ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 13/04/2012/2012 Issue 14442

 14442 الجمعة 21 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

للخلاص من الضغينة القابعة في النفس، لابد من إطفاء جمرات التغابن، وكتم آخر صيحات البغض والتناحر والتباعد، حتى تصير الأرواح خاضعة للسلام، إن في دواخل الأرواح نسيج مختلف ومتباين بلهاثه وقناعاته ورؤاه، إن الفرار نحو الزيف والعداوة والضغينة يبقي هذه الأرواح خارج النسيج الإنساني بكل أبعادة وزواياه وأركانه وممراته..

..بل يرصعها بالهزيمة ويوهمها بالخذلان ويلبسها رداء النكوص والتراجع، إن داء الزيف اللعين، والتشاحن البغيض، والكذب العميق، وتزوير الحقائق، وتصنف الأجناس، بخبث وإصرار وعنوة، سوف تخبئ هذه النفوس طويلاً وراء ستار النكوص والخذلان والألم، وستعمل على نقص في كيميائيات الروح والجسد، وتزيد القلق، وستحطم النشاط والإبداع والمغامرة، أن النفوس المزروعة بالضجر والأزمات والبغض لديها حافز قوي للخفوت والخمول والموت البطيء، ليس لديها دأب ولا مواصلة نجاح ولا نشاط ولا حبور، ولا عندها تطور في الحواس والمدارك والسمع والرؤية، أنها تفكر وتخطط وتعمل لصناعة حياة غير جدية ولا عاقلة وبها كرب وغم، أن هذه النفوس موسومة بالقلق ومنغصات العيش وكدر الحياة، وهي غير قادرة على عبور الحواجز إلى الحقول المفتوحة والحياة الأجمل والأحلى والأفضل، ولا كيفية رسم علاقات حالمة مع عصافير الفجر وبساتين الفرح، وغير قادرة على قطع المسافات الصعبة نحو جماليات الكون وابتكارات الحياة، إن هذه النوعية من النفوس المهزومة لا تعطي نسقاً حياً وساخناً للنشاط الإنساني وجعل الحياة أكثر حياة، وليس لها رغبة في جعل اللامرئي مرئياً، أو المشتهى مشتهياً، أو إيقاظ السادر في غيه ودفعه نحو البياض، إن هذه النفوس لديها اضطراب بصر، وفقد استقامة، وعلامات سقوط، نفوس ليست ماهرة، ولا عالية، ولا نقية، الحياة في نظرها مرتهنة بشظايا الكلام السقيم والعداوات والدسائس وشحذ النفوس نحو الخراب والتفرق، نفوس ليست هانئة ولا فاتنة وليس بها بهاء، نفوس قاصرة ترضخ لهواجس التعاسة، وخطأ التصويب، وشرب العداوات في صحة إبليس، نفوس تمارس الحياة بصورة الفناء، وفق حسابات خاسرة، أنها فصائل وأفواج تحصيل حاصل تدفعها الخديعة وهواجس النص وخيبة الرواية وهزال النشيد، بعيداً عن البهجة ورذاذ المطر ومنظر (الفيضة) الخضراء والقبرة والعشب والفجر الوليد، هذه النفوس في مجملها مسيرة بخدر الحوار والرواية والتعايش السقيم، تهتف في حناجرها أناشيد البغض والزيف والعداوة الفارغة، ليس في أرواحها حب، ولا صفح، ولا سلام، نفوس هائمة في محيط الدجل، وتخوم البهتان، وسهول الفتنة، تخفي في معاطفها البرد الذي يشبه البنادق المصوبة نحو الرأس والقلب، أنها تماماً مثل خردة الحديد الذي يعلوه الصدأ.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

كي لا تشرب العداوات في صحة إبليس!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة