ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 18/04/2012/2012 Issue 14447

 14447 الاربعاء 26 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لاشك أن التعامــل مع أمرخارج نطاق الإرادة، هو ما يحدد ضرره من نفعه، على سبيل المثال فالغيرة شعورطبيعي يعصف بالجميع، يحول أحدهم إلى مجرم، بينما يحفز آخر ليثبت أنه الأفضل، منذ بدء الخليقة والتعامل مع الغيرة قد يغير الحياة ومجرى التاريخ، وسيبقى كذلك، فالعصيان الإبليسي، وأول جريمة قتل، كلها افتعلت كتعبير مرضي غارق في التشويه عن أفضلية الذات.

وفي نطاق أضيق، فالغيرة في المجال المهني قد تحول الموظف إلى نار تلظى، تحرق ما يقف في طريقها بالوسائل المشروعة والدنيئة، ما لم يتنبه القائد لحتمية وجودهاكأمر طبيعي يختلف في تناوله أفراد المؤسسة الواحدة.

وفي كل مكان يجمع اثنين فأكثر، لا بد أن تكون الغيرة ثالثهما، سواء كانت غيرة متعقلة أو مجنونة، وما يهمني هنا الغيرة بين الأبناء والتي أفردت لها سورة كاملة في القرآن الكريم.

يحدث أن يحظى أحد الأبناء بمرتبة أعلى من إخوته، إما لمرضه وبالتالي يحتاج اهتماما أكثر من غيره، أو لذكاء عاطفي واجتماعي تفوق به وسلب الألباب والقلوب، أو يكون الأصغر سنًا حيث يأتي بعد أن نضج الزوجين كثيرًا، وبدأ مفهوم التربية يأخذ منحى التفاهم والحوار والحنان، بدلاً من الفرض والصرامة بعد أن أدركا في تجاربهما مع الأبناء الأكبر كيف تكون التربية الصحيحة، وغيرها من الأسباب التي تعطي أحدهم فرصة أكبرمن غيره.

ولا نبالغ إذا قلنا: إن الألم والكراهية بين الإخوة، والشعور بالظلم من قبل الأبناء تجاه والديهم يمكن أن تلازم الإنسان حتى لو خط الشيب مفرقه، ويؤثر في تعامله مع الآخرين، وتجده إما ضعيفا مذعنا، يبحث عن ظل شخصية قوية تحميه وتعبر عنه، بشخصية مهزوزة تظن أنها غير مرئية ولو تحت المجهر، يسعى لإرضاء الآخرين، ولا يجرؤ على المعارضة، أو النقيض تمامًا، سليط وعدواني يقهر كل من حوله، ويحور المواقف إلى تصفية حسابات، وأناني حد الجشع يؤمن بالأنا ويكفر بالآخرين، والتسامح والمعذرة غير موجودة في عالمه.

ولا شك أن تفضيل أحد الأبناء فيه إساءة للبقية، في بيوت تنتج لنا مختلين ومجرمين، لكن كما يقول الدكتور فيليب سي ماكجرو: “إن تعرضك لإساءة المعاملة في طفولتك ليس عذرًا، بل هو تشخيص” لذا فإن الذي جعل إخوة يوسف عليه السلام يرمون به في غياهب الجب وحيدًا، على أمل أن تلتقطه يد المارة أو يواجه الموت، قد يحول الحياة إلى جحيم الحقد في أبسط حالاته، والتحرر منه إنما يكون بمسامحة الوالدين أولاً، لينتهي تعليق الخيبات عليهم، ومن ثم استعادة الإيمان بالذات وأحقيتها بالأفضل، وإن لم تر في الطفولة، يمكن أن تبرز بعد أن يدرك أن الآخرين أضعف من أن يحددوا قدراته وأهليته.

amal.f33@hotmail.com
 

إيقاع
بيوت المجرمين!
أمل بنت فهد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة