ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 03/04/2012/2012 Issue 14432

 14432 الثلاثاء 11 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أدار رئيــس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك ندوة (مجلس الشورى) باحتراف بارع. وأسعدني مع زملاء وزميلات الحرف بلقاء مفعم بالتفاؤل بحضور رئيس المجلس الدكتور عبد الله آل الشيخ ونائبه والأمين العام وعدد من الأعضاء. وكأن مشاركة المرأة في الندوة توطئة وتهيئة للمشاركة القادمة للسيدات في دورة المجلس القادمة.

وكانت المفاجأة أن رئيسه الخلوق الوقور كان منفتحا على الجميع بعلمه، متسع الأفق بحكمته، منشرح الصدر لكل ما طرح عبر اللقاء الذي لم تنقصه الصراحة ولم تغب عنه الشفافية. فلم يكن متفردا بالحديث أو مستحوذا على الندوة، حيث منح مرافقيه الأعضاء المشاركة بالرد على استفسارات الزملاء كتّاب الجزيرة، وأضفى على الندوة مهابة بحوار رفيع المستوى، واحتراما للآراء.

أزال اللقاء بعض الغموض الذي يكتنف آلية عمل المجلس ومهامه واختصاصاته التي تغيب عن المثقفين والنخب، فما بالك بالمواطن العادي الذي يتوقع أن المجلس صاحب قرار نافذ، فيحمّله ما لا يحتمل من مسؤوليات وتبعات ومطالبة بمساءلة وتعقب لأخطاء المسؤولين. ولعل المجلس يسعى إعلاميا لتوضيح دوره ليدرك الناس ما يحكمه من أنظمة، وأنه جهاز استشاري للحكومة يقدّم التوصيات والمشورة غير الملزمة، وهو ما يجعله بعيدا عن حشد الرأي العام، بخلاف المجالس الدولية كمجلسي الشعب والأمة اللذين تحكمهما مصالح حزبية أو شخصية فيشوبهما الجدل، وتغيب عنهما الحكمة وتنفلت الحرية ما يؤدي للفوضى وإثارة البلبلة وتأجيج النفوس، فينشغل الناس عن الهدف.

وعلى خلاف ما يتوقع المنظّرون بأنه ينبغي أن يكون المجلس منتخبا فإن الوقت لم يحن بعد طالما تفتك بالمجتمع أنياب القبائلية الشرسة ومخالب المناطقية الحادة عدا ما نعانيه من تلاطم فكري مغرق بالاختلاف المؤدي للإقصاء الذي يخدم فئة نافذة دون أخرى!

ولئن نجح المجلس باقتدار بما يقدمه للوطن في الميدانين التشريعي والرقابي بعيدا عن الشعارات، قريبا من نبل الهدف وموضوعية النقاش ليكون الوطن فوق الجميع؛ فإنه مطالب أن يكون أكثر قربا للمواطنين طالما خصه ولي الأمر بالثقة وأولاه المواطن التقدير من خلال تلمس حاجاته ورفعها للمقام السامي، ومضاعفة الجهد لكسب الوقت وتقليص مدة الدراسة للموضوع المطروح. فالشعوب أصبحت قليلة الصبر قصيرة الأمل سريعة الإحباط ولاسيما حين يرون الإنجازات الدولية تترى أمامهم.

كما يحسن بالمجلس تعيين متحدث إعلامي على اتصال مستمر بوسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي ليسارع بتأكيد أو نفي بعض الأخبار المتداولة عند الناس حول أوراق الأعضاء المقدمة أو توصيات المجلس، كيلا تتحول الإشاعة لكرة ثلج تدحرجها بعض النفوس؛ إما لتزيد مشاعر الإحباط لدى بعض المواطنين أو تنقص في مشاعرهم الوطنية.

ما يعنينا في الوقت الحالي التزام المجلس باحتواء تعددية الرأي دون مصادرة أو مجاملة، وإطلاق حرية الطرح دون إفراط أو إقصاء، فضلا عن إبداء المشورة لأصحاب القرار بحيادية تغلفها التقوى بمعناها النبيل الذي لا يحمل المراءة، ويلفها الصدق كمنهج لا يكتنفه الزيف لتكون مصلحة الوطن هي الهدف ورفاهية المواطن وأمنه هو المنشود.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
مجلس الشورى في (الجزيرة)
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة