ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 17/04/2012/2012 Issue 14446

 14446 الثلاثاء 25 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في مقال الأحد الماضي، ونتيجة لخطأ (تقني) نشر جزء مقتضب من مقال عن زيارة الرئيس الإيراني لجزيرة أبوموسى الإماراتية، والاستخدام السياسي للقاء نجاد مع سكان جزيرة سيطرت عليها إيران منذ انسحاب بريطانيا منها في العام 1971م. والتي ظلت الإمارات العربية المتحدة، تؤكد سيادتها عليها -إلى جنب جزيرتي طنب الكبرى والصغرى- وتدعو إلى حل عبر المفاوضات أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

أشرت إلى أن زيارة نجاد تقترب من ناحية الاستخدام السياسي الفظ. واستعراض للقوة، لزيارة شارون للمسجد الأقصى بهدف تسلم قيادة الليكود والمسك بزمام رئاسة مجلس الوزراء، تلك الزيارة التي أدت إلى إطلاق ما عرف لاحقاً بالانتفاضة الثانية.

والمعلن أن نجاد والجمهورية يواجهان أزمات داخلية وخارجية حادة ومعلنة.

وهو ما كشف عنه الرئيس الإيراني نفسه متحدثًا من الجزيرة، بقوله “إننا بحاجة إلى الصبر والصمود، وكما أثبت الشعب الإيراني حتى الآن فإنه سيواجه كذلك المشكلات”.

الإمارات استدعت سفيرها لدى إيران، ودانت الزيارة، وقالت: إنها تكشف “زيف الادعاءات الإيرانية” حول إقامة علاقات جيدة مع الإمارات والجوار.

وهو زيف لا يحتاج إلى إثبات، مع تصريحات نجاد العرقية من اجل تحويل المواجهة السياسية وتصدير الأزمات الداخلية، إلى مواجهات إقليمية عرقية من جهة، ومذهبية من جهة أخرى، في الوقت الذي يعاني تدنياً واضحاً في الشعبية.

نجاد أعلن بتسطيح وتحدٍ: “إن الدول التي تحاول حالياً مصادرة اسم الخليج الفارسي لا تمتلك مطلقاً ثقافة وحضارة كي تريد أن تقف في مواجهة إيران، وفي السابق لم يكن لديهم شيء بحيث يزعمون مثل هذا الادعاء في الوقت الحاضر، إن أولئك الذين يسمون الخليج الفارسي باسم آخر، يجب عليهم أولاً مراجعة عقولهم والنظر إلى خريطة إيران ليدركوا مع أي دولة كبيرة ومقتدرة يتكلمون”.

ثم تحول للكشف عن أزمة إيران الاقتصادية في ظل العقوبات الدولية ومحاولة تصديرها: “إن بعض هذه الدول تضع عوائدها النفطية تحت تصرف المستكبرين لاستخدامها ضد دول أخرى، حيث يتعين على هؤلاء الأشخاص أن ينتبهوا أن تاريخ استهلاكهم قد انقضى وسيأتي يوم ما لاستخدام أموال النفط ضدهم”.

إنها مواجهة متعمدة اختار لها الإيراني الزمان والمكان بقصد، لإرسال رسائل سياسية للداخل، ثم للخارج، مع تهديد واضح بالمواجهة في ظل ضغط العقوبات الاقتصادية وجدية المواجهة الدولية لبرنامجه النووي الهادف لكسب النفوذ والسيطرة على المنطقة.

كما يسعى لتشتيت انتباه الداخل عن الوضع المعيشي الخانق، وفي مواجهة النقد الحاد الذي يتعرض له من الجميع تقريباً، بما في ذلك تيار المحافظين.

أيضا لا يمكن تجاهل قصة نظام الأسد والدعم الإيراني، وأعتقد نجاد أن زيارة مثل هذه قد تأخذ بعض الاهتمام الإعلامي، وترسل رسالة من أقرب نقطة من دول الخليج، وإشاراته إلى النفوذ في مياه الخليج بشكل متكرر جانب لا يمكن تجاهله.

السؤال الآن، هل تكون زيارة نجاد الاستفزازية للعرب -والخليج- نقطة تحول للدبلوماسية الإماراتية-الخليجية التي اعتادت الحكمة والصبر والآمال لحل أزمة الجزر، والبدء في بحث الخيارات الدولية لاستعادة جزر محتلة؟!.

 

زيارة نجاد.. وجزر الخليج المحتلة!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة