ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 27/03/2012/2012 Issue 14425

 14425 الثلاثاء 04 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

تحرّكت مشاعرها أدمعاً فيّاضة، وهي تعيش بين صفحات ماضيها، وترسم أحرفها المعلّقة، بعد أن تحوّلت إلى نار بين السطور؛ لتعلن: أن الرّحيل بلا عودة، هو ترجمة القدر الذي أوصد بيننا الأبواب، وأغلق القلب الذي عاش - دوماً -، يفتح الحياة في قلوب الآخرين.

سأبقى اليوم لجبال الهموم أتحمّل، وأنا أرقب رحيل موكب جنازتك المهيب. وسأذرف العين دمعاً، كنزف دم القلب على ألم الفراق. وسيقتلني الحنين إلى بيت كان - بالأمس - معموراً؛ لأنتظره ببراءة الطفولة أن يعود، وأرى أحلامي في زوايا المكان؛ لعل جراحاتي تعي بوصل حبيبتي، حين أذبت مشاعري، ونثرتها فوق تراب قبرها.

دعيني قبل أن ترتدي كفنك، ويسير بك قطار الموت، ويعانق التراب جسدك، أن أضمّ روحك؛ حتى أشعر بدفء قلبك، الذي لم يدنسه نقطة سواد، فإن الوجع في القلب أكبر من الحبر، والقلم؛ ولتكون رسمتك في الدنيا من أجمل نظراتي.

هكذا تحدثني زوجتي عن خالتها «منيرة بنت عبد الله الشعلان»، وكيف أنها تملك قلباً أرهف من قلب الطفل، وروحاً أزكى من روح المسك. وأن أغصان الإيمان لديها، تتحرّك في أعماق حياتها دون أن تتوجّع، أو تشكو. ففي مجلسها تشتم منها كل الشيم الراقية، والصفات النبيلة، من سمو أخلاق، وكرم، ووفاء، وشموخ، وصبر على المحن. ذاك المجلس الذي سيبقى على الماضي شاهداً، بأن الأيام بعدها فقد، والأحلام وهم، والأماني سراب.

ولأنه الأجل المقدّر على غير انتظار، فقد دعونا الله، وهي في ظلمة القبر: أن يا رب هذا قدرك، وقد رحل قلبها - الوارف الحنون - إلى دارك، وهي في ذمتك، وحبل جوارك، فاملأ قبرها بالرضا، والنور، والفسحة، والسرور. ولقّها الأمن، والبشرى، والكرامة، والزلفى.

drsasq@gmail.com
 

بكائية الرحيل المرّ!
د.سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة