ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 28/03/2012/2012 Issue 14426

 14426 الاربعاء 05 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا تتجاهلي هذه الحقيقة، لم يكن النهر نظيفاً إلى ذلك الحد.. قلت ذلك محدثة نفسي، لكن نفسي الأخرى أقنعت روحي الناقدة..

لكن المشهد بأكمله يبعث الارتياح والرضا، نعم لا شك في ذلك..

تصميم المطعم الجميل المرسوم بشكل دائري، بواجهات زجاجية، وارتفاعه بشموخ على ضفة النهر، هذا يكفي لإضفاء شيء من الشاعرية التي تجذب الزوار والسائحين لالتقاط الصور أمامه وحوله.

اليوم الأحد، يوم إجازة، حيث الاسترخاء والراحة والانطلاق..

كم أغبطهم على أيام إجازاتهم وإحساسهم المتفرّد بها وسعيهم للاستمتاع بلحظاتها وكأنما هي يوم عيد لن يتكرر قريباً ولا بد من استغلاله.

أنا وهي، في المطعم الإيطالي.. ثمة هواء نقي حولنا والنهر خلفنا الذي كان ذا منظر وامتداد ساحر رغم ذلك العيب الذي لم يؤثّر في جماله..

أستغرقت أنا وصديقتي في الأحاديث المتنوّعة، أمامي مباشرة على الطاولة أم وأب شابين وطفلتها.. الطفلة، سبحان من خلق وأبدع آية في الجمال، طفلة ليس موقعها هنا، كأنما خلقت لتكون ضمن لوحة تزيّن أحد المجالس الفاخرة الراقية أو صورة على غلاف مجلة تعرض نماذج للأطفال المتعافين من ذوي الجمال الباهر.

- الثلج يزاحم بعضه بعضاً، يبدو فائضاً عن الحاجة في قدح العصير..

- هل تعتقدين أنه طبيعي، كما قالت؟

- مؤكد.. هؤلاء صادقون، يقولون الحقيقة خاصة فيما يتعلّق بعملهم، هذا ضمن سياسة التسويق.

انتهينا ولله الحمد..

رأيت صديقتي تضع بقايا الثلج في فمها دفعة واحدة، أحدث قرقعة جميلة.. نظرت إليها بدهشة قائلة: شَرِبت الثلج.

ضحكت أنا، وابتسمت هي فلم تكن تستطيع مبادلتي الضحك نظراً لأن مكعبات الثلج تحدث صخباً جميلاً داخل فمها.

قررنا الذهاب إلى الداخل فلا بد من الوضوء ثم البحث عن موقع للصلاة، سبقتني هي.. تبعتها إلى هناك، فوجئت بالأبوين يعبران أمامي ومن ثم يعتذر الأب عن إزعاجي (فقط بسبب مرورهما أمامي، يا للرقي والأدب في التعامل مع الآخرين) دخلا معاً إلى غرفة غيار الأطفال.. من خلف الباب أسمع كركرة ومناغاة الطفلة، يبدو أنها تحتاج إلى غيار..

لديهم عادة هنا لم أعتد عليها ولم تعجبني كثيراً، هم لا يتقبلون من الغرباء أن يلاطفوا أطفالهم أو يقبلوهم، فقط ينظرون إليهم من بعيد وكفى! لم أدخل مباشرة إلى صديقتي، ثمة رغبة ملحة في داخلي، قررت البقاء في الخارج لرؤية الطفلة الجميلة مرة أخرى، بعد دقائق..

ها هما، خرج الأب الشاب أولاً وهو يحمل الطفلة والأم خلفه، أذهلني ذلك التعاون بينهما، الرجل هو الذي يحمل الطفلة وهو الذي شارك الأم في تبديل ملابسها..

كم رجلاً في بلادنا يفعل ذلك مع زوجته؟ كم رجلاً يبدو بهذه الرقة واللطف مع أهله، كثير من رجالنا يرى في مساعدة زوجته إهانة له، بعضهم في مثل حال العائلة السابقة عليها هي أن تحمل الطفل والحقيبة وتنتبه جيداً إلى عباءتها وغطاء وجهها كي تبقى مستترة أمام الغرباء وعليها أن تحمد الله كثيراً أنه زوجها وأب أطفالها.

 

فجرٌ آخر
آه.. يا بلادي البعيدة!
فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة