ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 05/04/2012/2012 Issue 14434

 14434 الخميس 13 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فـن

 

صالح الشهري.. ثورة الألحان ومحبة الناس

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أبها - عبدالله الهاجري

في المرض تشعر بالسعادة والحب.. كونك تشهد زيارات المحبين وتكثر اتصالات المقربين، الكل في هذه الأيام سؤالهم واحد.. كيف هي صحة الملحن صالح الشهري، صاحب القلب الكبير وأكثر من 700 لحن.

حتى أولئك الذين لا يعرفون إلا اسمك يجتهدون في السؤال عنك، وأنت بكل بساطة تجتهد كثيراً في إخفاء مرضك وملازمتك للسرير الأبيض، حتى لا تتعب محبيك في زيارتك ولا تكلف عليهم، حتى وأنت في قمة مرضك تكون في قمة حنانك وحبك للناس.

ورغم ذلك تشهد غرفته في مستشفى الحرس الوطني بالرياض هذه الأيام توافد العديد من الفنانين والمحبين والشعراء والملحنين والإعلاميين لزيارته والاطمئنان عليه عن قرب.

صالح الشهري خدم الأغنية السعودية وقدم لها الكثير الكثير من الأعمال، بل والأغنية الخليجية، وأخذ بيد الفنانين العرب الراغبين في التغني باللهجة الخليجية، وقدم لهم اللحن القريب لهم ولنا، لم تكن حياته مليئة بالرفاهية، بل تعب واجتهد في تكوين نفسه واسمه، ورغم فقدانه لوالده وهو في صغره، فقد تحمل مسؤولية نفسه وأمه.

كان يعمل صباحاً وهو في العاشرة ويدرس ليلاً، عمل مراسلاً في مطابع الرياض للنشر، استفاد من عمله بقراءة الكثير من الكتب وبالاحتكاك بكبار المثقفين.

يقول الشهري عن هذه المرحلة: كنت أقرأ كثيراً رغم عدم تمكن عقلي من استيعاب هذه الكتب، كنت أعمل مراسلاً في المطبعة، توظفت حتى أحصل على مصروف المدرسة، حيث انتقلت للرياض أنا ووالدتي، بعد أن قام ابن خالتي بنقلنا من القنفذة، ورغم إنني لم أدخل المدرسة في وقت مبكر كبقية أقراني، دخلت مدرسة خاصة، لم تكن المادة متوفرة في تلك الأيام، ولهذا توظفت في الصباح حتى أوفر مصاريف المدرسة.

في أول راتب تقاضيته كان تسعين ريالاً، ولأنني كنت مهتماً بالفن منذ صغري قمت بشراء آلة عود بثلاثين ريالاً، وبقية الراتب وفرت مصروف المدرسة واشتريت بالباقي هدايا لأمي (رحمها الله)، والتي أعشقها كثيراً.

يقول صالح الشهري عن مشواره الفني:

كنت مولعاً بالفن، كنت أصنع آلة قريبة من العود حتى أمارس هوايتي كوني لم أملك وقتها قيمتها، كنت في الدراسة غير مجتهد.

بدأ صالح الشهري الفن بتبادل الزيارات مع أصدقائه في الرياض وكان هدف هذا الزيارات «التغني»، وكان يحب ترديد أغنية (الأصابع مو سوى) لطلال مداح و(ارفع ستار الخجل) لمحمد عبده، وأغنية (صدفة) لطارق عبدالحكيم و(يا ساري الليل) لعبدالله محمد و(ربوع المدينة) لغازي علي و(يا شاغل بالي) لعبدالقادر حلواني وأغاني أخرى لعبدالعزيز الحماد وعبدالعزيز الراشد، ولم يطل مكوثه في الرياض حتى انتقل إلى الطائف وجدة، وهناك تعرف إلى عدد من الشعراء والفنانين وبدأت وقتها موهبة التلحين تنمو لديه.

لينتقل بعدها للمنطقة الشرقية ليدرس بالمعهد الفني بالظهران ثلاث سنوات وقام خلالها بأنشطة المعهد الفنية جميعها من تلحين بعض الأناشيد وتسلم إذاعة المعهد وتقديم وصلات غنائية على العود للطلبة أثناء فترة الاستراحة، ويتذكر أن المعهد أقام حفلة حضرها الفنان محمد عبده، ولم يكن يعرفني تلك الأيام وكان ذلك أول لقاء لي فنيا بمحمد عبده وغنيت بحضوره أغنية للفنان طلال مداح بعنوان «سرى ليلي» من ألحان سراج عمر، كما غنيت «قديمك نديمك» لفوزي محسون وأذكر أنني في تلك الليلة لم أنم.

بعد تخرجه من المعهد الفني استقر بمدينة الخبر وكان يزوره عدد من الفنانين وكان عمره آنذاك (18) عاما.

تعاون في تلك الفترة مع تلفزيون الدمام من خلال تقديمه لبعض الأعمال الخاصة بالأطفال ولأن وقتها لم يكن هناك من يكتب قصائد للأطفال، اضطر معها الشهري لكتابة بعض القصائد التي تناسب الأطفال وكان يقوم بتلحينها ويقوم الأطفال بغنائها.

عن تلك المرحلة يقول الشهري:

عندما كنت في التلفزيون تقدمنا بطلب لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) لافتتاح فرع لجمعية الثقافة والفنون بالمنطقة الشرقية، وتم افتتاح الفرع واختاروني في الجمعية لرئاسة القسم الموسيقي، وأثناء عملي في الجمعية كنت أقوم بعمل حفلات للمطربين أمثال مشعل الخالدي وحسين القرشي وأيوب خضر وسعد شهاب وخالد سالم ومحمد عباس وطاهر الأحسائي كما برز بعد ذلك الفنان راشد الماجد وبالتحديد في عام 1982م، وبداية التعاون معه كانت بأغنية «الصاحب اللي» كلمات سعد الخريجي ثم «يا مليح السجايا» لسعود سالم ثم قدمته بالأغنية العاطفية فغنى «ابشر من عيوني الثنتين»، و»مستغربة» و»الليل روح» و»رجاوي» و»شرطان الذهب» و»يا صاحبي» و»يسألوني» و»تحقق منايا»، وغيرها.

ويستطرد الشهري في حديثه عن تلك المرحلة بقوله:

في آخر سنة لي بجمعية الثقافة والفنون لحنت أوبريتا بعنوان «مواكب البهجة»، وكان رابح صقر ناجحاً في تلك الفترة وفي بداياته الفنية فاختارته الجمعية ليشاركنا الأوبريت وغنى معه أيوب خضر ومشعل الخالدي وسعد شهاب وغنيت معهم «تتر» بسيطا وقدمنا الأوبريت في مناسبة اليوم الوطني للسعودية ومدته نصف ساعة.

ويستذكر الشهري علاقته بالفنانين الخليجيين بالقول:

في إحدى مؤتمرات القمة الخليجية أقيم حفل فني، وجاء علي عبدالستار ليشارك في أوبريت الحفل، وهناك أردت أن أسمعه لحنا جديداً لي، ولارتفاع الأصوات داخل كواليس المسرح صعدنا إلى السطوح، وأمسكت بالعود وجلست أسمعه أغنية (يا ناس أحبه)، والمفاجأة كانت بعد عامين عندما اتصل بي علي عبدالستار وطلب مني التنازل عن الأغنية، وكنت قد نسيتها وأخذت أسأله: أي أغنية؟ وأي لحن؟

وبالفعل قدمت له التنازل وتقاضيت أول أجر لي عنه من بداياتي في التلحين، وكان الأجر عشرة الآف ريال وبتلك الأغنية انطلقت وبدأ الناس يعرفونني.

ثم بدأ الشهري في تكوين العلاقات مع الفنانين مثل طلال مداح وعبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله وخالد عبدالرحمن ونبيل شعيل، والكثير من الفنانين العرب والخليجين والشباب.

وقد تأثر صالح الشهري بعمالقة الفن العربي وقتها أمثال فريد الأطرش وأم كلثوم ومحمد فوزي وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب ورياض السنباطي وزكريا أحمد وفيروز والرحابنة ووديع الصافي.

في مسيرته تعاون مع الكثير من الفنانين العرب والخليجيين منهم طلال مداح ومحمد عبده وأبو بكر سالم بلفقيه، وعبادي الجوهر وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله وعبدالله الرويشد ونبيل شعيل وراشد الفارس وأصالة نصري، ونانسي عجرم وباسكال مشعلاني وعلي عبدالستار وخالد عبدالرحمن وحسين الجسمي وعباس إبراهيم ومحمد المشعل وشمايل ورنا الحداد، والعديد من الفنانين الذين يصعب حصر تعاوناتهم مع الشهري، وأسماؤهم هنا. كما قام صالح الشهري بتلحين العديد من الأوبريتات كأوبريت الجنادرية وأخرى أقيمت في بعض مناطق المملكة.

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة