ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 13/04/2012/2012 Issue 14442

 14442 الجمعة 21 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لم تكن اللغة العربية بحاجة لاثنين وسبعين حرفا كحروف الهيراغانا المستخدمة في بناء اللغة اليابانية ، ولا إلى اثنين وسبعين حرفا كحروف الكاتا كانا التي يستخدمها اليابانيون في كتابة الكلمات ذات الأصل الأجنبي، وإلى آلاف الكلمات التي تتطلب كل كلمة منها إلى قواعد فهم خاصة كما في اللغة الصينية، فبثمانية وعشرين حرفا حلقت اللغة العربية بعيدا عن غيرها وزادت رفعة بقدسيتها التي شرفها الله بها من بين كل اللغات الحية والميتة، فهي لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة، وغدا هاجس وحلم كل مسلم تعلمها وإتقنها حرصا على قراءة القران بلسان عربي مبين وفهم النصوص والتفاسير والأحاديث الشريفة، وإدراك الطمأنينة والسكينة في العبادات، حفظها الله بحفظ القرآن ولعل أكثر ما ميز لغتنا الخالدة غزارة مفرداتها وكثرة مترادفاتها وتفوقها على غيرها، فحين يحوي معجم لسان العرب لابن منظور من القرن الثالث عشر الميلادي أكثر من 80 الف كلمة نجد أن قاموس صموئيل جونسون في اللغة الإنجليزية من القرن الثامن عشر الميلادي يحتوي على 42 ألف كلمة ما يؤكد ثراء اللغة العربية وبما أدى إلى ازدهار ميادين النثر والشعر والقصة والرواية.

روعة لغة الضاد وتميزها ووفائها بكل المتطلبات التي تغنينا عما عداها من لغات هل حفزتنا للبر بها، والوفاء لها وحمايتها من التشويه والخربشة وإدخال مصطلحات غريبة ومفردات أجنبية عليها تسهل لأعدائها مخططاتهم بالقضاء عليها؟

واقع الحال يحكي جواب السؤال فالتكسير الذي يمارسه الأجانب في لغتنا يقابل بإطلاق الضحكات الهستيرية من جهة، وبالقبول والتلذذ من جهة أخرى حتى أن الخدم والسائقين في المنازل علموا أطفالنا ودربوهم على فنون تكسير لغتهم، وفي مطاعم الوجبات السريعة والأسواق المغلقة والفنادق والمستشفيات تحول التعامل إلى اللغة الإنجليزية، فلا يرد عليك موظف إذا خاطبته بالعربية فيضطرك للاستعانة بمن يمد لك لسان المعونة ولو ببعض الكلمات الإنجليزية التي تسعفك وتقضي مصالحك، وعلى طرف آخر تزاحم لهجات الشارع العامية اللغة الفصحى حتى تحولت كلمات ومفردات عربية إلى طلاسم لاتفهمها الأجيال الحالية وكأنها قد نقلت من لغات أخرى.

وسط محاولات أضعاف اللغة برزت جهود لحمايتها وصيانتها والحفاظ عليها بوصفها ركنا قويا من أركان الهوية، ومن هذه الجهود المؤتمر الدولي الأول بعنوان اللغة العربية ومواكبة العصر والذي نظمته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وبإشراف مباشر من معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن على العقلا، والذي حول جزءا غير يسير من العمل الجامعي لخدمة المجتمع وحل مشكلاته وطرح قضاياه على طاولة البحث.

تناول المؤتمر خمسة محاور رئيسية هي دور أقسام اللغة العربية في الجامعات في النهوض بالعربية وآدابها، واللهجات والتأصيل اللغوي، واللغة العربية ووسائل التقنية والاتصال الحديثة، ودور الآثار الأدبية المعاصرة، وهموم اللغة العربية في عصر العولمة.

علي مدى يومين هي عمر المؤتمر الذي حظي بحضور حاشد سالت أحبار، ونثرت كلمات، وطرحت رؤى وأثيرت أسئلة وتعليقات مثرية وجديرة وتليت توصيات نتمنى أن تتبناها الجامعة لتحول هذا الجهد الجبار إلى عمل جاد يعزز مكانة لغتنا الجميلة.

shlash2010@hotmail.com
تويتر abdulrahman_15
 

مسارات
العربية لغة عالمية
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة