ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 18/04/2012/2012 Issue 14447

 14447 الاربعاء 26 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

لا شك أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعيش أياماً تاريخية بكل ما للكلمة من معنى، بعد تأسيسه التاريخي في العام 1981، في ظل زمن عربي صعب، ومخاطر جمة تهدد لا العرب في الخليج فحسب، بل العرب من المحيط إلى الخليج!

ولقد عمل المجلس خلال العقود الثلاثة ونيف الماضية على لعب دوره في لمّ الشمل الخليجي خلال أزمات كبيرة عانتها الجزيرة العربية ومحيطها العربي، ومنها مثلاً لا حصراً الحرب العراقية - الإيرانية، واجتياح العراق للكويت وتداعياتها. لكن يؤخذ على المجلس انحساره عن لعب دور قوي خلال الدخول الأمريكي للعراق، وترك الساحة لغيره من اللاعبين: أي الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.

التاريخ يُكتب من جديد الآن؛ لذلك على المجلس الذي يجمع ست دول عربية خليجية، لها ثقلها العربي والإقليمي حتى الدولي، وهي المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وسلطنة عُمان، أن يعيد انطلاقته، وأن «يجدد شبابه» على ما يقول العرب.

التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون تتمثل في الآتي:

1 - التحدي الداخلي التنموي المتمثل باستكمال الورشة الفردية لكل دولة، وتكاملية يتطلبها عملٌ خليجي واحد ومتعاون ومتكامل. وهذا التحديث يبدأ بشبكة الطرق المترابطة والموحَّدة مروراً بشبكات الاتصالات والمياه وغيرها من وسائل التطوير.

2 - التحدي الداخلي الاجتماعي: التطور الهائل في وسائل التواصل الاجتماعي كشفت توقاً عربياً خليجياً للتعبير والتواصل والتعبير عن الذات. من أجل ذلك مطلوب من المجلس الخليجي عمل ضخم لاستيعاب المطالب، وخصوصاً الشبابية.

3 - التحدي الداخلي السياسي: في السياسة الداخلية تتعرض كل دولة لضغوط سياسية معينة تصل في النهاية إلى إيران! وإذا انطلقت أقليات معينة بمطالب تحمل عناوين «إصلاحية» فليس مقبولاً في النهاية أن تكون الورقة والقلم اللذان يَكتب بهما «المتحركون» داخل هذه الدول «صُنعا في إيران».

4 - إيران: الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحد ذاتها هي تحدٍّ كبير لدول الخليج العربية! «الفورة» الإيرانية في المجالات العســــكرية، وأحلامها النووية، ومواصلتها فكرة تصدير «ثورتها» إلى الخليج العربي القريب، مروراً باليمن والعراق وسوريا ولبنان وغيرها، تحتاج إلى تفكير خليجي موحَّد لا فردي، ووحدة موقف إن لم نقل وحدة مواجهة. وفي هذا المجال مطلوب مساهمة الدول الخليجية بـ»إقناع» إيران بأنها «جارة وشقيقة ومسلمة» إلخ.. لكن في النهاية مطلوب الحزم في ذلك، وخصوصاً إذا بني هذا الموقف على أرضية خليجية صلبة واحدة.

5 - الوحدة الخليجية: تاريخياً أيضاً كان موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أطلقه في القمة الخليجية في الرياض العام الماضي، بضرورة الانتقال من التعاون والتكامل الخليجي إلى «الوحدة». ومطلوب من دول مجلس التعاون ومن المجلس بهيكليته الإدارية والفنية أن يعملوا على تنفيذ هذه «الوحدة» بعدما وافق زعماء الدول الخمس الخليجية الباقية على دعوة العاهل السعودي. وهناك عمل جبار ينتظر المجلس لتحويل التمني إلى واقع، وخصوصاً أن دعوات الوحدة في العالم العربي عبر التاريخ ظلت حبراً على ورق.

الوحدة مطلوبة في هذه الأيام العجاف من الدول الخليجية التي تمتلك إمكانات بشرية ومالية ونفطية هائلة. وإذا كان العرب في «ربيع» وإيران في «نووي» فإن الخليجيين يجب أن يُحسنوا التقاط اللحظة لإثبات صحة أفكارهم السياسية وبنيتهم الاجتماعية والاقتصادية، ونواياهم في العيش بسلام من دون التخلي عن مبادئهم. ومن يراقب مواقف دول الخليج العربي خلال عام من «الثورات العربية» من قضايا مهمة، مثل قضية البحرين واليمن وسوريا، يستطيع أن يرى أن الخليج بدأ يستعيد دوره في قضايا كان قد تساهل فيها في فترات سابقة من التاريخ.

إعلامي وكاتب لبناني
 

تحديات خليجية في ظل«ربيع» عربي.. و«نووي» إيراني!
منير الحافي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة