ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 07/04/2012/2012 Issue 14436

 14436 السبت 15 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

إما أن تكون لبنة في البناء أو معولاً للهدم أو متفرجاً بدون قيمة إنسانية فحق الوطن عليك، أما أن تقوم به بيدك أو بلسانك أو بقلبك وهذا أضعف المواطنة، فسؤال يهيج كوامن الفكر الاجتماعي يقول، لماذا يتصاعد صوت الحركيين في المجتمع الذي يكاد يكون الوحيد في العالم الذي يجاهر بأنّ

منهجه الإسلام من الباب إلى الباب، سواء باب السياسة أو باب الاقتصاد ... وغيرها الكثير من الأبواب؟ تبدو المشكلة في بدايتها مرتبطة وبشكل كبير بفهم المصطلحات وتعريفها، فمن يطلقون على أنفسهم لقب إصلاحيين أو حقوقيين هم يمارسون صيغة مموّهة، فالإصلاح على سبيل المثال ميدان تنموي قائم ومساحته مفتوحة في المسار الاجتماعي، وخاصة عندما يكون نقياً لصالح المجتمع، والحقوقية مصطلح مشوّش ولكنه جذاب بشكل كبير خاصة مع بروز حركة الإخوان المسلمين كبديل سياسي ظهر بعد الثورات العربية، فهم يحاولون التعامل مع واقعهم ببرغماتية مدروسة ورشاقة سياسية اكتسبت من منهج (الإخوان المسلمون) صفات المكر السياسي.

وبهذا تكتمل صورة المشهد غير المنضبط الذي تحاول هذه الجوقة فرضه على المجتمع، بوسائل وأساليب لها نصيبها العاطفي في قلب الخطاب الشعبي الذي يعتمد على محركات عاطفية لتحقيق الأهداف.

الخطورة تكمن في مطامع لم تَعُد تخفى على أحد لرمي معاولها في المجتمع بتشويهه وتقويض ثوابته، باستخدام الإعلام الجديد تارة وبإشاعة الإحباط العام تارة أخرى، وبفرض لغة خطاب جديدة تتعمّد التقليل من أي عمل إيجابي تقوم به الدولة وتكبير كل خطأ صغير تقع به الجهات التنفيذية، والإيحاء بأن لا مصداقية إلاّ لمن يطعن بالمؤسسات الحكومية أو ينتقص من قدر المسئولين.

التأخر في إنجاز مشروعات أو تباطؤ في التنفيذ، كل هذا لا يعني أبداً أننا نعيش مأساة كما يصوّر البعض وكأنّ الشعب السعودي يموت أفراده من الجوع أو من البرد، وترويج هذا المعلومات المغلوطة والحقائق التي ضخمت وأضيف لها بهارات “ثورجية” لتصوير الوضع الداخلي بشكل يخالف الحقيقة، لمقاصد لا تخفى على من يعرف التحركات المعادية للمملكة في الخارج.

المشكلة لا تبدو في عملية تحريك تنموية لتحقيق متطلّبات المجتمع ونواقص التنمية، وليس هناك مجتمع بدون مسارات متفاوتة في الإنجاز بين التسارع والبطء، ولست هنا مدافعاً عن التقصير في تلك الخدمات بقدر ما هو كشف لمن يستثمر هذه المعوقات لتقويض المجتمع وتنميته بدلاً من المساهمة في إيجاد حلول جذرية لتلك المشكلات التنموية.

لقد أنشأت الحركات الفكرية المضادة للتنمية دائرة تتحرك في وسطها، بهدف تكثيف الحالة الضبابية بين ما هو صحيح اجتماعياً وبين ما هو خطأ سياسياً، وهذا يعني أننا يجب أن نقف بكل حزم أمام محاولات تخلط بين فكرة الإصلاح وبين أفكارها السياسية الداعية إلى ضعضعة اجتماعية تستجلب الأسئلة غير التنموية إلى مساحات العالم الجديد.

إنّ كمية النقد في مقابل مقترحات الحلول لتصحيح المشكلات الاجتماعية تكاد تكون معدومة تقريباً، فكل ما يطرحه الإعلام الجديد وخاصة التويتر والفيسبوك هو نقد يراد به باطل وليس تصحيحاً، وهنا تكمن ضرورة الفصل بين الحقيقية التنموية والحقيقية الحركية في هذا النوع من الإعلام.

Towa55@hotmail.com
@altowayan
 

عن قرب
بين الحركيين والتنمويين...!
أحمد محمد الطويان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة