ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 07/04/2012/2012 Issue 14436

 14436 السبت 15 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لا أحد منا يستطيع أن ينكر دور الرجال في دفعنا للأمام ويجب أن نعترف أننا دائماً كنا ولا زلنا بحاجة إلى دعمهم الإيجابي ليس فقط لأن النظام الاجتماعي والقانوني يطالب بذلك بل لأننا كنساء خلقنا نحن والرجال كعالم واحد بهدف إعمار هذه الأرض كما قررها الخالق ومن ثم ففكرة الصراع بين الجنسين تبدو

غيرمنطقية حتى في ظل الكثير من التعديات التي يسجلها التاريخ ومراكز الشرطة ونراها بين جنباتنا من بعض الرجال على حقوق أقرب الناس لهم من زوجات وأبناء أو أخوات. في ظل ذلك لنتذكر بالمقارنة عشرات الأمثلة الإيجابية (وأيضا من حولنا) لرجال: آباء وأزواج وإخوة ذكور وأقارب دفعوا بالنساء في عائلاتهن للدراسة وللالتحاق بالعمل ووفروا الدعم المعنوي والمادي والقانوني الذي لولاه لما وصلت الكثير منا إلى ما نحن عليه الآن.

لماذا يجب أن نتذكر ذلك كنساء؟ ببساطة لأن النضال من أجل الحقوق التي نرى من وجهة نظرنا أنها مشروعة وأساسية وحتمية قاس ومتعب ويكلف الكثير على المستوى الشخصي والاجتماعي لكنه نضالنا نحن النساء: إنه من أجل حقوق نرى أننا نستحقها ونعمل على اكتسابها لكن الرجل بجانبنا لم يتضرركثيراً: كان ينعم بكل ما كان المجتمع يرى أنه من حقه ونحن الآن نطالبه النزول من عروشه والنظر إلينا كبشر وهو ما يعني أن ذلك المتوج في عرينه يجب أن يقبل بمبدأ التنازل من أجل كسب أرضية أكثر إنسانية في التعامل مع من حوله من نساء وهو بلا شك يدفع ثمن ذلك اجتماعياً ورسمياً إذ إن الصورة الاجتماعية النموذجية للرجل السعودي هو ذلك التقليدي الذي يكون شرساً في الدفاع عن الصورة النمطية لنموذج السلطة المتداول في المجتمعات التقليدية التي تتمحور حول سلطة الذكور في الحفاظ على مبدأ السيطرة على الأنثى في قطاعه من أجل تأكيد مفاهيم الملكية الاجتماعية للعائلة والأنثى والأولاد الذي يقره النظام العام ..... ولذا (ونقولها بصوت عال) ولذا وحين يقرر أحدهم أن يتنازل عن ذلك طواعية لاحترامه للحق الإنساني في العيش المشترك الإنساني للجميع فهو رجل حقيقي يستحق الاحترام.

من المدهش أني اكتشفت أن هناك الكثير من الدراسات حول أدوار الرجل الإيجابية في حياة المرأة في مجتمعات كثيرة وخاصة الغربية لكننا لا نعثر على دراسات مماثلة في الشرق!! وكان المرأة تخاف أن تقول أو تعترف بذلك فيتراجع الرجل أو (يمن) عليها بما قدمه لها!!

ربما هو خوف مشروع! لكنه طفولي كما أرى. سندهش حين نرى أن الرجل السعودي ناضج بدرجة عالية مقارنة برجال الكثير من المجتمعات النامية . هذه ليست رشوة (لهم)! إنها حقيقة مفرحة يجب إعلانها والاحتفال بها في ظل المكتسبات القليلة الموجودة ضمن واقعنا القاحل.

الرجل السعودي متقدم جداً بالنسبة لكثير من الرجال في منطقتنا العربية وليس أدل على ذلك من التقدم الكبير الذي يشهده وضع المرأة السعودية في عهد ملكنا الحبيب الملك عبدالله الذي أرسى الكثير من القواعد الذهبية لصالح المرأة في مجال الدراسة والعمل والحقوق القانونية والشخصية ولولا وجوده ومن خلفه من مستشارين مخلصين ومن يوجد حولنا من رجال داعمين محبين مخلصين ممن لديهم الشجاعة ليطبقوا هذه القرارات في حياتهم اليومية (إنشاء محاكم خاصة للأحوال الشخصية عام 1428، قرار ابتعاث المرأة للدراسة في الخارج ضمن برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، استحداث وظائف جديدة في مجالات عديدة كالجوازات، وبعض أقسام الدفاع المدني وهيئة حقوق الإنسان ووزارة التجارة والصناعة وتأنيث محلات بيع الملابس النسائية، ودخول المرأة للانتخابات في الغرفة التجارية وهيئة المهندسين وهيئة الصحفيين. ووصولها إلى منصب نائب وزير التربية والتعليم “كأول امرأة بمرتبة وزير”، وتقلدها منصب “مديرة جامعة” (لاحظ كيف أن هذه القرارات تخدم المرأة مباشرة ولا تمس أحداً غيرها) ولولا هذا الملك المتفرد لبقيت هذه القرارات حبراً على ورق.

لنقف جميعاً (أقصد من ترغب) صفاً طويلاً من النساء اللواتي يمتلكن من الامتنان والتقدير الناضج والإيجابي وليس (الخائف والمتوجس أو القلق على فقدان مكتسباته) ونقولها لكل الرجال من حولنا وبصوت عال:

لنبدأ بملكينا الرائع كرجل متفرد لنقول له. والنعم والله يا أبو متعب.. نعم لكل عبدالله ولكل عبدالعزيز وعبدالرحمن وعبدالمحسن ولكل (العبد) في حياتنا ولكل فهد ومحمد وأحمد وفيصل ومنصور وسعود وخالد ولؤي ومعتز وعلي وناصر وعثمان وتركي وسليمان.. وصالح... وغيرهم وغيرهم ممن لم أذكرهم هنا.. أنتم في قلوبنا وعقولنا دائماً وأبداً...) أيها الرجال المجهولون الذين تستحقون التميز....

نعم لكل الرجال الرائعين في حياتنا والعاملين دونما ضجة: تأكدوا أننا نقدر لكم ما تقومون به ونتفهم صعوبة الخيارات الاجتماعية والثقافية التي تتخذونها لأجلنا فلنعش إذن يدا واحدة على طريق نضال طويل لتحقيق الكرامة الإنسانية المنشودة لكلا الجنسين.

 

الرجل السعودي وإيجابية التأثير في الحركة النسوية في السعودية
د. فوزية البكر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة