ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 27/03/2012/2012 Issue 14425

 14425 الثلاثاء 04 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

أمي

رجوع

 

مشاعر من غير شاعر من بعض ما في الفؤاد أحتسب عند الله أن تكون شيئاً من البر والوفاء لأمي الغالية الحنون لطيفة بنت علي اليحيى التي وافاها الأجل في صباح يوم السبت 24-4-1433، رحمها الله تعالى وجعلها في أعلى عليين... كتبها ابنها الأصغر. د. فهد بن عبد الرحمن اليحيى.

أمي.. وما خِلْتُ أن اللَّوعَ يعصف بي

حتى أرى لفظ (أمي) سوف يعصرني

أمي.. وكنت لها طفلاً تدللني

فلا تلمني إذا ما الفَقْدُ أعجزني

أمي.. وإن فراق الأم فاجعة

لولا لطائفُ ربي واهب المننِ

يا ويحَ قلبيَ يوم السبت حين رأتْ

عيناي ما كنت أخشى منه مُذْ زمنِ

نبعُ الحنان قد استلقى بلا حَرَكٍ

والوجهُ - مع نوره - قد لُفّ بالسكنِ

لا.. لم تمت.. لا تقولوا: سافرت أبداً

ها.. قلِّبوها فذا شيء من الوسنِ

ورُحت أبحث عن صدق وعن كذبٍ

فجاءنا الصدق: فاض الروح من بدنِ

قمنا نبادر فيها من وصيتها

وفي الحديث: فأسرع دونما وهنِ

آهٍ.. وقد جُندلت للغسل.. وا أسفا

وأُدرجت بعده في أبيض الكفنِ

صلوا عليها صلاةً لا ركوع لها

أدعو لها.. ويكاد الشجو يأسرني

وقمت أحملها مع إخوةٍ عُرفوا

بالبرِ فاغفر لنا يا ملجأ المحنِ

وشيعوها ذووها كلهم وَجِمٌ

جازاهم الله بالإحسان بالحسنِ

سيقت إلى اللحد بل زُفَّت إلى زُلَفٍ

من النعيم سألت اللهَ ذا المننِ

أماه.. ها نحن فوق القبر.. ما حملت

رجلاي جسمي من الآهات والشجنِ

أماه.. قد حِرتُ.. هل أمضي بلا أملٍ

بعد الفراق ؟!وهل ألتاثُ بالحزنِ؟!

ولّيتُ عن قبرها واللّحظ يلحظها

أسير عنها مسيراً غير متزن

أماه.. كيف سأنسى مجلساً عَبِقاً

وبسمةً منكِ تجلو كلَّ ذي أسَن

أماه.. كيف سأنسى الأُنسَ حين أرى

ذكراكِ في كل ما في البيت من سكن

(لطيفةٌ) هي من لطف شمائلها

يا رب فالطف بها في الروح والبدنِ

أحبها الناس لم تبذل لهم ذهباً

لكنه الحب من ربي بلا ثمنِ

أمي.. وكانت لعمر الله مدرسة

من الفضائل.. أفياءٌ من الفَنَنِ

إيمانها عجبٌ بادٍ تعلّقُها

بربها في مُحيّا وجهها الحسن

أمي تمنّت كتابَ الله تقرؤه

.. رباه فاكتب لها في الذكر والسنن

أمي لها قصة في البذل نادرة

فسل سِنِيْ عمرِها عن ذكرها الحسن

أمي.. وفي الصبر آياتٌ لها عبرٌ

فسل عجائب أيامٍ من المحنِ

وسل جوارحها تنبيك عن شأنها

في خدمة الأهل أو من عيشها الخَشِن

كانت ببيت أخيها نِعم من عملت

- مع يُتمها- عُمُراً منها بلا منن

وأصبحت بعده في بيت والدنا

ذاك الهمام سقاه الله من عدن

سألت ربيَ تلقاه بجنته

مع المحبين من أهل ومن ختن

تُرضيه لم يلق منها ما يكدره

صبورة حفظت في السر والعلن

قلب نقي بإذن الله لا دغل

فيه ولا سخمة من أسود الضَّغَن

لا قال أو قيل في قاموسها أبداً

تلقاك بالبشر لا تخشى من الإحَنِ

لم تشتغل بحديث الناس.. معرضةٌ

عن الفضول بلا إِذْنٍ ولا أُذُنِ

من زارها ظنه أغلى أقاربِها

تسره بحديثٍ ممتع فطنِ

الحمد والشكر في سُقمٍ وعافيةٍ

والنفسُ راضيةٌ في السر والعلن

قد متع الله فيها العقل مدركة

عشر الثمانين والأطراف في وهن

يا رب.. يا رب.. يا غفّار يا أحدٌ

يا رب.. يا رب.. يا رحمن ذا المننِ

اغفر إلهي لأمي ليس يرحمها

سواك بعد فراق الأهل والوطنِ

أنزل بفضلك أمي منزل الشهدا

وافتح لها جنة الفردوس في عدنِ

واجمع لها في جنان الخلد من سألت

وكلَّ ذرية منها على السُّننِ

أظلّها بظلال العرش واردةً

حوض النبي بلا خوفٍ ولا حزنِ

واختم لنا بختام الخير تجمعنا

بوالدَينا وأنقذنا من الفتن

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة