ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 02/04/2012/2012 Issue 14431

 14431 الأثنين 10 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هدلان اسم من الأسماء التي كان نجديون من جيلي يطلقونها على الكويت. وكانت أول كتابة لي ذات طابع أدبي تلك التي كتبتها وأنا في المرحلة المتوسطة في صحيفة المعهد العلمي بعنيزة عام 1354ه. وكانت عن شاعر كويتي مُتألِّق حينذاك؛ وهو فهد العسكر، رحمه الله. وكم أتمنَّى لو أن لديَّ صورة من تلك الكتابة.

أما أول كتابة نشرتها في صحيفة عامة عن رحلة من رحلاتي خارج الوطن فكانت تلك التي نشرتها في اليمامة، عام 1379هـ، في ثلاث حلقات مُتضمِّنة الحديث عن زيارتي مع وفد طلابي من جامعة الملك سعود إلى الكويت.

لقد كانت تلك الزيارة ممتعة ومفيدة. وكان مما أسعدني فيها أن شُرِّفت بأن أَتحدَّث نيابة عن أولئك الطلاب أمام طلبة المدرسة الثانوية في الشويخ. ويومها عَبَّرت عما أشعر به بقصيدة تنبض بمشاعر الوهج القومي، الذي كان في أوجه ذلك الوقت، ومُستهلُّها:

عَانق الأَمجادَ واستلهمْ سَنَاها

وابعث الأنغامَ نَشْوَى في رُباها

رفرف الإشعاع فاسكب ومضه

نَغماتٍ ينعش المضنى صداها

واعزف الألحان في آفاقها

حلوة الإيقاع أَخَّاذاً غناها

ومنها:

باسمِ هذا النشءِ باسمِ الشَّوقِ في

مُهَجٍ تُنِطق بالحُبِّ الشِّفاها

باسمِ من حَلُّول أُهديك التَّحايا

عَذبةَ الأنَفاسِ فَوَّاحاً شَذاها

زَفَّها شعبي لشعبي فانجلتْ

لَهْفةٌ حَرَّق وِجداني لَظاها

ومنها:

أَيها الأَشبالُ يا من وثَّقوا

صِلةَ الوُدِّ وهاموا بهواها

أنا لن أرويَ عن تاريخها

قَبل تِبياني فَمُ الدَّهر رواها

من قديمٍٍ كانت القُربَى وما

بَرحِت تزدادُ توثيقاً عُرَاها

والسعوديُّ أخٌ يَربِطُه

بالكويتيِّ فَخارٌ لا يُضَاهَى

كلُّنا من أُمَّة العُرْب.. وسَلْ

تُربةَ الأمجادِ تخبرك رُباها

زَحْفُنا للوِحدة الكبرى وهَلْ

تَتمنَّى أُمَّة العُرْبِ سِواها؟

وحدة الأُمَّة آمنَّا بها

وقضينا العمر شوقاً لضحاها

ومَّرت الأيام تترى، والسنوات تلو السنوات، وكثر من اَعتزُّ بصداقتهم وأسعد بتوثُّق الصلة بهم. وما تجدَّدت زيارتي إلى الكويت إلا وشعرت بشوقي إلى تكرارها. وكان أن أُتيحت لي الفرصة، لتجديد الزيارة. ذلك أني كُرِّمت بدعوة من المجلة العربية للعلوم الإنسانية، التي ترأس تحريرها الأستاذة الدكتورة الفاضلة سعاد عبدالوهاب العبد الرحمن، للمشاركة في ندوة عنوانها: مفترق القرن: الثقافة العربية بين الاستشراق والاستغراب. وقد بدأت تلك الندوة في التاسع عشر من هذا الشهر الميلادي وانتهت في الحادي والعشرين منه. وكان انعقادها في فندق الريجنسي. ولا تسل عن حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وفخامة المقر وجماله. وهذه أمور ليست مستغربة من إخوة كرام وأخوات فاضلات. على أنني من “الدَّقة القديمة”، الذين يَحنُّون دائماً إلى المساكن المشابهة لمساكن الطلبة، ويَتلذَّذون بطعام أولئك الطلبة. والأهم أني من أولئك الذين يرون أن أَيَّ ندوة علمية حلاوتها وفائدتها الجَليَّة أن تكون في رحاب جامعة؛ بل وفي الكلية المعنية أكثر من غيرها بموضوع الندوة. ولو لم يكن من فائدة ذلك أن الفرصة ستكون متاحة أكثر للأساتذة وطلاب الدراسات العليا بالذات لحضورها، أو لحضور بعض جلساتها في أَقلِّ الأحوال.

بعد حفل افتتاح الندوة كانت الجلسة الأولى تحت عنوان: “الوسطية وتدابير الاختلاف”. وقد رأسها الأستاذ الدكتور عبدالله المهنا. أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان: “المؤسسة الاستشراقية المعاصرة ودورها في الحوار العربي الأوروبي”، وترأست جزأها الأول الأستاذة الدكتورة حياة الحجي. أما الجزء الثاني منها فترأستها الأستاذة الدكتورة نسيمة الغيث. وأما الجلسة الثالثة فكان عنوانها: “الاستغراب والمثاقفة”، وإن كان في ملخص البحوث قد جعل “الاستغراب وأفق الحوار الحضاري”. وقد ترأستها الأستاذة الدكتورة حصة الرفاعي. وكانت الجلسة الرابعة بعنوان: “خصائص الهُويَّة الثقافية”. وكان رئيسها الأستاذ الدكتور عبدالقادر الرباعي. وأما الجلسة الخامسة فقد شُرِّفت برئاستها، وكان عنوانها: “العولمة وحوار الحضارات”. وكانت الجلسة السادسة وهي الأخيرة بعنوان: “العالم العربي والتجربة التركية”. وقد ترأستها الأستاذة الدكتورة سعاد عبدالوهاب العبدالرحمن.

وكانت البحوث التي ألقيت جيدة على العموم، كما كان تعليق الحاضرين عليها لا بأس به. ولأن الجلسة، التي شُرِّفت برئاستها كانت بعنوان “العولمة وحوار الحضارات” اجتهدت رغبة في كسر حدَّة الجو ؛ لا سيما أنها لم تنته إلا عند الثامنة مساء، فألقيت قصيدة كنت كتبتها قبل عشر سنوات بعنوان “العولمة”. وكان سبب كتابتي لها أنني دعيت للمشاركة في مؤتمر عقد في بيروت تحت عنوان: “تراثنا: الواقع والمستقبل في ظلِّ العولمة”. وقد فوجئت عند وصولي إلى هناك أنه قد ذكر في برنامج المؤتمر أني سألقي شعراً بالمناسبة. فما كان مني إلا أن كتبتها ليلة افتتاح المؤتمر. وقد نُشِرت القصيدة ضمن المجموعة الشعرية التي صدرت لي بعنوان دمشق وقصائد أخرى عام 1424هـ/ 2003م. وكان مطلع تلك القصيدة:

سمعت صوت غمغمة

فشافني أن أفهمه

وقد جرى البحث عن كنه ذلك الصوت بسؤال مُعمَّم عنه، فلم يكن في مقدوره أن يُفسِّره، وأحال السائل إلى قارئة فنجال، لكن إجابتها لم تشف الغليل. وأخيراً ذُهِب إلى من يوجد ألف من أمثاله في العصفورية، فكان أن فرح المسؤول

وراح يشدو طرباً

بلهجة مُنغَّمه

“وجدتها وجدتها”

هذاك صوت العولمة

تلك التي أصداؤها

بين الورى مدمدمه

وكان مختصر إجابته عنها:

أن تحكم الدنيا

عصابات ابتزاز مجرمه

تفعل ما يحلو لها

باطشة مُهدِّمه

لأنها في العالمين

الخصم والمحُكَّمه

ومن يُفه بكلمة

من جورها أو مظلمه

غدا سليم رأسه

جمجمة مُهشَّمه

وأن تَظلَّ أُمَّتي

مهانة مشرذمه

يزيدها مَرُّ الليالي

فُرقةً وأَقلمه

وأن يُرَى أحرارها

أفواههم مُكمَّمه

كيلا تُمسّ كبرياء

النخبة المنعَّمه

والخيل عن جموعها

المخيف تُبقَى ملجمه

هذا الذي أعرفه

عما يُسمَّى العولمه

 

تجديد الأثر في رحاب هدلان
د.عبد الله الصالح العثيمين

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة