للبيع عالميا, دون اهتمام بمضرته لمن يشتريه كالكتب والأفلام الإباحية أو المحرضة على العنف أو المسوقة لإيديولوجيات تهدد أمن الآخرين، من الواجب أن يمارس الترشيد في ما يسمح بوصوله وانتشاره، خاصة وصوله إلى النشء. ولكن المطلوب الأنجع والأهم على المدى الطويل ليس المنع بل بناء الوعي القادر على تمييز الغث من السمين والمفيد من المضر. وذلك عبر تقوية الفكر القادر على تجاوز التسويق المقصود واتخاذ الخيار الصحيح. وعلينا عبر مناهج الدراسة الأولية بناء مهارات التفكير وليس مهارات الحفظ. هذا فقط سيضمن ألا يسقط القارئون فريسة الاستغفال أو التضليل أو التجهيل.

**

في الربع الأول من العام كان هناك عدة معارض ضخمة للكتاب تقام سنويا في مدن عربية تنتثر من الخليج حتى المحيط.. مع العلم بأن أجواء الربيع العربي واضطراباته حولت غالبية المتابعين للمستجدات إلى مصادر المعلومة الفورية في الشبكات الاجتماعية. بعيدا عن التناولات والمؤلفات المستفيضة التي تأتي غالبا بعد انتهاء وتغير تفاصيل الأوضاع موضوع البحث. وفي زمن المعلومة المتجددة بسرعة لم يعد الوقت يسمح بمتابعة السيل المتدفق من الوسائل الإعلامية فما بالك بمنتج المطابع ؟ إلا ما تميز حقا.

في الماضي القريب كان المتعلمون القارئون والكاتبون قلة والأميون غالبية ولذلك لا تنتج الساحة إلا القليل من الإضافات النخبوية إلى رفوف الكتب وسطور الصحافة. الآن تغير الوضع وفاضت المقالات بكل أنواعها في التدوينات الشخصية نتيجة تصاعد أعداد خريجي المدارس وانتشار استخدام الكومبيوترات. قليل من هذا الفيض غيث يضيف إلى الاطلاع الذاتي, وربما ترسيخ ثقافة الحوار مع الذات والتواصل مع المعلومة والنقاش مع الآخر. وكثير منها معكر بأغبرة التحيز أو الجهل يضيف فقط إلى غوغائية اللغط والغلط والغثاء. وفي الماضي العربي كان الفكر والتعبير والتأليف مسألة تركيز فردي وتحليل للظواهر المتاحة للتأمل ثم تسجيلها لتضمن البقاء حتى يستلها من فوق رف ما متلقٍ يبحث عن ما يسره ويمتعه ويشغل فائض وقته بلذة التواصل مع فكر رائد وتحليل متعمق مقارن لما سبقه وتنظيرات مستجدة؛ ربما يأخذ القارئ بعدها دور المتقبل والمريد الممارس لتفاصيل هذا الرأي.

اليوم -باختصار- يكاد لا يسمح الوقت بالقراءة الاسترخائية للتلذذ؛ إلا لمن لديهم فائض من الوقت لملئه بتتبع تراكم الدوواين الشعرية، ثم زخم القصص والروايات بصدقها وتوهماتها وتشبهها بأدب الآخرين. وهناك القراء المتخصصون في مجال ما يتابعون ما يضاف إليه من أطروحات بتخير المتقصد الباحث. طبعا ما يسري على القراءة لا يسري على الكتابة. وقد يكون السبب ضحالة مناهجنا وتلكؤها عن الانفتاح على التفكير العلمي والتنموي العام والنمو الفكري. الوقت أمسى بلا بركة للقراءة الهادئة المتعمقة، ولكن من الضروري للكتابة الجادة ممارسة المتابعة الانتقائية - في عصر انفتاح العولمة - أي القراءة للاطلاع على المستجدات في العالم، والتثقف ونمو الوعي.

وللحوار بقية

 

حوار حضاري
ماذا تقرأ مما يكتبون؟ 1-2
د.ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة