خذ في يدك حفنة من رمل هذه الأرض واحثو بها وجه الخوف

أشعل أطراف هذا الحقل واملأه ضياءً وسنا

أوقد لليل مواقد من نور ومن نار

فحين تكون في حضرة الحب لا تتلعثم بالكلام

بل مد له يدك وبادله السلام

فالحب يا صاحبي ماكر وخداع... وأيضاً ذكي ولماح

فما أن يراك مرتبكاً مهزوزاً أمامه... حتى يسطو بك ويجعل نهارك ليلاً وليلك نهاراً

فلا تمنحه تلك الفرصة

وقد يتوه بك في ضجيج الزحام

الحب أناني جداً فهو يريدك أن تعطي... دون أن يكترث لاحتياجاتك، ولا يشغل تفكيره بك ولا باحتياجاتك

فلا تنتظر منه العطاء أو رد الجميل

لا تأتيه متوسلاً ولا خانعاً... بل واجهه بصرامة واشعره أنك أنت الأقوى... حتى إن كنت أضعف من فراشة... وأرق من ياسمينة

حين يواعدك... لا تنظر إلى ساعتك لتعد الدقائق والثواني... وتأكد أنك مهما تأخرت عليه ستجده هناك... ولكن ليس لأجل موعدك

بل ليجمع بعض الورود... وبعضاً من الزجاج المكسور

لا تتعطر بعطرك الأثير حين الذهاب إليه... كل ما عليك أن تغسل يديك حتى لا يعلق بها شيء من شوكه

وإن التقيته في موعدك... قل له... يا حب أعطني دوائي ثم انصرف في الحال

فهو إن استبد بك... سيرهقك كثيراً... وسيجعلك تدمن زيارته... لأجل جرعة الدواء

فاحترس منه.

“البستاني”