ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 08/04/2012/2012 Issue 14437

 14437 الأحد 16 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

حينما تظهر نتائج السمنة لدى السعوديات بما يعادل 44 %، ولدى السعوديين بما يعادل 43 %، وهم من تتجاوز أوزانهم معدل الوزن الطبيعي، إما بالسمنة العادية أو السمنة المفرطة، فإن الأمر يُعَدّ خطيراً ومؤشراً يجلب القلق، فإذا كان عدد السكان السعوديين، حسب مصلحة الإحصاءات العامة، أكثر من 18 مليون نسمة، فإن هناك أكثر من ثمانية ملايين سعودي وسعودية يعانون السمنة، وهو أمر مثير فعلاً.

ولا شك أن كثيراً من أسباب السمنة معروفة لدى الجميع، يأتي على رأسها الخمول والكسل وعدم الحركة، وعدم ممارسة الرياضة، وكلنا ندرك أن ممارسة الرياضة أمر شاق يحتاج إلى الانضباط اليومي، وهو أكثر ما لا يستطيع معظمنا القيام به، ماذا يتبقى إذن؟ ولماذا معظم الشعوب تمارس الرياضة الإجبارية؟ دون إرادتها؛ لأنها جزء يومي لا يمكن الاستغناء عنه، بل لا يمكن التفكير فيه.

أعتقد أن مدننا تفتقر ببساطة إلى المشي كعادة يومية، كما يحدث في المدن الأخرى، والسبب معروف لدى الجميع، فما الذي يجعل الآخرون يمشون في مدنهم؟ أعتقد أن توافر وسائل النقل العام، واعتماد نسبة كبيرة من سكان مدن العالم عليها، يجعلان الشخص يمشى من مقر منزله إلى المحطة التي قد تبعد عن مكان سكنه مسافة عشر أو خمس عشرة دقيقة، وهو أمر مهم؛ لأن الإنسان هناك سيمشي يومياً ما لا يقل عن ساعة، في التنقل بين المحطات وعمله، أو بينها ومكان تسوقه في الشوارع والطرقات.

تصميم معظم مدن العالم يتيح لمواطنيها فرصة المشي اليومي، بدءاً من استخدام وسائل النقل العام، وحتى انتشار الحدائق وممرات المشاة من خلال الحدائق أو البيوت، ووفرة الأرصفة حتى داخل الأحياء، بطريقة تكشف كم هو محترم الماشي، وله الأولوية في العبور، خلافاً لما لدينا؛ لأن الماشي يضع يده على قلبه كي لا تلتهمه عجلات سيارة مسرعة؛ لأن الأولوية عندنا لمن يمتلك الجرأة والقوة والتهور!

هذه اليوميات البسيطة لها دور كبير في ممارسة المشي دون قصد؛ وبالتالي حرق سعرات حرارية كانت ستتحول في حالة تشبه حالتنا إلى المزيد من الدهون، ومن ثم إلى زيادة متوسطة أو مفرطة في الوزن، بكل ما يتبع ذلك من أمراض مزمنة، يأتي على رأسها مرض السكري الذي استشرى بشكل مخيف في المجتمع السعودي.

أعتقد أن موت أقدامنا بشكل نهائي هو بسبب حياة عجلات سياراتنا الخاصة، فلو ذهبت إلى محطة المترو أو الحافلة على بُعد عشرين دقيقة من بيتي، وذهبت بها يومياً إلى مقر عملي الذي يبعد عن المحطة خمس أو عشر دقائق، ألا يعني ذلك أنني مارست رياضة المشي لما يقارب نصف ساعة ذهاباً، ومثلها إياباً، وبشكل يومي؟ ألا يعني ذلك أنني سأستثمر مدة الطريق في قراءة جريدة أو كتاب، بدلاً من حرق أعصابي وارتفاع ضغطي من التناحر مع سائق متهور يعترض طريقي، وقد يعرّضني لحادث مروري رغماً عنّي؟

أجزم بأن توفير مثل هذه الحياة سيمنح ما يقارب 8 ملايين سعودي فرصة إعادة أوزانهم إلى مستواها الطبيعي، وربما كتب كل هؤلاء سيرهم وذكرياتهم مع السمنة، كما فعل صديقنا الأستاذ تركي الدخيل في كتابه الأول (مذكرات سمين سابق)!

 

نزهات
مذكرات 8 ملايين سمين سابق!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة