ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Sunday 15/04/2012/2012 Issue 14444

 14444 الأحد 23 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

أعلنت منطقة الباحة أنها منطقة صديقة للمعوقين، وهناك مدن أخرى أعلنت أو ستعلن هذا الوصف على ذاتها قريباً. تعريف المدن الصديقة لأصحاب الإعاقات غامض وغير واضح، وأخشى أن يكون مجرد فقاعة إعلامية مثل العديد من الشعارات التي نطلقها دون مضمون حقيقي لها.

وبعيداً عن أي تعريف منمَّق - من وجهة نظري - فإن المدينة التي تستحق هذا اللقب يجب أن تكون مهيأة لتنقل أصحاب الإعاقات ووصولهم للمكان الذي يريدونه بيُسر وسهولة قدر الإمكان، يجب أن تكون شوارعها وأسواقها ومواقفها ومدارسها وجامعاتها وفنادقها وجميع مؤسساتها مهيأة لأصحاب الإعاقات. المدينة الصديقة للمعاقين يجب أن تكون مريحة لأصحاب الإعاقات للعيش فيها، ويوجد فيها مراكز ترفيه وفرص عمل ودراسة مناسبة لأصحاب الإعاقات، بأنواعها الجسدية والسمعية والبصرية والفكرية كافة. هل يوجد مدينة سعودية وفق هذا المفهوم تستحق لقب صديقة أصحاب الإعاقات؟

الإجابة للأسف: لا توجد مدينة سعودية صديقة للمعاقين بهذا المفهوم؛ فوسائل النقل ومراكز الترفيه والمساكن والفنادق والأسواق وغالبية المؤسسات الحكومية والخاصة غير مهيأة لأصحاب الإعاقات.

أصحاب الإعاقات مثلهم مثل أي مواطن أو مقيم، لهم ما لهم من الحقوق، وليس المطلوب عزلهم في بيئات منعزلة، بل تحقيق احتياجاتهم وتهيئة البيئات المناسبة لعيشهم وتعلمهم وعملهم، مثلهم مثل غيرهم من الأسوياء ومع أفراد المجتمع كافة.

من هذا المنظور أعتقد أن أصحاب الإعاقات لم يحصلوا على حقوقهم الكافية بعد.

بعض أمانات المدن والجامعات وهيئة السياحة ووزارة النقل وقَّعت اتفاقيات، ودعمت مالياً جهات بحثية منذ سنوات عدة، مثل مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة لدراسة وضع أصحاب الإعاقات، بخاصة في مجال سهولة الوصول والتنقل، لكنها لم تطبّق أو تستفد من تلك الدراسات، ولم يستطع مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة تحويل أبحاثه ومبادراته المتنوعة إلى واقع عملي وتطبيقي ميداني، كما لم يستطع أو لم يتجرأ بإعلان الأسباب والمتسببين لعدم تطبيق المبادرات والدراسات المتعلقة بخدمة أصحاب الإعاقات. أقترح على المركز أن يسأل أصحاب الإعاقات عن ماذا يحتاجون وكيف استفادوا من المبادرات التي نسمعها كل يوم في الإعلام عن الإعاقة.

أنا لست ضد المبادرات التحفيزية والتشجيعية في مجال خدمة أصحاب الإعاقات، لكنني أخشى أننا أصبحنا نراوح مكاننا في هذا الشأن بسبب انتقالنا من مبادرة تحفيزية إلى أخرى دون فعل حقيقي على أرض الميدان، باستثناء الجهد المميز الذي تبذله جمعية الأطفال المعوقين بتقديم خدمات ملموسة وبارزة في غالبية مناطق المملكة، بل إنني أنقل ملخص كلام أصحاب الإعاقات، وهم المعنيون بهذا الشأن، حيث أجابني من سألته منهم بأنه لم يعد لديهم الحماس والرغبة والأمل في مثل هذه المبادرات، وأصبح حال لسانهم يقول «هيه.. هين كله كلام». هم يريدون خدمات وتسهيلات ملموسة وليس شعارات نظرية.

أكرر توجسي من مصطلح المدن الصديقة للمعاقين وخشيتي من كونه مجرد مصطلح دعائي براق مثل تلك البرامج البراقة التي وُقّعت اتفاقياتها وإعلانها في احتفاليات ضخمة، لم نجن منها فعلاً حقيقياً وملموساً لخدمة أصحاب الإعاقات. أخشى أن البعض تتحول لديه قضية الإعاقة إلى وسيلة دعاية إعلامية يمتطيها لتخدمه بدلاً من أن يخدمها.

malkhazim@hotmail.com
 

نقطة ضوء
المدن صديقة أصحاب الإعاقة: شعار براق جديد
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة