ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 04/04/2012/2012 Issue 14433

 14433 الاربعاء 12 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

تثير العمليات الأمنية التي أطاحت بعدد كبير من مروّجي المخدرات أسئلة كثيرة ربما تكون هي المفتاح الأساسي للتعامل مع مشكلة المخدرات.

الأرقام مفزعة.. فهي تشير إلى أنه خلال الأشهر الأربعة الأولى فقط من هذا العام 1433هـ تم القبض على 681 شخصاً، بينهم 96 سعودياً و585 أجنبياً من 33 جنسية مختلفة متورطين في جرائم تهريب واستقبال ونقل وترويج مخدرات تصل قيمتها السوقية إلى 1.724.918.685 ريالاً (مليار وسبعمائة وأربعة وعشرين مليوناً وتسعمائة وثمانية عشر ألفاً وستمائة وخمسة وثمانين ريالاً)، حسب المتحدث الأمني بوزارة الداخلية!

يقول المتحدث بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي إن «السلطات الإيرانية لم تتخذ أي إجراءات ضد شبكة المخدرات التي تنطلق من أراضيها»، وهذا مؤسف.. فلو تبيَّن أن هذه السلطات تغض الطرف عن شبكات تهريب المخدرات إلى المملكة وإلى دول مجلس التعاون الخليجي ولا تتعاون في توفير المعلومات حول هذه الشبكات فإن هذا - بلا شك - سيكون بمثابة موقف عدائي مقصود من قبل إيران تجاه هذه الدول.

ويحدثنا التاريخ عن حروب المخدرات المعلنة والخفية بين الدول. وليست «حرب الأفيون» الشهيرة بين بريطانيا والصين رغم خصوصيتها وظروفها هي الوحيدة.. فدول أمريكا اللاتينية كانت ولا تزال مسرحاً للصراعات التي تمتد خارج حدود تلك البلدان.. وهي صراعات دامية تقف خلفها حكومات وأشخاص متنفذون في أجهزة حكومية أما لأسباب سياسية أو لمجرد الفساد المالي وما ينتج عنه من مصالح شخصية لبعض الفئات.

ولأن المخدرات سوسة تنخر في كيان المجتمعات من خلال تدمير الشباب بشكل خاص وكذلك عموم الفئات العاملة التي تقوم عليها تلك المجتمعات فإن مكافحتها بكل الوسائل الممكنة أصبحت أولوية مطلقة لدى حكومات العالم ومنها الحكومة السعودية.

وإلى جانب ضرورة تعاون إيران وغيرها من الدول التي تنطلق منها عمليات التهريب أو تلك التي تكون ممراً لها، فإن من المهم التوصل إلى الشبكات الداخلية التي تروّج للمخدرات داخل المملكة. فالمهرب الأفغاني أو الباكستاني أو النيجري الذين تُنَفَّذ فيهم عقوبة القتل ليسوا إلا أدوات يستخدمها مجرمون أكبر منهم داخل عصابات المخدرات في الخارج وفي الداخل.

الأمر المؤلم هو أن هذه الكميات الكبيرة من المخدرات التي يتم اكتشافها من قِبل الجهات الأمنية لا تمثّل إلا جزءاً مما يدخل أراضي المملكة.. فعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها هذه الجهات وما تحققه من نجاحات تثير الإعجاب في الكشف عن تهريب المخدرات إلا أنها لا يمكن أن تكتشف كل الكميات التي يتم تهريبها.

أن عمليات تهريب المخدرات تثير الكثير من الأسئلة ليس فقط عن دور إيران وغيرها من الدول والعصابات الخارجية.. ولعل السؤال الأهم هو: عندما تصل المخدرات المهربة إلى الأراضي السعودية.. من الذي يستقبلها ويوزعها!؟ إنه قطعاً ليس ذلك المهرب الأفغاني أو الباكستاني أو النيجيري الذي ربما يكون في بعض الأحيان ضحية خدعة لا يعرف أبعادها، وإن كان هذا بالطبع لا يعفيه من تَحَمُّل مسؤولية ما قام به..!

alhumaid3@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض
 

على وجه التحديد
أسئلة حول التهريب
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة