ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 31/03/2012/2012 Issue 14429

 14429 السبت 08 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

السلام إلى أين؟!
أحمد علي الأحمد

رجوع

 

هل حاجتنا نحن العرب إلى مفهوم دقيق للتضامن: متى يقوم؟ وكيف يتحقق؟

أن تكون أشد إلحاحًا وأكثر بروزا فيها عند أية أمة أخرى ذلك لأن التضامن استراتيجية بشرية وضرورة أمنية، حتى أصبح من الظواهر الكلامية التي تتردد يوميا دون أن يكون لها أي مدلول عملي يمكن ترجمته في وقت من الأوقات.

لقد كنا ولا نزال نتغنى بالتضامن حتى أصبح هذا الشعار كموسيقى (الروك أند رول) الجميلة التي تطرب الأسماع وتثير البهجة والسرور بينما الآخرون يتحركون في الاتجاهات الأخرى لإلحاق المزيد من الضربات والكوارث بالمنطقة وبأمنها واستقرارها، وفي تناغم يتفق مع معزوفة السلام التي نردد صداها منذ بعض الوقت في الشرق الأوسط من قبل جوقة أهل الكامب ديفيد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تلاه اتفاق اسلو ولعل الهجمة المستمرة من الحرب النفسية التي تتعرض لها المنطقة العربية عامة، والخليجية منها بشكل خاص.. مرة بالتهديد المباشر الإسرائيلي والإيراني باحتلال منابع النفط واخرى بالتأكيد على جاهزية عدة فرق أمريكية للتحرك باتجاه المنطقة العربية وثالثة بادراج المنطقة في قائمة «مناطق الخطر الشديد»، لعل هذه الهجمة تفتح عيوننا على الآخر كحرب إيران والعراق التي استمرت ثمان سنوات.

الواقع المرير الذي تعيشه شعوب المنطقة نتيجة الهبات الساخنة التي تتعرض لها مما يسفر عن نوع من حالات التوتر والانقباض النفسي شبه الدائم.

لقد عرفنا طيلة سنين طويلة تتباعث فيها حروب عدوانية كحروب فلسطين وحرب الكويت وهدنات حافلة بالحوادث الدامية فكان ان اضطربت العقول واهتزت الرؤى وضاعت المقاييس، بينما العدو الإسرائيلي مطمئن إلى مخططاته وأساليبه فكان أن نجح في جر «رِجل» زعيم النظام المصري إلى مستنقع الاستسلام الذي لم يعرف التاريخ العربي المعاصر مثيلا له حتى في احلك الظروف وأكثرها شدة وقساوة ولسنا نظن، ورغم التصريحات الأمريكية التي تحاول أن تعطي «السلام» معان جديدة كاتفاق «اسلو» ونشر غموضا من حيث الأبعاد والمفاهيم.

إن عربيا واحد مخلصا وشريفا، يستطيع أن يقبل بالسلام المطروح الآن في الساحة والظروف التي ترافقه والشروط التي تتحدد بها معانيه فإذا علمت الجوانب السلبية لمفهومات مزعومة عن السلام.. وأدركنا أنه لا سبيل إلى مواجهة هذه المفاهيم الا بالتعاون والتضامن.. فإنه يجب علينا أن نضع الأسس والقواعد التي تجعل من هذا التضامن والتعاون سدا منيعا يقف في وجه التيارات الساخنة. في هذه الأيام تشهد الساحة العربية قتل الأطفال والنساء والشيوخ في سوريا غير آبهة بالجهود لحقن الدماء وتنقية الأجواء والكف عن قتل شعوبهم فضلا عن اغتيال الشعور بالطمأنينة، من ذلك نحن ندعو ومن خلال استشعارنا بالخطر الشديد الذي يتعرض له أمن المنطقة واستشعارها باعتبارها من أكثر المناطق الحيوية في العالم استهدافا للتآمر والمخططات السرية إلى مراجعة كل الحسابات التي لا تزال موجودة لدى البعض والعمل معا في سبيل إقامة جدار صلب من التعاون والتضامن العربي وإرساء قواعد وحدة شاملة حيث تلتقي الأيدي والقلوب معا.

- الرياض

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة