ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 12/04/2012/2012 Issue 14441

 14441 الخميس 20 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

قرأت تقريراً عن مجموعة من الأثرياء الأمريكيين، الذين تبرعوا بمبالغ طائلة لدعم الأعمال الخيرية داخل الولايات المتحدة وخارجها، وكان لافتا تأكيدهم على أن الدعم سيكون متاحا للجميع، بغض النظر عن العرق أو الدين، ولم يستوقفني هذا الحدث، الذي يعتبر تقليدا غربيا خالصا، حيث دأب رجال المال هناك على إنشاء جمعيات خيرية تحمل أسماءهم، وتساهم في دعم المحتاجين، والمساهمة في الأبحاث العلمية، وخصوصاً في المجال الطبي، لدرجة أصبح معها الاستثناء هو وجود ثري لا يساهم في الأعمال الخيرية.

قبل ذلك بسنوات، كان الأمريكيان بيل قيتس ووارين بوفيت قد تنافسا على التبرع للأعمال الخيرية، لدرجة أنهما أنفقا معظم ثروتيهما في هذا السبيل، وقد أصبح ذلك الحدث -ولا يزال- مجالاً خصباً لوسائل الإعلام العالمية حول العالم، إذ ليس من السهل أن تتبرع بجزء يسير مما تملك، ناهيك عن أن تنفق معظمه، والغريب أن السيدين بافيت وقيت متواضعان في أسلوب معيشتهما، خصوصا الأول، والذي لا يزال يسكن في منزله القديم في مدينة أوماها بولاية نبراسكا، والذي اشتراه قبل أكثر من خمسين عاما!، ويقود سيارة عادية، ويكرر لبس البدلات القديمة المصنوعة في الصين، وعندما سئل عن تركه مبلغا قليلا لورثته قال «أريدهم أن يشعروا بحاجتهم للعمل!»، وكذا فعل السيد قيتس، والذي بلغت تبرعاته حتى الآن أكثر من 29 مليار دولار، ذهب معظمها لمكافحة الإيدز والأمراض المستعصية حول العالم، ودعم الشباب لمواصلة تعليمهم الجامعي والعالي، خصوصا الفقراء وأبناء الأقليات.

عندما أقرأ هذه الأخبار، أتذكر على الفور شريحة من أثريائنا، والذين لم يكتفوا بقلب ظهر المجن لوطنهم من خلال عدم المساهمة في أعمال الخير، بل إنهم لا يتوانون عن استفزاز الناس من خلال بعض التصرفات التي تعكس بعضا من كوامن نفوسهم، إذ تجدهم ينفقون المبالغ الطائلة على سبيل التفاخر، ويحرصون على نشر ذلك على الملأ، في الوقت الذي يتقاعسون فيه عن المساهمة في مشروع خيري، أو مساعدة فقير، والغريب أنهم لا يكتفون بهذا، بل أن بعضهم يزاحم الفقراء على سرير المستشفى الحكومي، وعلى المقعد الجامعي، وعلى الوظيفة، وقد سمعنا من قصصهم عجبا مما يصعب تصديقه، وفي تقديري أن أفضل الحلول للتعامل مع مثل هؤلاء هو سن القوانين التي تجبرهم على المساهمة في التنمية إن لزم الأمر.

وختاما، نقول لهؤلاء الأثرياء « لا تساهموا في الأعمال الخيرية، ولكن نرجوكم توقفوا عن استفزازنا فقد بلغ السيل الزبى».

فاصلة:

«لست ثرياً ما لم تحصل على أشياء لا تستطيع شراءها بالمال وحده»... قارث بروكس

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
أثرياء.. ولكن!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة