ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 10/04/2012/2012 Issue 14439

 14439 الثلاثاء 18 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

يا لغة القرآن.. معجزة البيان، مشعلة البنان..

يا رفيقة المحابر، ملونة البيادر..,.. أنيسة المسافر..

يا ملاذ المعاني، ناقلة الأماني..، منطقة الثواني..

يا ملهمة اليراع.., محركة الشراع، وفيرة الطباع..

يا لغتنا،

لك البارحة هناك توافدت العقول قبل القلوب...,

على رحاب متسع وعي الخلص لكِ، اجتمع من الأمة محبوك..

من لك فتحوا سراديب عقولهم، ونفضوا لأجلك لحف استرخائهم،.

من فيك وجدوا قيمة كل معنى، وأداء أي دلالة..,

وقدرة إعجاز لتنطيق أي جمود، أو غموض، أو شتات...

استوعبتِ رسالة السماء.. فكيف بالأرض، ومن يدبون عليها...؟

وهم لا حيلة لهم غير عضلة, كيفما تحركت في أفواههم، بانوا..

وقد كنتِ في أفواه أفراد أمتك ِ عزم الرفع، مدرَّ الخفض، يُسر البسط، زمام المخرج، صوتَ الإفهام، دلالة التواصل..، مركب المعاني، مجداف الدلالة..، قوس البديع...

من أنتِ، غير نوايانا التي تجهرين بها، وأفكارنا التي تستوعبين خفيها, وظاهرها، ومعارفنا التي تجدِّفين بها على إيقاع حروفك، وبأشرعة بلاغتك، وعن غزير موجك..؟

يا عربية وسِمتِ بصفة خير أمة أخرجت للناس..

يا آية إعجاز رسولها, نبيها، خاتم الناطقين بكِ آخر آية من السماء..

كنتِ، الأمينة المحفوظة.., ما عجزتِ عن الحمل.., ولا تعثرتِ في الإنجاب..

هناك، في مدينة رسول الهدى صلى الله عليه وآله الأخيار، وصحابته الأطهار,، الأمي الذي تحرك بكِ لسانه عبارة، وعبرة، جزالة، وحكمة، دلالة، ومعنى، أثرا، وتأثيرا.. بلجاء لا ركاكة، لا وهنا..

هناك في بوتقة الجهد الراكض، والعمل الفائض.. في الجامعة الإسلامية، استُقطبَ لكِ.., أولئك من الأمة العربية قاطبة الخلَّصَ لكِ، العارفين قدركِ، المنقبين في أقبية عزكِ، الباعثين رسالتكِ، الواعين بدروكِ، العاملين على وجودكِ، الواثقين في تفردكِ، الباحثين في شأنكِ.., الواعدين بنشركِ...

هناك استُفرت الهمم، إذ استُقطبت الكفاءاتُ في مجالاتكِ يا لغة العرب..

في الوقت الذي اهترأتْ الألسنةُ الناطقةُ باعوجاجها حروفك، فجاؤا هؤلاء عشاء ً, ونهارا يتراكضون..

في قلوبهم نبضكِ، وفي هممهم العزم من أجلكِ...

في مؤتمر اللغة العربية المنعقد في الجامعة الإسلامية منذ الأمس، وإلى الغد، أسمع للقلم صريره.., وللروح هسيسها، وهما يتجاذبان البوح عنها ما صمتا..، ولا غفلتُ...!!

فأبيح لهذه الحروف أن تلتقي عيونَكم..

وفق الله كل من فكر، وعمل، وأشرف، وحضر، وقدم، وتحدث، واستمع...

في هذا الجمع المبارك عن لغة القرآن.., ناصعة البيان، منطِّقة الجنان...,

كاشفة العقول، والأذهان...,

رسولة القلوب, والوجدان...

لغتنا العربية حفظها الله.

 

لما هو آت
لأجلكِ تُستفر الهممُ !
د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة