ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 29/03/2012/2012 Issue 14427

 14427 الخميس 06 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

ممنوع منعا بطاطاً
غازي قهوجي

رجوع

 

تعتبر القواميس والمعاجم من المراجع التي لا غنى عنها لمعشر الباحثين وطالبي الدراسة من الطلاب وغيرهم من المهتمين الناشطين في النهل من ينابيع الثقافة العامة، وذلك بهدف الاطلاع على الجذور الحقيقية «للأفعال» واشتقاقاتها، والكلمات وبعض الصياغات ومعانيها. ولقد تنافست المؤسسات «القاموسية» فيما بينها، من حيث الدقة اللغوية والأمانة العلمية، ومتابعة آخر المصطلحات والكلمات المستجدة على اللغة. ونالت بعض «القواميس» ثقة الناس وعمَّت شهرتها الآفاق وانتشرت موسوعاتها في كل مكان. وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فقد احتجّ مزارعو «البطاطا» في بريطانيا على كلمة وَرَدَت في قاموس «اوكسفورد» الشهير وهي: «كاوتش بوتيتو» أي «بطاطا على المقعد أو الكنبة»! وذلك إشارة إلى الأشخاص الذين يستلقون ببلادة طول النهار على الكنبة أمام جهاز التلفزيون لمشاهدة أفلام الفيديو والـDVD وأكل البوشار والتهام البيتزا!! فاستنكر المزارعون استخدام هذا التعبير في وصف الأشخاص الكسالى، لأنه يشوّه سمعة هذه الثمرة!!! وقرر حوالي الأربعة آلاف منتج ومزارع للبطاطا في بريطانيا الاعتراض على الدعاية السيئة، التي تستهدف إنتاجهم المفضل. ورغبة منهم في محو الصورة السلبية المرتبطة بالبطاطا، فقد نذروا أنفسهم لإظهار المزايا والفوائد الغذائية التي تحمل البطاطا من فيتامينات ودسم وخلاف ذلك، وأصدر القاموس الأميركي الأشهر «ويبستر» طبعته الجديدة «الثالثة»، متزامنة مع القانون الصادر عن الكونغرس الأميركي في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2004 بخصوص كلمة «اللا سامية»، التي لم تعد تشمل في شرحها القاموسي، العداء فقط لليهود كأقلية دينية وعرقية، كما ورد في الطبعتين الأولى والثانية، بل جاء التعريف في الطبعة الجديدة، ليقول حرفياً بأن اللا سامية تعني «العداء للصهيونية والتعاطف مع أعداء دولة إسرائيل»!! ووضع هذا القاموس، في الطبعة نفسها مواصفات الشخص «العربي»، فعرّفه وبشرح مستفيض بأنه «المتشرد، المنحرف، المتسكع، المتسول، الغبي، الفوضوي»!! وتوّج هذا التعريف بمفهوم غريب عن الإسلام باعتباره يمثل العداء للسامية وللدين اليهودي!!... ولقد قام بعض الغيارى من المثقفين العرب بالاحتجاج، فجمعوا بضع عشرات من التواقيع، ودانوا المزاعم والافتراءات التي تستهدف الأمة العربية جمعاء، وتنعتها بأقذع الصفات وأبشع التعريفات. ولست أدري كيف ولماذا سَكَتَت - وما زالت - وزاراتنا الثقافيةوالاعلامية على هذا «الخرق» الرهيب للحقيقة، وهذا السكوت المريب على الإهانات؟ وكيف ولماذا صَمَتتْ بل وخرست الأصوات في الندوات والمؤتمرات العربية على هذا الذلّ والهوان! وكيف ولماذا لم تطرح تفاصيل واهداف هذا «الاعتداء» الغاشم خلال اللقاءات الماراتونية التلفزيونية، فيما الطبعة الجديدة من تحفة «ويبستر» ما زالت تتصدر واجهات مكتبات جامعاتنا الوطنية!! لقد احتج مزارعو البطاطا البريطانيون على «إهانة» البطاطا! ونحن يا سادة يا كرام ويا نشامى عظام، ويا بدور التمام، وعلى رأسنا جميعاً: الجامعة العربية والحكومات العربية، والأكاديميات العربية والإسلامية، ما زلنا وبإصرار نثبتُ بمواقفنا ومقولاتنا أمام العالم أجمع، إننا أقلّ قيمة وشأناً وكرامة من البطاطا!!!

Kahwaji.ghazi@yahoo.com
 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة