ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 18/04/2012/2012 Issue 14447

 14447 الاربعاء 26 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

إلى كل من قرأ

وكتب

وذرف دمعة ساخنة

ورفع كفيه باتجاه السماء

يدعو تضرعاً

لخالق عظيم

لرحيم عليم

يتوسل ربا كريما أن يجعل صغيرتي وزهرة عمري رغد الجميلة النقية في الفردوس الأعلى.

إلى كل من ربت على حزني

ومسد وجعي ببلسم الكلمات وصدق الدعوات.

إلى الأصدقاء الذين وقفوا وتابعوا وتألموا وحاولوا وكانوا معنا كأكثر ما يكون الأصدقاء قرباً والأهل قلقاً منذ أن أنزل الله بحكمته التي نسلم بها الفشل الكلوي بصغيرتي في 1-4-1432هـ إلى وفاتها في 12-4-1433هـ مروراً بسفرنا وإجرائنا لعملية زراعة لكلية لها تشافت بعدها لثلاثة أشهر إلى أن اختار الله أن ترحل بعد مرور عام وبضعة أيام على إصابتها بالمرض.

لقد تأملت وتدبرت نعمة الابتلاء طوال العام المنقضي ولقد بشرني الله بشهادة ابنتي حيث «المبطون» شهيد وهي إلى جانب أنها طفلة نقية أفاء الله بأربع عشرة سنة من الصحة والعافية والسعادة وابتلاها بعام واحد فقط بالمرض فإنها تشفع لأمها وأبيها ولسبعين من أهلها.

فلكل الأحبة والأصدقاء الذين أحاطوا بنا وأشعرونا أننا لسنا وحدنا وأن رغد هي ابنة لهم مثلما هي ابنتنا يدعون لها مع نزول المطر ويتحينون ساعات الاستجابة في هزيع الليل الأخير وفي غروب شمس يوم الجمعة.

أقول: إنني حامدة شاكرة صابرة متدبرة متأملة راجية ربا كريما عظيما أن يجعل صبرنا صبراً على الطاعة وأن يجعلنا من يمتثل قول الله تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} سورة الكهف.

لقد قرأت كل كلمات الأعزاء والأصدقاء والعزيزات والصديقات في موقع الجزيرة تلك الجريدة العظيمة التي احتضنت حزني مثلما احتضنت فرحي ولكل محطات حياتي الجميلة وفي تويتر وفي الإيميل.

كل ما وصلني قرأته وسعدت به ودعوت الله أن يقبل دعاءكم وأن ينيلكم منه حظاً وافراً.

وإن كنت بكيتكم في مقالي فلقد كان منة من الله وإلهاماً كنت أدفعه طوال الأيام السابقة فلم أكن أتصور قط أن أكتب عن همي العظيم ظننت أنه أكبر بكثير من أن يتفجر على الورق.

كانت الجزيرة تلح إلحاح الرفيق المحب الذي يسعى لإعادتي إلى الكتابة دون أن يثقل عليّ..

فكان هناك اتصال أسبوعي يسألني المتصل فقط سؤالاً أعرف مغزاه: هل يوجد مقال؟

وكنت أعرف أن خلف سؤال الزميل رسالة من الأستاذ الحاني يريد تبليغها أن عودي واكتبي واخرجي من حزنك.

شاء الله أن أكتب يوم الخميس، ولقد كانت دموعي وعبراتي هي التي تكتب وليس قلمي..

وعلا صوت بكائي واجتمع حولي زوجي وأبنائي وقرأوا بعض ما كتبت فبكينا كأنما رغد ترحل اليوم عنا..

لأني أبكيتكم فقد كان هذا بعض حزني وبعض بكائي، وإني لأعلم أن أجر الأمهات والآباء جنة عرضها السماوات والأرض على ما يقدمون لأبنائهم فماذا لو رحلوا عنهم وتجرعوا حزن فقدهم..

لقد أبدل الله وجعي بإحساس مشوب بالفخر أنا المبتلاة الصابرة، أنا الأم التي فقدت مهجة روحها وصبرت وأرسل الله سبحانه لها رسالة تقربها للخير أكثر وتزهدها في التافه من أمور الحياة جعلكم الله ممن يهبهم الله سعادة الدارين ولا حرمنا الله من هذا التآخي وهذا التعاضد في وطننا النقي الطيب..

فشكراً يا أهلنا الطيبين.

f.f.alotaibi@hotmail.com
Twitter @OFatemah
 

نهارات أخرى
شكراً يا أهلنا الطيبين
فاطمة العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة