ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 13/04/2012/2012 Issue 14442

 14442 الجمعة 21 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لن أنسى ما حييت معالي د. محمد العقلا مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وهو واقف قرب الروضة الشريفة عند الواحدة ليلاً وبعد اليوم الأول من محاضرات المؤتمر الأول للغة العربية الذي نظّمته الجامعة الإسلامية بحضور ما يزيد عن أربعمائة مدعو من المملكة وخارجها من النساء والرجال، والباحثين والأكاديميين والمفكرين والإعلاميين وأساتذة اللغة العربية الذين اجتمعوا يتعاكظون في شأن اللغة الهوية والتي تواجه تحديات العصر التي لم تفتأ تقاوم تحدياتها منذ العصر العباسي والأموي حتى اللحظة، مع اختلاف هذه التحديات اليوم من عولمة تحاول طمس الهوية إلى تحديات التقنية ووسائل الاتصال الحديثة والتعليم الإلكتروني وغزو العامية والغث مما تبثه الفضائيات مما يظهر قصور الآلية الإعلامية في استخدام اللغة العربية من قبل الإعلاميين في الوسائل المختلفة المرئية والسمعية والمقروءة مما عبرت بعض الأوراق المقدمة عن مظاهر أزمة اللغة العربية في الخطاب الإعلامي المعاصر وواقعها في الفضائيات الموجهة للطفل وشوق الكثيرين لتجربة تماثل المسلسل التعليمي الترفيهي العظيم «افتح يا سمسم» الذي انتجه اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي وكان تجربة فريدة ارتقت بلغة الطفل الفصحى.

«العربيزي» هو المصطلح الذي تداولته د. وسمية بنت عبد المحسن المنصور في ورقتها المميزة حول استخدام الشباب للرموز الإنجليزية بدلاً من الحروف العربية في الفضاء الإلكتروني وهذا من أبرز الوسائل التي أدت إلى ضعف اللغة لدى الشباب الذين يتباهون باللغة الإنجليزية غير واعين بتراثهم اللغوي.

من تفاصيل الرحلة إلى المدينة تلك الندوة التلفزيونية على القناة الثقافية التي تألق فرسانها المشاركون بها سواء من حضر في الأستديو أو من المشاركات من النساء في التقارير المسجلة، حيث لخصت محاور الملتقى واختلفنا والتقينا في الآراء بما لا يفسد ودّنا وبما يظهر الحمية للغة التي حفظها قرآننا الكريم.

في مدينة رسول الله حيث استقبله أهلها بالأناشيد والترحاب، كأنّ بك تؤنسك وداعة المكان وقداسة الآثار وهدوء النفس فتمنحك الأمن والسكينة وسموّ الروح، هناك لن أنس أبداً ملامح شيخنا الجليل د. العقلا واقفاً إلى جانب أحد الأفاضل الشيوخ مصراً على زيارتنا للروضة الشريفة لتكون زيارة قدسية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث زيارة النبيّ في لحظات اكتست فيها الأجواء بالغيم ورماد نجوم ذابت في السماء، وفي مؤتمر كبير من شأنه الحفاظ على لغتنا في مواجهة تحديات العصر.

الجامعة الإسلامية التي لا تغيب شمسها ربما لهذا لم أظفر بساعة واحدة من النوم خلال اليوم الذي قضيته في رحابها بين محاضرة فكرية وندوة تلفزيونية وزيارة قدسية لذا أسوق عبارات الشكر والامتنان لكل من أشعل شمعة لتنير علامة مضيئة تسهم في إنجاح هذا المؤتمر الكبير، والتحايا للعالم الإنسان د. محمد العقلا الذي يتعدى فكره الإدارة إلى أبعد منها لتكون رسالة ترتقي بالحياة والإنسان والوطن.

البحر موعدنا إلى الأبدي

والبحر مرآة تراقصها النجوم إذا تناثر ضوؤها

والبحر مقصلة الغياب

وانتظار العائدين إلى المرافئ والمواني

البحر قلبك يا حبيبي

في الغياب وفي الإياب.

mysoonabubaker@yahoo.com
 

الأشرعة
العربية والجامعة التي لا تغيب شمسها
ميسون أبو بكر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة