ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 12/04/2012/2012 Issue 14441

 14441 الخميس 20 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لـو قُــــدِّر لك مشاهدة تسجيل مرئي لإحدى الحفلات الاجتماعية، وكنت أحد المدعوين فيها أو الداعين لها لرأيت نفسك وكأنك أحد طاقم فيلم أو مسرحية بدون هدف!!

فمن ساعة التجهيزات وحتى ساعة التوديع مرورا بالترحيب وتبادل ابتسامات المجاملات وبرتوكولات الضيافة بتوزيع أنواع الحلويات والجلوس على طاولات الأكل وكأنك تؤدي دورا تمثيليا في مسرحية من فصول متعددة.

وحين أصف الحفلات بهذه الصورة فلأنها تحولت من فرحة وأنس ومؤانسة واجتماع دافئ سواء للداعي أو الضيف إلى التزام وهمِّ كبير للطرفين حينما ابتعدت عن البساطة والعفوية، واقتربت للتكلف والتصنع.

فالداعون يبذلون أقصى جهدهم ووقتهم بالتحضير للحفلة بالمكان والزمان، وقد يمتد الاستعداد لعدة أيام لكي تظهر الحفلة بأبهى صورة وأجمل شكل، وبعدها يستمر حديث الجميع عن إبداعاتهم وابتكاراتهم، وقد يفهمها البعض أو يفسرونها بأنها استعراض فحسب!

ولو شاهدت آخر فصول المسرحية بعد انتهاء الحفلة وانفضاض السامر؛ لرأيت حالة من التعب تصيب كافة أفراد العائلة، ويمتد الكلل لخدمهم وحشمهم وحتى أطفالهم! ومن ثم ينهونها بعبارة: (الحمد لله خلصنا)!!

وتجدهم يسقطون إعياء وينامون تعبا، ويستمر الإعياء لعدة أيام تساوي أيام الاستعدادات التي أهدرت لإقامة الحفلة! وما يزعج هو أن هذا الأمر أخذ بالاتساع كثيرا وأصبح الناس يبالغون في استعداداتهم لإقامة حفلاتهم الخاصة والعامة، وينفقون مبالغ هائلة في سبيل إرضاء الآخرين. وبرغم ذلك لا يمكنهم الوصول لمرحلة إرضاء الجميع، فالمنتقدون والجاحدون عادة يفوقون الممتنين والشاكرين.

وحتى لا تتسع فجوة المبالغات فيصعب علينا رقعها؛ يحسن بنا التوقف عن الركض في مضمار الاستعراض والجري في ميدان الإسراف بالضيافة، والإفراط بالهرولة في حلبة الاستعدادات والتمادي في كثرة المدعوين، ويجمل الاتفاق على عدم التكلف والمبالغة، وإدراك أن شر الأصدقاء من تُكلف له، وخيرهم من كفاهم مؤونته ورفع عنهم حرج ثقله، وفرح به الناس لتلبيته الدعوة بجذل لأن دافع حضوره الاشتياق، وليس المجاملة وأداء الواجب وتسجيل الحضور فحسب!!

إن الدعوة حينما تكون عبئا على الداعي والمدعوين بسبب ما يرافقها من مبالغات؛ فهي بلا شك قد تتسبب في القطيعة بين الناس، والابتعاد عن إجابتها والتردد في الحضور بدلا من افتراض وصلها لهم والتقريب بينهم والفرحة بحصولها.

وحتى لا تصبح كذلك لابد أن تكون الحفلات واقعية في شكلها، حميمية في مضمونها، بعيدة عن شكل ومضمون فصول المسرحيات التافهة التي لا تحمل هدفا، وما أن ينتهي فصل حتى يحل الفصل الآخر، وفي النهاية يسدل الستار على نجاح أداء الممثلين بدون مشاعر وتصفيق الجماهير بلا امتنان، ويخرج الجميع ليتفقوا على يوم آخر تعرض به عائلة أخرى فصول مسرحيتها، وتستعرض أناقة ملابسها واصطفاف أطباقها البراقة وابتساماتها الصفراء!!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny
 

المنشود
مسرحية العزايم والحفلات!!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة