فاصلة:

(( المهم هو تعلّم الأمل الذي برز في الرغبة في النجاح بدلا من الفشل ))

- حكمة عالمية -

لماذا يمكن أن تلتقي مبتعثين اثنين يدرسان في جامعة واحدة ويسكنان مدينة واحدة لكن أحدهما يتحدث بإيجابية عن جامعته، ويستطيع أن يشعرك بجمال المدينة التي يعيش فيها، والآخر يتحدث بسلبية عن جامعته ونظامها، وإذا تحدث عن مدينته يشعرك بأنه يعيش حياة القبور.

الفرق بين الاثنين في الأفكار التي تتلبس شعورهما ويتولد عنه السلوك، وهو الذي يهمني تحديدا هنا.

التعامل مع أهل البلاد التي ندرس فيها ليس مجرد سلوك نسلكه إنما هو أكبر من هذا بكثير، سلوك المغترب هو جزء من الصورة الذهنية التي تتشكل عن بلاده.

واذا أردنا أن يكون السلوك إيجابيا فلابد أن يسبقه شعور إيجابي بالرضا والسعادة، ومن قبل ذلك أفكار إيجابية عن البلد التي نعيش فيها ضيوفا مرحلة زمنية معينة.

مشكلة بعضنا أنه يسقط مشكلاته على حياته في البلد الغريب؛ فالتي أتت مرافقة مع زوجها في ابتعاثه للدراسة وتركت ارتباطها بأهلها تشعر معظم الوقت بالغربة في وجهها القبيح، فلا تستطيع أن تعيش أجمل ما في تجربة الغربة.

والذي ترك عمله لأجل مرافقة زوجته في ابتعاثها للدراسة يأتي بتصور أو توقع يفوق الواقع عن دوره في هذه الغربة بما ينعكس على استسلامه للتذمر.

وأمثلة كثيرة لمن اتخذ قرار الدراسة في الخارج دون إدراك لأبعاده؛ فالسفر للدراسة ليس هروبا من واقع ما أو مجاراة لرغبة الشريك..

لابد من أن يكون القرار عقلانيا حتى يستطيع الإنسان تحقيق أهدافه وما توسم فيه الوطن.

كل الصور والمواقف التي تمر بنا يوجد لها وجهان: سلبي وإيجابي والأفضل أن نركز في الجانب الإيجابي حتى يتولد لدينا مشاعر إيجابية تجاه حياتنا وتعاملنا مع الآخرين.

أعرف أن الحياة في الغربة لا تخلو من المصاعب لكنها تظل تجربة قائمة على التعلّم، وهو أساس الجديد في مجمل الصورة المكتظة بالكثير الكثير، لكن جمالها أن إطارها النجاح وتحقيق الحلم.