ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Wednesday 18/04/2012/2012 Issue 14447

 14447 الاربعاء 26 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

تستخدم وزارة الصحة مصطلحا جميلا في وصف إستراتيجيتها ألا وهو الخدمات الصحية المتكاملة وهو ترجمة لمصطلح (Integration) حسب ترجمتها له في النسخة الإنجليزية من الخطة. أقول مصطلحا جميلا لأنها معناه ومتطلباته في الأدبيات الصحية كبيرة أحسب أن وزارة الصحة تكون أفلحت ونجحت كثيراً لو استطاعت تنفيذ ولو نصف المضامين التي يعنيها المصطلح.

تكامل الخدمة يعني بالدرجة الأولى أن يكمل كل محتوى منها الآخرنحو هدف واحد رئيس، في هذه الحالة هو خدمة المريض. لذلك نقول: إن تكامل الخدمات الصحية يجب أن يكون محوره الأول المريض وليس موفري الخدمة أو العاملين عليها. لتحقيق ذلك يحتاج النظام الصحي إلى التكامل على المستويين الأفقي والرأسي. بمعنى آخر يجب أن يكون هناك تكامل في الخدمة الصحية بدءاً من الرعاية الأولية والأسرية، مروراً بالرعاية الثانوية والمتقدمة على المستوى الثالث ووصولاً إلى الرعاية الطويلة الأمد. ذلك على المستوى الرأسي، أما على المستوى الأفقي فيجب أن يكون هناك تكامل بين موفري الخدمات الصحية على مستوى مؤسسات وزارة الصحة ومناطقها أولاً، ثم على مستوى القطاعات الصحية المتنوعة ثانياً، وكذلك التكامل مع الخدمات الاجتماعية والبيئية والتربوية ذات العلاقة.

التكامل يعني أن يتمكن المريض التنقل في مستويات الرعاية الصحية بيسر وسلاسة من مستوى إلى آخر وفق التسلسل المفترض (رعاية أولية، رعاية ثانوية، رعاية تخصصية، الخ) حسب احتياجه، وبين المستويات المتشابهة. في الخدمة التكاملية يتجاوز مفهوم الصحة مجرد التدخل العلاجي والجراحي إلى مفهوم تعزيز الصحة والوقاية والتثقيف الصحي.

لتحقيق الرعاية التكاملية هناك حاجة إلى توزيع الموارد الصحية بشكل عادل على مستويات الخدمة وقطاعاتها، هناك حاجة إلى وجود رؤية قيادية واضحة، هناك حاجة إلى نظام معلوماتي صحي متكامل، هناك حاجة إلى معايير واضحة وآليات قياس أداء فعالة ومطبقة على الجميع، هناك حاجة إلى إدارة لا مركزية، هناك حاجة إلى فرق صحية متعاونة ومكملة لبعضها بعضا، هناك حاجة إلى أكثر من مجرد إطلاق مصطلح يدغدغ المشاعر ويلهب العواطف...

الأهم من ذلك هناك حاجة إلى توجيه كافة التغييرات والإجراءات نحو هدف تحقيق التكاملية. بعد تلك المقدمة النظرية سأترك الحكم للقارئ والمتابع للإجابة عن الأسئلة التالية:

حينما اختارت وزارة الصحة هذا المفهوم كعنوان لإستراتيجيتها، هل شرحته بشكل واضح لقيادييها ومسئوليها وأطبائها وإدارييها وكافة منسوبيها وللمجتمع؟ أم أن الكل يردد المصطلح دون وعي كاف بمكوناته؟

هل تحوي خطة الوزارة الإستراتيجية الوسائل والخطوات التنفيذية التي توصل إلى ذلك المفهوم؟ أم أنها مجرد خطة بناء مستشفيات؟

هل نظم العمل والهياكل التنظيمية والآليات الإدارية بوزارة الصحة تدعم هذا التوجه نحوالخدمة الصحية التكاملية؟

يلاحظ بعض القراء تركيزي في فترات محددة على الكتابة في الشأن الصحي وأخرى في التعليم وهكذا وربما يمل بعضهم من التركيز على قطاع واحد لفترة طويلة. هذا أمر طبيعي أن أكتب أولاً في مجال أنا أكثر إدراكاً من غيري بتفاصيله وأن أركز ثانياً على موضوع أعتقد بحيويته للناس ولصناع القرار ونقص تناوله من قبل الكتاب الآخرين بشكل مستفيض ومتخصص وأن أتعمق ثالثاً في شأن وجدت له الصدى والتفاعل من قبل فئة غير قليلة من قرائي الكرام. التنويع في الكتابة أمر جيد، وكذلك التركيز والكتابة بعمق في موضوع محدد. سنحاول أن نراوح بين هذا وذاك لأننا نحرص على جميع فئات القراء.

malkhazim@hotmail.com
 

نقطة ضوء
ماذا نعني بالخدمات الصحية التكاملية؟
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة