ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 10/04/2012/2012 Issue 14439

 14439 الثلاثاء 18 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هيئة مكافحة الفساد، وهيئة الأمر بالمعروف، لا أعلم مؤسسة، أو هيئة لدينا غازلها المجتمع، واستنفرت أقلامه، وأيقظت خواطره كتلك الهيئتين، ما الرابط بينهما؟ وما السبب في ذلك؟ أترك الاستنتاج للقارئ الفطن.

- لكم جميعا أن ترجعوا إلى أرشيف الصحافة الورقية، أو الالكترونية خلال هذا العام، لتتبينوا مصداقية المقال، ومن حق القارئ المقارنة بينها وبين المؤسسات، والتعليق بما يشاء.

- ليس من الضرورة أن يكون من تناول (هيئة مكافحة الفساد) أو هام بها، راسماً أحلاما وردية عنها، بل معظم ما يساق في صورة من صور التحدي لها على منازلة الواقع، والقدرة على الصمود أمام المشكلات والعقبات، وذلك في نظري هو أجمل ما في تلك الأطروحات، وأكثرها عقلانية، فالمبالغة في التفاؤل، كالمبالغة في التشاؤم، فكلاهما لا يقبله منطق، ولا يستسيغه الواقع.

- جميلة هي تلك العبارات الواعية التي يطلقها أحيانا بعض مسؤولي الهيئة، أو المتناولين لمهامها وطبيعة عملها حينما يرون أنها ستحد من الفساد بشتى صوره وأشكاله، أوستقلل من آثاره وأخطاره، وستعمل على تعزيز قيم النزاهة وتأصيلها في النفوس، وستعمد إلى تطوير الأنظمة واللوائح، ذلك في اعتقادي هو الطرح المتوازن، أو النقد الذي يبني ولا يهدم، ويجعل المجتمع بكافة أطيافه يطمئن للمنجز، وللمشروع ويستسيغه.

- في ذات السياق تزعجك أطروحات حادة، تنطوي على عبارات غير ممكنة التطبيق. علينا أن نجتث، علينا القضاء على بؤر الفساد، علينا بزج رموزه في غياهب السجون، تعليقهم على المشانق وصلبهم، هيئة فساد تحتاج إلى مكافحة فساد، هيئة صورية، هيئة لامتصاص الاحتقان، هيئة تتمسك بالقشور، وغيرها من تعبيرات صارمة، وقاسية، تتعدى حدود اللباقة في الخطاب.

- بعض الكتاب قد يرى مثل هذه الأطروحات جرأة محمودة، وصدع بالحق، وغيرة على المجتمع، والدين، والوطن، وقد يحمل بعضها على شيء من ذلك، لكن لو تأملت في سلوك بعضهم، ونبرات حديثه، ومرامي كلماته، وحللتها تحليلا نفسيا، لوجدته يستبطن خلاف ذلك، ومع ذلك فإن هذه الأطروحات على تباينها أجزم أنها شرارات أذكت نفوس من يعمل في ذلك الجهاز، وجعلت من أفراده أشخاصا يقبلون التحدي، ويستميتون في تقديم بعض طموح هذا المجتمع.

- هيئة مكافحة الفساد مشروع ملك، كثير من المنصفين، في الداخل والخارج أجمعوا على منهجه الإصلاحي، في عصر مادي، لا يقيم للعدل والإنصاف وزنا بين الناس. عصر يؤمن صناع قراره بالطبقية بين البشر، فكان صوت الملك المصلح نشازا عند كثير منهم.

- إستراتيجية المشروع، ذات النفس الطويل، أحلام عريضة، لفئة مخلصة من أبناء هذا الوطن، شاطروا قائدهم همّ الإصلاح، وأدركوا بثاقب البصر والبصيرة أن الخير والشر، والإصلاح في الأرض، والفساد فيها وجدا منذ فجر التاريخ، وستظل هذه قوى متصارعة، ولن تستقيم الحياة بدونها.

(من وحي الأدب)

وفي السماء نجومٌ لا عداد لها

وليس يكسف إلا الشمسُ والقمرُ

فكم على الأرض من خضراء مورقةٍ

وليس يرجمُ إلا ما بهِ ثمرُ

dr_alawees@hotmail.com
 

هيئة الفساد.. في ميزان النقد
د.موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة