ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 07/04/2012/2012 Issue 14436

 14436 السبت 15 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

منحت جزيرتنا الغالية كُتَّابها فرصة ثمينة للالتقاء بمعالي رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الله بن محمد آل الشيخ وصحبه الكرام النائب والمساعد والأمين وبعض الأعضاء. كان لقاءً مفعماً في أمسية ثلوثية رائعة أدارها باقتدار ربان الجزيرة الماهر وصاحب الدعوة الأخ العزيز خالد المالك، وكان لقاءً ساخناً بسخونة الأسئلة التي صوَّبها باحترافية إعلامية فائقة الزملاء والزميلات.. قابلها معالي الرئيس بهدوء يُغبط عليه، ودبلوماسية تنهك المتسرع، وأجاب وعلَّق عليها باقتدار، ووزع بقية الأسئلة على زملائه للإجابة عليها كل حسب الاختصاص.

إن كانت أغلب الأسئلة قد دارت حول نظام المجلس وقراراته ومدى قوة صلاحياته، واعتبارية توصياته، والدور المستقبلي المنتظر للمرأة فيه، فإن ثمة موضوعات ساخنة أُثيرت حول آلية تفعيل تمكين المرأة، وإمكان تحويل بعض مقاعد المجلس للاقتراع الانتخابي، وتغريدات بعض أعضاء المجلس في اتجاهات معاكسة لمصالح المواطنين، ودور المجلس في حل القضايا المجتمعية وإصدار تنظيمات وآليات تعكس طموحات الناس، وترتب مؤسسات المجتمع المدني لتكون قادرة على منحهم حقوقهم، ونشر الثقافة المجتمعية لرفع درجة الوعي ليتفهم الجميع موقع المجلس، ومدى تأثيره في صنع القرار.

سأقف عند نقطة دار حولها النقاش، فعند إثارة موضوع الانتخابات أجاب معالي الرئيس بأن مبدأ الشورى في الإسلام ينص على أن يستشير ولي الأمر من تتوافر فيهم المواصفات، وأن الانتخابات تكون في البرلمانات, وكأني فهمت من معاليه أن مبدأ الانتخابات مرفوض وهو ما دعاني لطرح سؤال مُستل من إجابته بصيغة ليست فيها مواربة وهو: هل مسألة الانتخابات غير واردة إلا إذا تغيَّر المُسمى من شورى إلى برلمان؟.. ودواعي سؤالي نابعة من مفهوم الشورى في الإسلام بقصرها على أهل العلم والخبرة والاختصاص، وهي مبنية على اختيار ولي الأمر, وكانت إجابة معاليه مقنعة ومؤكِّدة على أن المجلس يسعى للتطوير، وقد تكون فكرة الانتخابات واردة ولو في عدد محدود من مقاعده، لكن السؤال ما زال قائماً، فهل هناك تعارُّض بين مبدأ الانتخابات في العصر الحاضر ومبادئ الشورى الإسلامية؟.. وإذا كان ثمة تعارُّض فهل بالإمكان الجمع بين فكرتي الشورى والبرلمان تحت قبة المجلس، وبصيغ وآليات مختلفة تضمن دخول أعضاء ينتخبهم المواطنون ليمثلوهم في المجلس، وبالتالي يُحاكي المجلس أو البرلمان المطوَّر الأنماط العالمية السائدة وبما لا يتعارض مع الدين وسياسات الدولة؟

قناعة المواطن مطلب أساس لنجاح المجلس، وقناعته تنبثق من ثقته المطلقة بأعضاء المجلس وبخاصة من يُقدر له أن ينتخبهم، ورضاه مرتبط بشعوره أن الأعضاء وحتى المعينين منهم يقفون في صفه، والمطالبة بحقوقه وحل مشكلاته إن وجدت في العلاج وفي التعليم وفي التوظيف وفي التملك. صحيح أن الانتخابات ولو كانت جزئية تحتاج لوقت طويل لرفع مستوى الوعي، وهو دور منتظر من المجلس، لكن تبقى الانتخابات مطلب يتمنى الكثيرون تحقُّقه.

shlash2010@hotmail.com
تويتر abdulrahman_15
 

مسارات
مجلس شورى أم برلمان؟
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة