ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 08/04/2012/2012 Issue 14437

 14437 الأحد 16 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

قبة الجزيرة

 

أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وقياداته تحت قبة الجزيرة:
لابد من احتواء خلاف المتشددين والمتحررين.. ولو عاد بنا الزمن لما تحوّلنا إلى حوار الخدمات!

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

إعداد: فهد العجلان - نائب رئيس التحرير

« جئنا لنستمع منكم إلى تقييم صريح لمسيرتنا» .. كانت تلك العبارة أول ما نطق به الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في حضرة الجزيرة ... كلمات تتجاوز مفهوم الشراكة مع الإعلام إلى تأسيس الوعي المؤسساتي بدوره .. كان الزملاء يدركون صعوبة أن يبادر مسؤول إلى وضع تجربته أمام ميزان النقد والتمحيص راغبا ومختارا في مجتمع يستذكر المرء فيه مقصلة الطرفة الشهيرة إن إعجاب الناقد بالمنتقد لا يتجاوز إعجاب (السياف) بالرقبة!

القبول بالنقد مطلب أساسي لتصحيح الخطأ لكن طلبه والسعي إليه مرحلة أخرى متقدمه ما نزال نهرول إليها وتتقطع دونها الأنفاس... مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ممثلا بأمينه العام الأستاذ فيصل بن معمر وقيادات المركز كانوا ذلك الاستثناء الذي لا ينجزه سوى من يمارس الحوار قناعة وإيمانا... فإلى ندوة الحوار:

بدأ رئيس التحرير الزميل خالد المالك الندوة مرحباً بمعالي الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن معمر وزملائه، مقدراً لهم زيارة صحيفة الجزيرة والمبادرة والحرص على سماع وجهة نظر أسرة تحريرها كأحد ممثلي الإعلام في المملكة، وقال رئيس التحرير: إنّ مبادرة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء هذا المركز واستهدافه لتعزيز الحوار الوطني، يعكس قناعته - حفظه الله - بتعزيز هذه الثقافة والممارسة داخل المجتمع.. مؤكداً أنّ دور المركز هو ترجمة هذه القناعة الراسخة.

تقييم الأداء

الدكتور فيصل بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، تحدث قائلاً: جئنا اليوم إلى هذا الصرح الإعلامي لنتواصل معكم ونستمع إلى تقييمكم حول دورنا وأدائنا.. كما ذكرتم أستاذ خالد فقد بدأ الحوار بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حين أدرك - حفظه الله - ضرورة إطلاق الحوار على مستويات متعددة لنشر الوسطية والاعتدال والتسامح في المجتمع السعودي، وقد استند الحوار إلى أهداف أهمها الخطاب الإسلامي المعتدل والتأكيد على الوحدة الوطنية والعقيدة الإسلامية وتعميقها عن طريق الحوار الهادف، والإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي المبني على الوسطية والاعتدال ومعالجة القضايا الوطنية والاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والتربوية، بترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته. ومن نتائج هذه الدعوة - كما تعلمون - إنشاء مركز الحوار الوطني، ولكن أيضاً - وهو الأهم - كسر الحواجز النفسية الوهمية التي كانت موجودة والتي كان لها صدى قوي داخل المجتمع، فأصبح الحوار معززاً لحرية التعبير في ضوء الضوابط الشرعية والوطنية في هذا البلد المبارك.

طبعاً كان أساسنا - يواصل الأستاذ المعمر - في الحوار هو الخطاب الإسلامي مع التركيز على موضوع المرأة وموضوع الشباب مستندين إلى ثلاث نقاط: الخطاب الديني والخطاب الثقافي وموضوع المرأة والشباب، كما شمل اهتمامنا عدم التقليل من قدرة المرأة في مشاركاتنا، بالإضافة إلى منحها حقها في مشاركتها للرجل حتى في جهازنا الوظيفي.

مراجعة مع النفس

وأضاف ابن معمر: علينا أن نوضح ما لنا وما علينا في تجربة مسيرتنا، ونحن في حاجة إلى إعادة تقييم أنفسنا، فهل حققنا النجاح الذي نرجوه أم أخفقنا في بعض الأمور، وهذه المراجعة مع النفس هي الدافع للانطلاق بقوة أكثر إنشاء الله لأننا نشعر بأهمية العمل في هذا الوقت بالذات والذي تتمتع فيه المملكة بخبرات كثيرة ولديها القيادة السياسية الواعية، وتتمتع بالأمن والاقتصاد القوي ولله الحمد.

الدكتور فهد السلطان نائب الأمين العام لمركز الملك عبد الله للحوار الوطني تحدث قائلاً: في البداية كان تركيزنا يستهدف اللقاءات الوطنية، وكما تعلمون عقدت 9 لقاءات وطنية ناقشت قضايا محورية للمجتمع السعودي، ناقشت قضايا المواطنة بمشاركة المرأة والشاب، ثم انتقلنا بعد ذلك لمناقشة الجوانب الخدمية.. الحقيقة كان هناك طرح من المشاركين بأن هذه القضايا فكرية ولابد من مناقشة القضايا الخدمية التي تمس المواطن بشكل يومي، انتقل الحوار الوطني بعد ذلك لمناقشة قضية التعليم والصحة ومن ثم أيضاً قضية الإعلام، ثم نوقشت أخيراً قضية التوظيف، والجميل في هذه اللقاءات أنها جمعت كل أبناء الوطن بكل مشاربهم وتوجُّهاتهم ومناطقهم، وأعتقد أنّ هذا هو الإنجاز الأكبر لاجتماع كل الأطياف على طاولة الحوار الوطني، وأعتقد أنّ الجميع تابع المستوى العالي جداً من الشفافية والمصارحة في برامج الحوار، وأصبح الأفراد يطرحون رؤاهم نحو مستقبل الوطن بصفة عامه، فهذا يعتبر إنجازاً يحسب للوطن ولخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - باعتباره صاحب المبادرة.

النصف الآخر

وأضاف د. السلطان: الحوارات الوطنية أيضاً وسعت المشاركة الشعبية، فكل الملتقيات التي يقيمها مركز الحوار الوطني يكون 50% من المشاركين فيها من النساء وهذا في الواقع شجع مؤسسات أخرى في المجتمع أن تمنح للمرأة فرص مشاركات أوسع وأيضاً للشباب ونحن نحرص في كل لقاء أن يكون هناك تمثيل واسع للشباب في الملتقيات الوطنية. وقد وصلنا إلى تدريب أكثر من 800 ألف مواطن ومواطنة في المملكة العربية السعودية، وأعتقد أنّ هذا الرقم قد يكون مفاجئاً، وكذلك تهيئة أكثر من 2800 مدرب ومدربة من 42 محافظة.

أبحاث الحوار

الدكتور محمد الشويعر مدير عام الدراسات والبحوث بالمركز تحدث قائلاً: أسسنا في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ولله الحمد، مكتبة كبيرة تضم مئات الكتب المتخصصة بموضوع الحوار، استفاد من هذه المكتبة طلاب وطالبات الدراسات العليا ولدينا توجُّه الآن للبحث في الحوار ومواضيعه، ودائماً ما نعد دراسات استطلاعية تتزامن مع اللقاءات الفكرية التي يعقدها المركز، حيث عملنا 9 دراسات استطلاعية على مستوى المملكة ذات أبعاد مهمة بالنسبة لنتائجها، وبالنسبة للجهة المستفيدة من أوراقها.

وأضاف د. الشويعر: لدينا الآن مشروع رسائل في الحوار وهو مشروع مستقل أسس له أعضاء من أساتذة الجامعات من الرجال والنساء. من ناحية أخرى وجدنا أنّ كثيراً من الدراسات والبحوث كبيرة الحجم وكثيرة الصفحات، بحيث أصبح المتلقي العادي لا يستطيع أن يقرأ كل هذا الكم الهائل من الكتب والمعلومات، فحاولنا اختصار هذه الدراسات في كتيبات صغيره لا تتجاوز 30 - 40 صفحة مفيدة ومركزة ومتنوّعة.

التمكين من الحوار

الدكتور عبد الله الصقهان مدير إدارة التدريب قال: هدفنا في المركز أن نصل إلى ملايين المواطنين وعبر كافة متطلّبات الحوار الإيجابي وقد بدأ المركز في العمل من خلال التدريب، وأهم مكسب تحقق لنا في البداية هو قبول كافة أطياف المجتمع لهذه البرامج المتوافقة مع الثقافة الإسلامية والتقاليد الحضارية والتي تعمل على تعزيز كثير من القيم مثل التسامح، الوسطية، الاعتدال، تقبُّل الآخر وحسن التعامل، إضافة إلى التمكين من مهارات الحوار، فكثير من الناس لغتهم جيدة لكن ينقصهم التمكن من المهارات، مثل التحدث بلغة صحيحة وبناء حوار إيجابي، وقد تم لنا ذلك من خلال مسارين، المسار الأول التجربة المجتمعية والمسار الثاني هو الحوار الأسري، ثم انتقلنا بعد ذلك إلى حوار حضاري موجّه للشباب السعودي لكي يحاور من يختلف معه من خارج المملكة سواء المختلف عرقياً أو دينياً أو لغوياً ليستطيع أن يتحاور من خلال هذه البرامج التي شملها النواحي التدريبية الأخرى.

دربنا الأجانب

ومن الأشياء المفرحة بالنسبة لنا في هذا الجانب، تمكننا من تقديم التدريب الدولي لشباب من فنلندا والسويد واسكتلندا وغيرها، وتم تأهيل المدربين المعتمدين لمركز الحوار الوطني، وهذا العام تم تأهيل مجموعة أخرى من المتدربين الأجانب وحققوا نتائج جيدة، كما نفّذنا أيضاً مجموعة من البرامج مع منظمة اليونسكو في بيروت، وكل هذه تعتبر دعائم دولية تعزّز أداءنا..

الأستاذ فيصل بن معمر طلب التعليق قائلاً: بدأ مشروع الحوار كفكرة بسيطة لكن الفكرة كبرت وتطوّرت، ومما دفعنا ومازال على مضاعفة الجهد والعمل ليل نهار، أنّ الملك عبد الله في كل مقابلة تتاح لنا معه يقول: (أريد أن يدخل الحوار كل بيت سعودي)، فأخذناها نبراساً لنا في العمل، وبدأنا التطبيق والتنفيذ لما يريده خادم الحرمين الشريفين، وقد لاحظنا أنّ المجتمع السعودي بصفة عامة من خلال مناقشاته وحواراته يفتقد عدد من أفراده إلى مهارات الإصغاء وقبول الرأي والرأي الآخر، والتردد والإشكال حول قضية التعامل مع الآخر سواء كان ثقافياً أو دينياً أو عرقياً، وهذه المشكلة نراها بشكل جلي في أوساط الطلاب المبتعثين.. وعندما تناقشنا مع عدد منهم أوضحنا لهم أهمية هذا الجانب والتأكيد عليه في الكتاب والسنّة.. والحقيقة أن هذا المشروع التدريبي الذي ذكره الأخ عبد الله يستهدف تعزيز ثقة الناس وقدرتهم على الحوار مع الآخر، وقد وعدنا خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - بأن هذا المشروع التدريبي سيصل خلال 3 سنوات إلى ما يقارب 8 ملايين مواطن ومواطنة في المملكة.. ونحن لا نتحدث عن تدريب أكاديمي بحت بقدر ما نتحدث عن عملية تمرين وتعزيز واطلاع على أفكار جديدة تكتسب منها المهارات.. ولذا قررنا إنشاء مركز للتدريب في شمال الرياض سيكون قريباً من مؤسسة الجزيرة للصحافة والنشر وسيجهز بأحدث الأجهزة والتقنيات ليكون متاحاً لجميع الجهات العامة والمؤسسات ومنسوبيها.

ثقافة الحوار

وأضاف ابن معمر: مما زاد اطمئناننا لنجاح فكرتنا وفود مجموعات لنا من خارج المملكة للتدريب على الحوار، وأتذكر عندما بدأنا التواصل مع أمين عام الكشافة العالمية كانوا يريدون منا التدريب لنشر ثقافة الحوار وقدموا لنا أعداداً كبيرة لندربهم، لكن كثيرين منهم قالوا لن نذهب إلى السعودية معتقدين أن المملكة لن تقدم لهم شيئاً في هذا المجال.. (هذه هي الصورة الذهنية التي لديهم عن المملكة) ولكنهم استطاعوا إقناع عشرين شخصاً من خمسين وعندما جاءوا للمملكة تعجبوا وطالبوا منا أن نضع البرنامج كل ستة أشهر، لأنهم يريدون أن يرسلوا لنا دفعات أخرى للتدريب. والحقيقة أنّ ملك السويد بنفسه قال إنني لم أتوقع أبداً أن أجد هذه النوعية من التدريب والعمل لنشر ثقافة الحوار بالمملكة، ولن أنسى ما قاله لي الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - عندما كنا في إحدى الزيارات الخارجية في الطائرة بعد جدل طويل بيننا: إنّ الهدف نشر ثقافة الحوار أولاً، عارضته وقتها، وكان تساؤلي كيف ننشر ثقافة الحوار دون أن نتحاور مباشرة، فقال لي - رحمه الله -: الحوار دون ثقافة حوار لا يؤدي إلى نتيجة، ونشر حينها مقالاً مشهوراً أحدث ضجة كبيرة تمّت على أثرها مهاجمة الدكتور غازي ومهاجمتنا أيضا.. والحقيقة أن نشر ثقافة الحوار مهمة كل الجهات وليس فقط مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، فوزارة التربية ووزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الثقافة والإعلام وكافة الجهات المؤثرة في الرأي العام، يجب أن تعزز هذا المشروع.

حوار الثقافات

الدكتور حاتم العرنوس مدير إدارة الحوار الخارجي بالمركز تحدث قائلاً: أود الحديث عن تأسيس مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الثقافات، حيث بدأ من خلال تأسيس منتدى الحوار الوطني (نحن والآخر)، والذي عقد على أثره اجتماع لجميع علماء المسلمين عام 2008م، خلال هذا الاجتماع صدرت توصيات من قِبل المقام السامي لإطلاق مبادرة الحوار بين الثقافات ثم عقد مؤتمر في جنيف، وبعدها صدرت توصية دولية لمتابعة المبادرة في نيويورك بحضور أمين عام الأمم المتحدة والملك عبد الله - حفظه الله - وبعض رؤساء الدول، وانطلقت من هذه المبادرة رؤية لتأسيس مركز عالمي في العاصمة النمساوية فيينا، الآن والحمد لله وصلنا لمرحلة متقدمة حيث وصلنا حالياً إلى 9 أعضاء من أتباع الأديان والثقافات المختلفة، وتُعَد ثلاث دول من المؤسسين لهذا المركز، وتم توقيع اتفاقية إنشاء هذا المشروع بحضور سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزير خارجية النمسا ووزير خارجية اسبانيا وحضور ممثل عن الفاتيكان التي تُعد مراقباً في هذا المركز، فالمركز الآن وصل إلى المرحلة ما قبل النهائية.

تحدث الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني قائلاً: جئنا اليوم لمؤسسة الجزيرة الصحفية أستاذ خالد لنستمع إليكم أنتم وزملائكم، لنترجم دورنا وإيماننا بالحوار ونستمع إلى مرئياتكم حول المركز ودوره.

تحدث الزميل رئيس التحرير قائلاً: من المؤكد أن التواصل مع الإعلام يمثل درجة عالية من الأهمية لتحقيق الهدف الذي ينشده خادم الحرمين الشريفين ونتطلع إليه جميعاً، وخلال السنوات الماضية كان جهدكم واضحاً بالنسبة لتعميق ثقافة الحوار، وتعريف الناس بأهميتها ودورها في بناء الوطن على النحو الذي ننشده جميعاً، وبنظري المهم ليس ما تحقق وما لم يتحقق حتى لا نصاب بالإحباط أو الشعور بأننا نحفر في صخر، فثمار الحوار تتطلّب لتنضج زمناً طويلاً لابد ان يسعى المركز لتحقيقها والعمل على إنجازها. وتوجد العديد من السلبيات الاجتماعية التي تعيق عمل المركز، لدينا مثلاً القبيلة ولدينا أيضاً الفكر المتناقض والمتصارع بين شرائح وفئات مختلفة في المجتمع، بالإضافة إلى المناطقية.. هذه الأمور لا يمكن أن نغفلها أو نتجاهلها كمعوقات لمسيرة الحوار في المملكة، ولدينا أيضاً تأثير الإعلام الجديد والسلبيات التي يحملها من خلال ما ينشر فيه من إساءات لرموز وأشخاص، مما ينبغي أن يواجه بكثير من الجهد لإقناع الناس بالعدول عن هذه الممارسة التي لا تخدم الناس ولا الوطن.. لدينا من المعوقات أيضاً المستجدات والتطورات التي تحيط بالمنطقة سواء كانت سياسياً أو أمنياً، ونحن بحاجة إلى مواجهة تداعياتها التي تضر بمصالحنا جميعاً أمناً واقتصاداً واستقراراً بشيء من الحوار، لنكون جبهة واحدة في المملكة العربية السعودية.

وأضاف رئيس التحرير: في تصوري أن تقريب وجهات النظر بين الناس وسدّ الفجوة التي بدأت تتسع وتعمِّق الخلاف بين أفراد المجتمع، ينبغي مواجهتها بشيء من المصارحة والمكاشفة وتوضيح الأمر للناس.. وهو السبيل الأمثل في نظري لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين بدعم الحوار وهو ما سيساهم بتحقيق الإنجازات التي يستهدف المركز تحقيقها.

نعم كما أشرتم أستاذ فيصل في البداية - يواصل رئيس التحرير - كان الوهج كبيراً عند إنشاء المركز والآمال كانت تبلغ عنان السماء، وكانت الأسئلة تتركز على ما يمكن أن يتحقق..؟ والحقيقة أن الكثير من تلك الأسئلة كانت مبررة.. لأنّ مجرّد طرح فكرة تتبنّى الحوار الوطني وقبولها يُعد إنجازاً كبيراً جداً.

صحيح أن البعض الآخر يحاول أن يعيق ثقافة الحوار سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وبطريقة ممنهجة أو غير مقصودة.. لكن العمل الجماعي والرؤية الشاملة في الخطاب الإعلامي والتعليمي والديني ومناهج التعليم هي الحاسمة في خدمة منهج الحوار واتساع القناعة بدوره.. وليس ذلك بالمستحيل فما نشاهده في الوفود السعودية التي تشارك في مناسبات خارجية من تنوع واختلاف إيجابي، دليل قاطع على أن أبناء المجتمع الواحد يملكون القدرة على استثمار هذا التنوع في خدمة وطنهم وتمثيله بشكل لائق في المحافل الدولية.. لكن هذه الصورة الرائعة لابد أن تترجم أيضاً في الداخل.. وأعتقد أن مهمة المركز ليست بالسهولة ولا ينبغي أن نقيمها في بضع سنوات فلابد للتجربة ان تأخذ مداها الزمني المناسب ... هناك أمور كثيرة لم تكن مقبولة في المجتمع وواجهت ممانعة شديدة في بداياتها لكنها استتبت في أذهان الناس لاحقاً وتبددت الشكوك حول نتائجها.. كتجربة دمج تعليم البنين والبنات

أيضاً سوء الفهم الذي صاحب توسعة المسعى تجاوزها المجتمع بعد أن شاهدوا نتائج هذا التوجه السليم.. كذلك الحوار مع أتباع الأديان والحضارات، لقي في البداية كثيراً من الممانعة، لكن حين شهد الناس نتائجه وانعكاسه على صورة الإسلام والمسلمين في الخارج، تحوّل الأمر إلى دعم ومناصره.

رؤى الزملاء

الزميل عبد الوهاب القحطاني نائب رئيس التحرير تحدث قائلاً: في تصوري أن مثل هذه الزيارات في غاية الأهمية لتبادل الأفكار وتكامل الأدوار، وفي تقديري أن المركز كان توجهه خلال السنوات الماضية نخبوياً، لكن أعتقد أن التوجه إلى فئات الشباب يظل مهماً جداً خاصة، في الوقت الحاضر وفي ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة، الأمر الذي يحتم على المركز حالياً وجوب أن يغير من سياساته في ظل هذه الظروف، وأعتقد أن المثقفين وقادة الفكر من المفكرين والكتّاب لديهم القدرة على تحمُّل المسؤولية، فنحن في المملكة العربية السعودية بحاجة إلى التركيز في خططنا لاستيعاب ودعم فئة الشباب لننطلق معهم في تدريب فعلي بدءاً من رياض الأطفال مروراً بالمراحل التعليمية المختلفة وصولاً إلى المرحلة الجامعية، فهؤلاء يمثلون النبتة الحقيقة لمستقبل الوطن.. وهؤلاء يعتمدون اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة.. لابد أن نقترب من عالمهم ونحاورهم.

وتحدث الزميل فهد العجلان نائب رئيس التحرير قائلاً: أعتقد أن حضور الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وقياداته لسماع رأينا كإعلاميين واستطلاع مواقفنا حول التجربة، يمثل تطبيقاً وممارسة فعلية لثقافة الحوار التي نتطلع أن تسود في المجتمع.. وكون هذه الخطوة تأتي من المظلة التي ترعى الحوار وتساهم في تعزيزه فهي بلادنا فهي بلاشك إشارة اطمئنان لنا.. ولكن أعتقد أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني قد أضاع بوصلته.. وحين أصل لهذا الاستنتاج الذي قد يبدو قاسياً فإني أعيدكم إلى الأسس التي قام عليها المركز والفراغ الذي جاء ليملأه من خلال دور مؤسساتي حقيقي، وأدعوكم إلى مقارنته بما يقوم به المركز من عمل الآن!.. من وجهة نظري أعتقد أن جوهر عمل المركز يتجه نحو خلق فضاء حيوي اجتماعي يساهم في تعزيز وحدة الوطن واستقراره، من خلال تحقيق السلم الاجتماعي المستند إلى الحوار والوعي بالاختلاف داخل إطار المجتمع الواحد، ولذا أعتقد أن تقييم تجربة المركز ودوره في المجتمع ومدى نجاحه في تحقيق دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار في المجتمع تستند إلى ما حققه من نتائج في هذا الاتجاه.. فالحديث حول رغبة الناس في أن يتحول المركز إلى مصلح خدماتي بين المواطنين والوزارات والجهات الحكوميه واستجابته لهم، يطرح تساؤلاً حول مدى الالتزام برؤية المركز ورسالته وأهدافه ووضوحها بالنسبة للقائمين عليه.. فلا أعتقد أن ثمة مبرراً للمركز في الاستجابة لرغبة عدد من المواطنين مهما زاد عددهم أو نقص، لكي يتحول عن مساره الحقيقي إلى مسار آخر يفترض أن مؤسسات أخرى في المجتمع تقوم به مثل الإعلام ومجلس الشورى..

وأضاف العجلان: الأمر الآخر حول التدريب، أعتقد أن العمل على نشر ثقافة الحوار وتأسيسها في المجتمع هي ما يجب أن ينصب عليه دور المركز وليس أن يتحول المركز إلى مركز تدريب للحوار.. صحيح أن تدريب 800 ألف شخص على الحوار منجز كبير، لكن تحقيقه كان ينبغي أن يكون بآليات أخرى ليس من ضمنها أن يقوم المركز بنفسه على هذا العمل، كما أعتقد أن الدور الإعلامي يجب أن يتجاوز مفهوم الرسائل الإعلامية التقليدية إلى التعرف على جذور المشكلة في المجتمع وصياغة الحلول المرحلية لها، مع الجهات المعنية والمتصلة بكل مشكلة.. فلا يمكن تقديم حلول الجرعة الواحدة في مثل هذا القضايا!

الزميل منصور عثمان مدير التحرير للشؤون المحلية تحدث قائلا: سعدنا بالشرح المستفيض حول دور المركز وأهدافه؛ فنحن شركاء لهذه الرسالة في الإعلام، وكنت أتمنى منكم توضيح العقبات التي تواجهكم في تحقيق هذه الرسالة في المجتمع، بل وتحديد مكامن الخلل وحجم التعاون معكم في معالجتها من قِبل الجهات المعنية بها.. وأولى منصات الحوار - كما تعلمون - هي الصراحة والشفافية التي ينبغي على المركز أن يؤسس لها في المجتمع. بعد سماع تعليقات ووجهات نظر أسرة تحرير الجزيرة حول دور المركز وتقييمهم لمسيرته، تحدث الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن معمر قائلاً: أشكر لكم هذا التحليل والتقييم المعمّق لدور المركز ومسيرته.. ولكن دعوني أوضح لكم أن المشكلة التي يجب أن نركز عليها اليوم والتي تؤثر في مجتمعنا، هي الصراع بين فئتين تمثلان التشدد والتحرر، والخلاف بين هاتين الرؤيتين يؤثر - وللأسف - على مجتمعنا، ويجب العمل على احتوائه والخروج منه لأنه يؤثر في الأغلبية الصامتة وهي الوسطية في مجتمعنا.

وأضاف بن معمر: لقد لامس الأستاذ خالد في كلامه شيئاً مهماً ومحورياًَ وهو تأثير الإعلام الجديد بشروره ومآسيه؛ حيث أنه أصبح وللأسف من قِبل البعض وسيلة لهدم كل عمل جميل.. يجب أن يكون هناك مراجعة صريحة من أهل الحكمة من أبناء الوطن.

الزميل القحطاني ذكر موضوع الشباب وهو جانب مهم جداً، ومن أفضل مبادراتنا ما قام به الشباب، حيث وجدنا شباباً جابوا محافظات المملكة بالسيارات، ينشرون ثقافة الحوار؛ وهذا المستوى من التفاعل هو ما يستحقه هذا الوطن الجميل والعظيم بثرائه المتنوع. أما حول ما ذكره الأستاذ العجلان فأشكره على وضوحه وصدقه، وأنا أشاركه فيما ذكر، ولكن وللأسف كنا نريد بحكم الحوار أن نتشاور مع المتحاورين، وهم من طلب مناقشة موضوع الخدمات، والحقيقة انه لو عاد الوقت ربما ستكون هناك إعادة نظر لهذا المسار.

***

المشاركون في الندوة

من مركز الحوار الوطني :

معالي الأستاذ فيصل بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني

د. فهد السلطان نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني

د. محمد الشويعر مدير إدارة الدراسات والبحوث بالمركز

د. عبدالله الصقهان مدير إدارة التدريب بالمركز

د. حاتم العرنوس مدير إدارة الحوار الخارجي بالمركز

الأستاذ فياض العنزي المسؤول الإعلامي في المركز

**

أسرة تحرير الجزيرة :

خالد المالك رئيس التحرير

عبدا لوهاب القحطاني نائب رئيس التحرير

فهد العجلان نائب رئيس التحرير

منصور عثمان الزهراني مدير التحرير للشؤون المحلية

أحمد ضيف الله الغامدي مدير التحرير للشؤون السياسية



 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة