ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 08/04/2012/2012 Issue 14437

 14437 الأحد 16 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أحسنت إمارة منطقة الرياض صنعاً حينما رفعت حظر دخول الشباب للمجمعات والأسواق التجارية بعد منع استمر لسنوات طويلة، وهي خطوة إيجابية للتعايش السلمي بين المرأة والرجل دون حساسية ودخول في النوايا وتخوين للنفوس، رغم وجود عدد كبير من البائعين الأجانب في جميع المحلات! ولا يخفى على أحد أن الشباب في المملكة دون سن الخامسة والعشرين يُشكّلون بين 55 إلى 60 % من عدد السكان الذي يتجاوز عشرين مليوناً.

ولم تترك الإمارة الحبل على الغارب، بل توعدت الشباب الذين تصدر منهم مخالفات بالعقاب مع تشديد المتابعة، وعدم التساهل والتسامح مع المخالفين، وتطبيق النظام عليهم. وكلفت الجهات الأمنية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بتطبيق الأنظمة والعقوبات بحقهم.

ولأن رفع الحظر في طور البداية فكان من الطبيعي صدور مخالفات من بعض الشباب قد تمس الآداب أو الذوق العام، أو تتضمن الاعتداء على حريات الآخرين.

وقد بادرت الجهات المختصة بالمتابعة ورصد التجاوزات وضبطت عدداً من المخالفين في بعض الأسواق والمجمعات التجارية وأحالتهم للجهات الأمنية التي رفعت قضاياهم لهيئة التحقيق والادعاء العام، ومن ثم للمحكمة الجزئية التي أصدرت أحكاماً متفاوتة بجلد وسجن أكثر من عشرين شخصاً من مرتكبي المخالفات في الأسواق التجارية بالرياض, وتمت مناصحتهم وأخذ تعهدات عليهم بعدم تكرار تلك المخالفات وغيرها.

وبرغم قسوة تلك الإجراءات إلا أنها تُعد في نطاق السرية ولا تُؤثر كثيراً، وقد يكررها الشاب في أماكن أخرى، ولو اتخذت أسلوب التشهير كالمعمول به في إمارة دبي لكان رادعاً وأشد وقعاً على النفس!!

ولئن لم يلق مضمون القرار ترحيب بعض الناس خوفاً من الممارسات غير المسؤولة من لدن بعض الشباب والمراهقين، مما سيفسد متعة تسوقهم، إلا أن الواقع أثبت أن الشباب قد عانوا ولسنوات طويلة من الكبت وتقييد الحريات، بسبب عدم الثقة بهم والتشكيك في نواياهم مما اضطر بعضهم للاستعانة بإحدى قريباتهم لمصاحبته للأسواق حتى يسمح له بدخول المجمعات المخصصة للعوائل، أو يلجأ آخرون لتأجير إحدى السيدات لمرافقته حتى المرور من نقطة التفتـيش الأمنية التي تمنع دخول الشباب! وانعكس هذا الإجراء على تصرف الكثيرين فعمدوا للتعبير عن سخطهم بالتمرد على الأنظمة أو القيام بسلوكيات خاطئة.

ولأن بلادنا ليست بدعاً عن البلدان، بل إنها تنهض بجناحي شبابها من الجنسين الذين يحكمهم شرع يدعو لمكارم الأخلاق، ويحوط بهم سياج اجتماعي من الأعراف والتقاليد التي تحفظ حقوق الآخرين وتكفل عدم الاعتداء عليهم، فإننا نربأ بهم أن يصدر منهم ما يسيء لهم.

ولو أدرك كل شاب أن الاعتداء على حرمات الناس إنما هو دَيْنٌ مردود أبداً، لما جرؤ أي شاب على المساس بها.

والمتفائلون في المجتمع هم على يقين باجتياز شبابنا اختبار الثقة وامتحان المسؤولية، لننطلق لاختبارات أخرى وتجارب ستكون ناجحة - بإذن الله-.

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
الشباب بين السماح والعقاب
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة