ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 04/04/2012/2012 Issue 14433

 14433 الاربعاء 12 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

البروفسور الذييب: أتمنى أن يتم التوسع في عمليات التنقيب عن الآثار في المملكة

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أتاوا - تهاني الغزالي

لم تكن الكتابات والنقوش القديمة بالنسبة للأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب مدير إدارة الشؤون الثقافية بالملحقية السعودية بكندا والحائز على جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب، والتي تُمنح لعشرة كتب سنويًا في الحقول الثقافية المعرفية المختلفة، عن كتابه «مدونة النقوش النبطية في المملكة العربية السعودية «مجرد سجل تاريخي ينقل لنا صورة عن حياة أصحابها، بل تعدتها وصارت بالنسبة له مساراً نذر له كل وقته عبر مسيرة امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً، أثمرت للمكتبات العلمية والبحثية حوالي 29 كتاباً، كانوا بمثابة مصابيح عكست لنا الوضع الحضاري الذي كان قائما في الجزيرة العربية في عصر ما قبل الإسلام والعصر الإسلامي المبكر.

ولهذا حرصنا على الالتقاء به لنتعرف على أهم الحقائق الأثرية عن المملكة، وآماله وتطلعاته المستقبلية بالنسبة لمستقبل السياحة والتعليم وعلم الآثار في المملكة.

) يخفى على الكثير من غير المتخصصين في مجال الآثار أن المملكة تحتوي على الكثير من المواقع الأثرية تمثل حقباً تاريخية مختلفة في رأيك ما هو السبب في ذلك؟

أجاب أن هناك عدداً من العوامل منها ما هو مباشر وآخر غير مباشر في عدم إتاحة الفرصة للعالم في التعرف عن قرب على كنوز المملكة الأثرية، فمن العوامل التي كان لها تأثير مباشر هو عدم توفر فرص تنقيبية واسعة تسمح للدول العربية وغيرها من الدول المهتمة بالتعرف على تاريخ الجزيرة العربية في مشاركة الأثريين السعوديين في عمليات التنقيب التي تحتاج إلى مبالغ طائلة، فعلى الرغم من أن إدارة الآثار والمتاحف بتوجيه ورعاية من الدولة لهذا القطاع الحيوي، قد نجحت خلال العقدين الماضيين منذ منتصف عام 1395هـ /1975م في تنفيذ خطة خمسية للمسح الأثري الشامل لأراضي المملكة العربية السعودية، وقد نتج عن ذلك تسجيل أكثر من أربعة آلاف موقع أثري بالإضافة إلى عدة آلاف من مواقع النقوش والرسوم الصخرية، إلا أنه في رأيي ما زلنا في حاجة للمزيد من عمليات الحفر والتنقيب لكي نوفر المزيد من القطع الأثرية للمتاحف السعودية المنتشرة في أنحاء المملكة التي لم يتم تزويدها بأي قطعة أثرية جديدة خلال العشرين سنة الأخيرة.

وعلى جانب آخر أكد الدكتور الذييب على أن عدم توفر «الثقافة السياحية الأثرية» في المملكة واحد أيضا من العوامل غير المباشرة التي أثرت على الاستفادة من تلك الكنوز فقال» إننا في حاجة في المملكة إلى تنشيط «الثقافة السياحية الأثرية» لدى المملكة أسوة «بثقافة السياحة الدينية» كمورد حيوي يزيد من موارد الدخل القومي للبلاد ويعمل على توفير فرص عمل كثيرة، ولهذا أدعو وأتمنى أن نسمح بمنح تأشيرات سياحية مقيدة بشروط، طبقاً لما هو معمول به في الدول الأجنبية والعربية، لأن المملكة تملك من الموارد والإمكانيات التي تجعلها منافساً قوياً في سوق السياحة العالمي، وكذلك السماح لبعثات التنقيب الخارجية في المشاركة في التنقيب عن الآثار المدفونة في المملكة وخاصة أن تلك البعثات تتكفل بكافة مصاريف التنقيب. وأيضا أرى أنه لو تم إنشاء كلية مستقلة لدراسة الآثار ممكن أيضا أن ينقل للعالم صورة أوضح عن تلك الكنوز، فالحمد لله قسم الدراسات العليا في قسم الآثار بالجامعة يلقى إقبالا كبيرا من قبل المهتمين من الدول العربية وغيرها بالتاريخ الأثري للمملكة».

هل لك أن تعطينا فكرة موجزة عن النتائج التي أسفرت عنها الدراسة البحثية المقارنة التي قدمتها للقارئ في كتابك الحائز على الجائزة «مدونة النقوش النبطية في المملكة العربية السعودية»؟

أوضح د. الذييب أن الكتاب كان الهدف منه هو تجميع كل النقوش النبطية المنشورة في أوعية متعددة، من مجلات ودوريات وكتب مختلفة نشرت في أزمنة من القرون التاسع عشر والعشرين والحادي والعشرين، بلغات مختلفة كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والعبرية والعربية، وضمها في مجلدين، معتمداً في ذلك على منهج علمي يقضي بوضع قراءة النص إما بجانب النقش وإما أسفل منه، ثم الترجمة العربية له، متبوعا بدراسة تحليلية مقارنة، مضمنا إياه بالصور الفوتوغرافية للنصوص التي وفق في الحصول عليها، وذلك لإلقاء الضوء على هذه المرحلة التاريخية من تاريخ قاطني الجزيرة العربية، بغرض التيسير ومساعدة المتخصصين في الدراسات الإنسانية، مثل الدارسات التاريخية والاجتماعية واللغوية والدينية والجغرافية، إضافة إلى اللهجات العربية القديمة والمعاصرة.

تدريسك في أكثر من بلد عربي أتاح لك فرصة الاحتكاك بأنظمة تعليمية مختلفة عما عليه في المملكة فهل لك أن تحدثنا عن رؤيتك عن واقع البيئة التعليمية في الوطن العربي والمملكة وما هي أهم الأمور التي يمكن أن تسهم في تطوير التعليم؟

شرفت بالعمل والتدريس والإشراف على عدد من رسائل الدكتوراه والماجستير في كل من جامعة القاهرة والزقازيق واليرموك ودمشق وحلب وهذا مما لا شك فيه كان له دور في احتكاكي بطاقات أكاديمية أضافت إلى خبراتي الكثير، وجعلتني أخرج بقناعة أن البيئة التعليمية العربية والسعودية بيئة في مجملها تتشابه في إيجابيها وسلبياتها على حد السواء.

ولكن الجامعات السعودية في السنوات الأخيرة وبفضل السياسة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة التي حرصت على النهوض وتنمية الموارد البشرية عن طريق التعليم، كان بمثابة دفعة قوية ساعدتها على توفر بيئة تعليمية جعلتها تتنافس وتدخل ضمن أفضل الجامعات على مستوى العالم من حيث الجودة وتشجيع البحث العلمي.

ومما لا شك فيه أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي علامة فارقة أيضاً في تاريخ النهضة التعليمية في تاريخ المملكة الحديث.

ولهذا أتمنى في مراحله المستقبلية أن يركز أكثر على الكيف والنوعية جنباً إلى جنب مع الكم.

رفع مكافأة الدراسة إلى (4000) ريال

أما بالنسبة لرؤياه بالنسبة لواقع التعليم في المملكة في المستقبل أشار أن التعليم في المملكة ممكن أن يسهم في تطوير الشكل الديموجرافي لمناطق المملكة لو وفرنا برنامج ابتعاث داخلي للطلاب أسوة ببرنامج الابتعاث الخارجي فقال: «إن المتابع لواقع الجامعات السعودية في الوقت الحالي يجد أن هناك زيادة مضطردة في إعدادها وصارت تغطي مناطق كثيرة في المملكة، بعد أن كانت قاصرة على المدن الرئيسية ومما لا شك فيه أن هذا أمر إيجابي وسوف ينعكس على شكل الحياة الاجتماعية للمجتمع، وخاصة إذا أخذ في عين الاعتبار فكرة تشجيع الطلاب المتخرجين من المدارس الثانوية في المدن الرئيسية أو مناطق الجذب السكاني، للدراسة في الجامعات في المدن غير الجاذبة، وذلك عن طريق رفع المكافأة إلى «4000» وكذلك منحه تذكرة سفر سنوية، ومن هذا المنطلق من الممكن أن ننشط حركة الحراك السكاني، بمعنى أن لو عشرة من منطقة الباحة توفرت لهم بعثة للدراسة في جامعة المجمعة على سبيل المثال وليس الحصر، ممكن أن يستقر بعضهم في منطقة المجمعة ويتزوج ويعمل في نفس المنطقة، وبذلك يحدث الحراك المطلوب وتزداد متانة العلاقات بين المناطق المختلفة، وبهذه الطريقة أيضاً سوف نساهم في توفير فرص وظيفية جديدة في كافة مناطق المملكة بنفس النسب، ونقلل الضغط على المناطق الجاذبة.

هل تكلمنا عن الدور الثقافي للمركز الثقافي السعودي في كندا الذي سيتم افتتاحه في الأيام القادمة؟

- حرصت الملحقية الثقافية في كندا على أن تنقل للمجتمع الكندي بشرائحه المختلفة صورة واقعية عن واقع المملكة العربية السعودية الحضاري والاجتماعي، ومن هنا تولدت فكرة إنشاء المركز الثقافي الذي نأمل أن يلعب نفس الدور الذي تلعبه المراكز الثقافية الأوربية في نشر ثقافتها وحضارتها في البلد المستضيف، ومن المنتظر أن يقدم المركز خدمات متنوعة تخدم الباحثين والمبتعثين والجالية العربية والإسلامية هنا، وذلك من خلال عدد من المناشط منها على سبيل المثال «دورات تدريبية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والمكتبة التي ستضم العديد من الكتب في كافة الجوانب المعرفية، إلى جانب توفير موقع إلكتروني يقدم فكرة موجزة عن المملكة جغرافياً وتاريخياً، وثقافياً وتعليمياً مربوطة بروابط إلكترونية تسهل على المتابع التعرف عن قرب على المظهر الحضاري والاجتماعي للمملكة».

وفي ختام حديثه شكر وزارة التعليم العالي وحكومة خادم الحرمين الشريفين على دعمهم للعلم والمتعلمين، وتمنى أن يتم دعم الملحقيات الثقافية للجانب الثقافي بنفس قوة الدعم الأكاديمي حتى تتعرف بلدان الابتعاث عن قرب على الشكل الحضاري للمملكة.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة