ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 01/04/2012/2012 Issue 14430

 14430 الأحد 09 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

جرائم العصابة السورية المستولية على حُكْم الشام منذ أكثر من أربعين سنة جرائم كبيرة خطيرة، يصعب على الإنسان أن يتحدث عنها؛ لأنها فاقت قدرات الناس على الكلام، ولأنها تحدث بصورة شنيعة لا هوادة فيها، ولا يمكن للسان بشري مهما كان بليغاً أن يصورها أو أن يعبِّر بصورة واضحة وافية عن موقفه منها؛ لأن جميع عبارات الاستنكار والشجب، وكلمات الألم والأسى، تظل أضعف من عنف تلك الجرائم، وأقل من كثرتها التي تجاوزت ما يصل إليه الخيال، فكيف بالواقع المعاش؟!

نعم، تعطلت لغة الكلام، وتلجلجت الكلمات والحروف في الأفواه، وانكسرت صور البلاغة والبيان أمام هذه الجرائم التي تحدث في سوريا ليل نهار.

ماذا يقول المتحدث، أو يكتب الكاتب، أو ينظم الشاعر، أو يبكي الباكي؟ ماذا يفعل هؤلاء جميعاً أمام آلة إجرام لا تعرف الرحمة، ولا تدرك معنى الإنسانية، ولا تعرف خوفاً من الله، ولا مراعاة لأعراف بشرية، ولا تمتلك من أخلاق التعامل المنطقي مع الأحداث شيئاً أبداً؟

إذا لم تتعطل لغة الكلام هنا فأين تتعطل إذن؟

والله إني لأشعر بارتجاف قلمي في يدي وأنا أكتب هذه السطور، حتى إني لأظنه يود لو أنه ملك طاقة أكبر من طاقته؛ ليقول شيئاً يعبِّر عن مشاعر صاحبه تجاه جرائم النظام السوري الغاشم الظالم في شام المعالي والمفاخر. نعم يا سوريا الحبيبة، تعطلت لغة الكلام، كما تعطل القانون الدولي، وكما تعطل الضمير البشري؛ فلم يعد هنالك موقف بشري واضح الملامح، يستطيع أن يتعامل مع هذا الإجرام الرخيص، الدولة المذهبية المقيتة تعلن على لسان رئيسها بعبارات واضحة منسلخة من الحياء أنها تؤيد هذا الأسلوب الهمجي للحكومة السورية في قتل شعبها، والقانون الدولي لا يزال يتحدث عن مشروعات باهتة لاحتواء الأزمة السورية؟؟!

ألا تتعطل لغة الكلام أمام هذا الإجرام؟؟

لكن.. وما أعظم لكن هنا!! أقول بملء فم ثقتي بالله عز وجل: أبشري يا سوريا بنصر الله الحاسم، فلوذي به وحده، وتعلقي به وحده، وتألقي بدعائه واستنصاره وحده، فوالله إن نافذة الفجر لمفتوحة، وإنها لقادرة بإذن الله عز وجل أن تطرد بالنور المتدفق منها دياجي ليالي الظالمين، ولن يكون ذلك بعيداً.

إشارة:

تعطلت لغة الكلام، ولكن نصر الله لعباده الصابرين لا يتعطل أبداً.

 

دفق قلم
.. وتعطَّلت لغة الكلام يا سوريا
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة