ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 06/04/2012/2012 Issue 14435

 14435 الجمعة 14 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

لا شك أن تدوين تاريخ الحركة الرياضية في أي مجتمع لا يقل أهمية عن تدوين أية ظاهرة من مظاهر الحياة؛ فالرياضة تمثل ركيزة مهمة في حضارات الأمم، ووسيلة إنتاج في أي حقل من حقول الحياة الخصيبة..

ومعروف أن التاريخ الرياضي قبل أن يكون معلومات محفوظة وحقائق دامغة.. هو عِلْم وتحليل وتصوير وعمق وفَهْم ورؤية - كما يقول (قاضي التاريخ الرياضي) الدكتور أمين ساعاتي - وبالتالي نحتاج إلى مرجعية متخصصة قادرة على صياغة وصيانة وصناعة التاريخ كما ينبغي، والتفاعل والتعاطي مع الأحداث التاريخية، وتنوير الرأي المختلف بالحقائق الدامغة والمعلومات الصحيحة والأرقام غير القابلة للشك والانحراف والتلاعب والتزييف.

في الأسبوع الفائت تناول الزميل المتألق (فهد الدوس)، الباحث في شؤون تاريخنا الرياضي، عبر الزميلة الرياض، موضوعاً خطيراً، يتنافى مع قواعد الضبط المهني، وحدود الرصد المعلوماتي؛ حيث ذكر في مقالته التاريخية الثرية قيام بعض الإعلاميين ومسؤولي المراكز الإعلامية بالأندية وبعض الإداريين بسرد مغالطات تاريخية ومعلومات خاطئة وحقائق غير دامغة وهم يتحدثون أمام الملأ عن التاريخ الرياضي، بسلوك عبثي فاضح وواضح فيما يتعلق بعدد البطولات الكروية لبعض الأندية.. فبعد احتجاج بعض النصراويين - في الموسم الفائت - على عدد بطولاتهم وإصرارهم على الرقم 35 بطولة، بإضافة بطولات المناطق إلى سجلاتهم الإنجازية، وهي غير معترف بها في الأصل والمنشأ..!! ظهر مؤخراً احتجاجٌ مماثلٌ للاحتجاج النصراوي من خلال إحصائية مغلوطة، أعلنها المركز الإعلامي بالنادي الأهلي، توضح أن عدد بطولات النادي ارتفع بعد فوز فريقهم الأولمبي بكأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - من 32 إلى 44 بطولة، بإضافة (اثنتي عشرة) بطولة مناطقية، ليست على مستوى المملكة - كما أشار الزميل العزيز - بل كانت على مستوى المنطقة الغربية، وهي في الأصل تصفيات أولية وتمهيدية، تصدرها وتزعمها النادي الأهلي؛ وبالتالي تأهل على ضوئها للمباريات الختامية لكأس الملك، وبعضها فاز بلقبها، وبعضها الآخر خسر مواجهتها الختامية، وهذا يعني أنا المبالغة الأهلاوية الخاطئة ورصدهم العاطفي.. أخفى الحقيقة الدامغة باحتساب ثلاث بطولات في مسابقة واحدة خلال موسم واحد..!! وهذه إشكالية تاريخية ظهرت - كنتيجة حتمية - لعدم وجود مرجعية ضابطة أو جهة متخصصة ومسؤولة عن الشأن التاريخي الرياضي، ترمي إلى تحقيق الضبط الدقيق والرصد الموثق، وتدوين وحفظ مسيرة الحركة الرياضية فيما يتعلق بتاريخ تسجيل الأندية ومنجزاتها وبطولاتها ومشاركاتها ونجومها.. إلخ وصياغة هذه المعطيات والبيانات والمعلومات في قالب التوثيق العلمي المنضبط.. بعيداً عن العمل الاجتهادي والممارسة الفوضوية. وأمام أزمتنا التوثيقية الثقافية التاريخية.. لا نستغرب أن يظهر علينا أحد مسؤولي نادي الرياض، الذي كان فارساً من الفرسان العملاقة بقيادة رائده أبي عبد الله الصائغ في حقبة الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت، إبان اسمه القديم (أهلي الرياض)، ويعلن أن بطولات مدرسة الوسطى (مناطقياً) تنافس بطولات النصر والأهلي..!! وخصوصاً أن انبثاق لجنة الإحاء والإعلام وولادتها من رحم أمانة الاتحاد السعودي لكرة القدم قبل أكثر من عامين جعلني أتصور وقتها أنها ستشكّل حلاً ناجعاً لضبط ورصد وحفظ المعلومات التاريخية للأندية الرياضية من العبث، فضلاً عن قيامها بدورها الضبطي والمرجعي والتوضيحي في ساحة الخلافات المتنوعة والصراعات الملونة والجدلية العاطفية والمناكفات العبثية التي تسلب حقوق بعض الأندية، وتخالف فلسفة وقواعد ونظرية الأمانة التاريخية..! بيد أن ولادة هذه اللجنة جاءت أشبه بالخديج، يعني ناقصة النمو..! غير قادرة على التكيُّف والتفاعل والتعاطي مع الأحداث التاريخية وتنوير الرأي المختلف بالحقائق المثبتة والأرقام الصحيحة والحجج الدامغة وحسم معارك (الإحصاءاته العاطفية) الفارغة بين أطراف تخالف المنهجية التاريخية. وللأهمية المعيارية في هذه المرحلة تحديداً، التي تشهد ثورة تقنية وانفجاراً معرفياً، أتطلع إلى العقل المستنير (نواف بن فيصل) بإنشاء اتحاد جديد، يُعنى بالتاريخ الرياضي (الاتحاد السعودي للتاريخ الرياضي)؛ لحفظ هوية تاريخنا من سلوك المخالفين، وصيانته من أيادي العابثين. وربما معظمنا قرأ عن الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم، وهو منظمة معتمَدَة من الفيفا، تعمل على إعداد أرشيف خاص بإحصائيات كرة القدم، وفق عمل مؤسسي، يتكئ على أرضية صلبة من أساليب الضبط والحفظ والرصد التقني والمعرفي، وفق منهجية ميكانيكية احترافية مدعومة بعقول وكفاءات متخصصة في الحقول الضبطية والبطون التوثيقية الحديثة.. فلماذا لا تتجه بوصلة وعينا وثقافتنا وتفاعلنا واهتمامنا إلى حفظ المعلومات والبيانات والوثائق والحقائق التاريخية في (أوعية)، وفق عمل مؤسسي واتحاد متخصص، بما يضمن ضبط المعلومة وصيانتها من العبث والنزيف والتلاعب واللغو الكبير..!؟

Twitter@kaldous1
 

تاريخنا والاتحاد الرياضي..!
خالد الدوس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة