ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 01/04/2012/2012 Issue 14430

 14430 الأحد 09 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

مدارات شعبية

 

قصة وشاهد
بقلم الشاعر والراوي: ناصر المسيميري

رجوع

 

من يقرأ أو يسمع عن قصص الآباء والأجداد في الزمن الماضي لا يكاد يصدق لما مر بهم من شظف العيش والجوع والحاجة. وكثيرة هي القصص، وقصة اليوم تحكي عن مجموعة من الرجال سافروا من منطقة العِرض إلى الخليج، للغوص والحصول على شيء من اللؤلؤ. وكان من بينهم رجل قد تزوج قبل سفره بأشهر، وكانت زوجته تحبه كثيراً ويحبها كثيراً. وقد مكث في الغربة أشهراً طويلة، وكان من العادة أن يذهب رجل إلى المغتربين، يأخذ معه بعض الرسائل (المكاتيب أو الخطوط) كما تسمى قديماً، ويدعى هذا الرجل (نايف بن ظِلاف). ذهب هذا الرجل من العِرض بعد أن حُمِّل الرسائل والهدايا للمغتربين من أهلهم. ومن ضمن هذه الرسائل أبيات قالتها زوجة الرجل الذي تزوج قبل سفره بأشهر، وكما قلنا إنها تحبه ويحبها ولكن الحاجة إلى لقمة العيش جعلته يسافر بعيداً عنها.

قالت هذه المرأة الأبيات التالية، وذهب بها نايف بن ظِلاف بعد أن حفِظها. قالت:

يا راكبٍ من فوق خمس أبكراتي

يشدن حمام ناحرٍ للأظله

يلفن عشيري نور عيني شفاتي

وليا لفيتوا طيب الذكر قل له

قل له ترى نجدٍ زهت بالنباتي

يا ليت خلي ينتوي يم خله

وصل نايف بن ظِلاف إلى الخليج حيث يسكن جماعته المغتربون، وأعطى كل صاحب رساله رسالته من أهله. ثم أسمع صاحبَنا المتزوج حديثاً الأبيات اللتي قالتها زوجته. ومكث نايف عند جماعته مدةً بسيطة ثم هم بالرجوع إلى العِرض ومن العادة أن يأخذ بعض المكاتيب والهدايا من المغتربين إلى أهلهم وزوجاتهم. وعندما هم بالسفر جاء إلى هذا الرجل وقال له هل لديك من شيء تريد إرساله إلى فلانة يعني زوجته. قال لدي ثلاثة أبيات إذا وصلتها فأبلغها السلام وقل:

يا نايف بن ظِلاف خوذوا وصاتي

اليا لفيتوا هافي الخصر قل له

قل له ترى عمري عليه الفواتي

ادش غبات البحر فدوةٍ له

ان كان ما تصبر ثلاث سنواتي

تروح من عندي وانا مرخصٍ له

وصلت الأبيات إلى زوجته فقالت سوف أصبر ثلاث سنوات. انتشرت الأبيات بين الناس وسمع بها قاضي العِرض وقال، من يأتيني بصاحب الأبيات عندما يعود إلى العرض وقبل أن يدخل على زوجته سوف أعطيه ثلاثة أصواع من القمح كجائزة. أخذ الناس يترقبون حضور هذا الرجل. وفعلاً عندما وفد إلى العِرض أخذ بيده رجل وجاء به إلى القاضي. سأله القاضي هل أنت الذي قلت:

إن كان ما تصبر ثلاث سنواتي

تروح من عندي وانا مرخص له

قال: نعم.

قال القاضي: وكم أمضيت بعد هذه الأبيات

قال: أمضيت ثلاث سنين وأيام، قال القاضي: اذهب إلى زوجتك، ظننت أنك أتيت قبل أن تكمل ثلاث سنوات، ثم ذهب إلى زوجته. في الأسابيع القادمة إن شاء الله قصة وشاهد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة