ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 14/04/2012/2012 Issue 14443

 14443 السبت 22 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

توقفت طويلاً عند ردود الفعل على القرار الفرنسي بمنع وترحيل بعض الدعاة المسلمين، فقد كان واضحا أن البعض يعتقد أن «الحرية» التي تتحدث عنها القوانين الغربية هي حرية منفلتة، تتيح لك أن تقول ما تشاء، وأن تفعل ما تريد، وهذا ما لاحظته من معظم التعليقات التي قرأتها في وسائل الإعلام، وهذا فهم قاصر بالتأكيد.

بداية، علينا أن نعترف بأن كثيراً من المسلمين حصلوا على حقوقهم كاملة غير منقوصة في تلك البلدان الغربية، ومن ذلك السماح لهم بالإقامة، ومنحهم المساعدات من أموال دافعي الضرائب ليتسنى لهم السكن والعلاج، والأهم هو السماح لهم ببناء المساجد، وممارسة شعائرهم الدينية دون مضايقة من أحد، ويعترف كثير منهم بأنهم هربوا من بلدانهم الإسلامية لعدم استطاعتهم القيام بما تسمح لهم البلدان الغربية بالقيام به!، وهذه حقيقة يعرفها كل منصف.

القرار الفرنسي لم يكن ضد المسلمين، فهم جزء من النسيج الاجتماعي لتلك البلدان، ولكنه كان قراراً ضد مخالفات قانونية قام بها أولئك الدعاة، فعندما يدعو أحدهم إلى الفصل بين الرجال والنساء، فإنه بهذا يخالف قانوناً صريحاً وواضحاً في فرنسا، وبالتالي فإنه لم يعاقب لكونه إنساناً مسلماً، وإنما لارتكابه مخالفة يعاقب عليها القانون، ومثله الذي يدعو إلى جهاد الكفار، فهذه دعوة صريحة للعنف يعاقب عليها القانون أيضا، بغض النظر عن ديانة قائلها، ومع ذلك فلا يزال هناك من يجادل بالقول: إن الغرب يدعي الحرية، فلماذا يعاقب هؤلاء الدعاة، دون إدراك منهم بأنه لا يوجد حرية مطلقة في أي دولة من دول العالم التي نعرفها.

حسنا، ما هو شعورك لو كنت مواطناً فرنسياً، ورأيت شخصاً استضافه بلدك، ومنحه المساعدات وعالجه مع أسرته، ثم سمعت ذلك الشخص يتحدث عن دينك بسوء، وأرجو أن تكون عزيزي القارئ حياديا في حكمك. الآن، اعكس الصورة، وتخيل أن مواطنا غربيا استضافته إحدى الدول الإسلامية، ومنحته سكنا وعلاجا ومخصصات مالية، ثم خرج إلى مكان عام، وأخذ يشتم الإسلام والمسلمين، ويدعو إلى حربهم، فما هو المتوقع من مواطني تلك الدولة أن يفعلوا ؟، وهل سيلومون بلدهم لو أصدر قرارا بترحيل ذلك المواطن الغربي، ومنعه من دخول البلاد مستقبلاً؟.

وختاما، علينا أن نكون منطقيين في أحكامنا، فالدول الغربية التي أصدرت أحكاما ضد مسلمين متشددين، هي ذاتها التي تساعد المسلمين، وتسمح لهم ببناء المساجد، وممارسة شعائرهم دون مضايقة، طالما لم يخالفوا القوانين التي يخضع لها الجميع.

فاصلة:

« الذي يريد أن يعيش بسلام، لا يتحدث عن كل ما يعرف أو يرى».. بنجامين فرانكلين

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2
 

بعد آخر
دفاعاً عن فرنسا!
د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة