ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 14/04/2012/2012 Issue 14443

 14443 السبت 22 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

حوار وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله مع داود الشريان على محطة (إم بي سي) مساء يوم الثلاثاء الماضي حوار نوعي بالنسبة للأمير فيصل الذي وعدنا بالمئوية الأولى والألفية الثانية ثم بالعشرة آلاف يوم التي تزيد عن ربع قرن لأن الإستراتيجيات والدراسات التي عمل عليها قالت له ذلك, ومع إعلامي متمرس مثل داود الشريان يعرف متى يتنمر ومتى يداهن ومتى يلذع ويجرد الضيف من أسلحته. الحوار في المقاييس الإعلامية كان ناجحاً جداً، وفي طموح المعلمين وتطلعاتهم لم يحقق الحوار الأهداف المطلوبة..

إطلالة الأمير فيصل قبل 3 سنوات حين كان في بداية عهده بالوزارة في حديث المئوية لم يكن مقنعاً لمشاهديه لكنه اليوم أكثر إقناعاً واستيعاباً لمشكلات الوزارة والمعلم والطالب, ولكن بعد ماذا؟! لن أقول خراب مالطا أو حريق روما، فلم يصل إلى هذه المرحلة، لكن سمو الأمير أضاع ثلاث سنوات ذهبية كان يتلمس الطريق ويبحث عن القوي الأمين, كانت تلك السنوات هي الأجمل والأثمن في عمر الوزارة لتعود الوزارة إلى المربع الأول أو إلى الصفر لأن هناك حقائق يعرفها الوزير هي أنه -أي الوزير- سلَّم أمر الوزارة برمته إلى عناصر لم توفق في إدارة العمل بل ورَّطته وأدخلت وزارة المالية بالتزامات مالية وكلَّفت ميزانية الدولة بنوداً مالية لا حصر لها..

كان بإمكان الأمير فيصل من البداية تولي زمام الوزارة واختيار فريق العمل الناجح الذي يستطيع أن ينقل التعليم من الأنماط التقليدية إلى اقتصاد المعرفة والاستثمار في التعليم.. كان حضور الأمير فيصل في الحوار عالياً واستيعابه لمشكلة الوزارة كان واضحاً ورؤيته سليمة، أما المعالجات والحلول فلم تكن بتلك الصورة التي تمناها منسوبو التعليم..

كان الأجمل في لقاء داود ووزير التربية والتعليم تلك الصورة المملوءة بالشد الدرامي؛ فالأمير فيصل يحلق بطموحه وأحلامه وتوجهاته حين كان يشير إلى ما حققه في مجموعة الأغر التي عملت على بناء عدة إستراتيجيات للتعليم والتطوير، كما ذكر سموه, ويحلق بالفضاء والأفق البعيد وهو يتحدث عن الحلم, وبين واقعية داود وسعيه إلى جعل الوزير يبقى على أرض الواقع ويرد على أسئلة واستفسارات المعلمين: تحسين الأوضاع والدرجة المستحقة والفروقات المالية وطي مشكلات بند 105.. داود الشريان يحاور بالواقع الحالي ومطالب المعلمين والأمير فيصل يريد أن يوضح توجهاته والحلم الكبير والإستراتجيات التي تبني دوائر داخل دوائر وتفضي إلى آفاق واسعة من تطوير التعليم والمدن الصناعية والمدن الاقتصادية ومدن المعرفة، وهنا الفارق ما بين النظرية والتطبيق, لكن ما الذي يجدي إذا كانت لنا أحلام كبيرة وهذا حق كل شعب وأمة أن تكون أحلامه عظيمة في حين لا يكون لأكثر من 200 ألف معلم الرضا الوظيفي والاستقرار النفسي وشعورهم أنهم أعطوا ما يستحقونه من حقوق.

الأمر الآخر يا سمو الأمير.. فريق عملك الذي يقود الوزارة الآن عطَّل مشاريع تعليمية كانت ستقفز بالوزارة مسافات، وبعد 3 سنوات عاد فريق عملك لنبش أعمال الوزراء السابقين لصياغتها بألوانهم وأصباغهم ويدَّعون أنها من أفكارهم ومن إنتاجهم.

سمو الأمير فيصل.. ما يحدث في الوزارة هو أنك تقود المركب لوحدك, وأن في الوزارة قيادة ظل، وأن النواب لا يدرون هل هم يسيرون على البحر أو اليابسة, وأن الوكلاء مقيدون من مديري العموم, وأن الوزارة كالمنبت الذي لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، فلا الوزارة حققت إستراتيجيات مجموعة الأغر ولا هي أُعطيت للتربويين الحقيقيين يديرونها.

 

مدائن
الوزير الذي اكتشف وزارته (1)
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة