ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 16/04/2012/2012 Issue 14445

 14445 الأثنين 24 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

الرفض الاجتماعي للجديد هو، بالطبع، من الأمور الشائعة في المجتمعات المحافظة. ومن المؤسف أن الرفض الاجتماعي يتم بشكل تلقائي ودون تفكير، أو بالاحتكام إلى قيم وعادات وتقاليد مصادمة للتطور .

معظم الاختراقات العظيمة والنقلات التي حققتها الإنسانية في مسيرتها الطويلة كانت تواجَه في البداية بالرفض الاجتماعي.. ولكن بمرور الزمن يتم قبولها تدريجياً، ثم تصبح من ضرورات الحياة التي لا تقبل الجدل..!

عندما تم إدخال أساليب التطبيب الجديدة في أوروبا في قرون سابقة ثارت فئات اجتماعية كثيرة ضد الأساليب الجديدة في الطب والعلاج وقادت مقاومة شعبية لإحباط هذه الأساليب بوصفها شعوذات وأحياناً بوصفها اعتراض على المشيئة الإلهية. واليوم لا يمكن تصور الحياة في غياب العقاقير الطبية والعمليات الجراحية وكل ما حمله الطب عبر تراكمات تاريخية طويلة من الاكتشافات والاختراعات التي خففت معاناة البشر وأسهمت في القضاء على الكثير من الأمراض الأوبئة الفتاكة.

وبالعودة إلى تاريخنا القريب نتذكر أن الكثير من المخترعات الحديثة، فضلاً عن أساليب العيش الجديدة، قد تم رفضها في مجتمعنا.. ثم أصبحت مقبولة بل إننا لا نتصور كيف تكون حياتنا في غيابها مثل السيارة والتلفون.. وغيرها.

وفي كتاب الشيخ حمد الجاسر رحمه الله «من سوانح الذكريات» توثيق لمرحلة مهمة من تاريخ بلادنا عندما كانت في بداية الانفتاح على العالم.. فقد كان الرفض كبيراً لإدخال بعض المواد العلمية الأساسية في المناهج الدراسية مثل الرياضيات والجغرافيا.. وما واجهته النخب المستنيرة في ذلك الوقت من عنت في إقناع الآخرين بأهمية هذه المواد!

لم يعد أحدٌ يناقش اليوم أهمية الرياضيات أو الجغرافيا أو غيرهما من المواد الدراسية التي لم تكن معروفة سابقاً في أنظمتنا التعليمية البسيطة.. لكننا خسرنا سنوات طويلة من تاريخ البلد حتى يقتنع المعارضون، وهذه خسارة فادحة.. فدولة مثل كوريا أو ماليزيا استطاعت أن تحقق إنجازات كبرى خلال نفس الفترة.. واليوم نحاول أن نتعلم من هذه الدول كيف نقفز إلى صفوف الدول المتقدمة. وقد استمتعت مؤخراً، أثناء احتفالات جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بمرور خمسين عاماً على إنشائها، بالاستماع إلى محاضرة الدكتور «نام سو» رئيس المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية وهو يشرح للحضور جوانب من النهضة في مجال التعليم العالي وقطاع البحوث والدراسات في كوريا. لقد استطاعت كوريا أن تختصر الزمن عندما قبلت التغيير إلى الأحسن..!

نحن أيضا تغيرنا كثيراً إلى الأحسن بحمد الله.. لكننا لازلنا نقدم رجلاً ونؤخر أخرى أمام بعض الخيارات المحسومة تاريخياً من خلال تجارب البشر الآخرين.. وسوف نقبل بها لاحقاً بعد أن نكون قد أهدرنا الوقت في الممانعة والتردد.. وهذا محزن!

alhumaid3@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض
 

على وجه التحديد
نحن وتجارب الآخرين
عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة