ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 19/04/2012/2012 Issue 14448

 14448 الخميس 27 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

الصدق من أهم الأخلاق الفاضلة التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان وبالذات المنتسب للإسلام. ويعني الصدق توافق ما يقوله أو يعمله الإنسان مع الواقع وعدم مخالفته له.

وقد امتدح الله عز وجل الصادقين في قوله {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} (23) سورة الأحزاب.

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أثنى على الصدق في قوله: (إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة وأن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً..).

ويقول الشاعر في ميزة الصدق:

وأعلى درجات الصدق، الصدق مع الله سبحانه وتعالى في الإيمان والعبادات والمعاملات، يقول العلامة الجليل أحمد بن تيمية، رحمه الله في هذا الصدد (الصدق أساس الحسنات وجماعها).

فالإنسان الذي يظهر الإيمان بلسانه بما يخالف الموجود في قلبه ليس مؤمناً وينطبق عليه حكم من لم يؤمن في الأساس وقد أطلق الإسلام على هذه الفئة (المنافقين) وبين أن الإسلام الظاهري الذي أبدوه لن ينجيهم من الحساب والعذاب.

وللصدق مزايا عديد في مجال الحياة العامة منها:

رفع منزلة الإنسان في المجتمع الذي يعيش فيه وهو ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة حيث نال مرتبة عالية من تقدير مجتمعه بسبب الصدق الذي كان يتميز به إلى درجة أنهم سموه بالصديق.

إنه يؤدي إلى الإخلاص في العمل وتلافي حصول الفساد المالي أو الإداري فالموظف المنضبط في عمله والذي يطبق الأنظمة بصدق وأمانة سيكون بعيداً عن الوقوع في الأخطاء الإدارية التي يترتب عليها الفساد.

أنه يؤدي إلى نجاح الحياة الزوجية فالصدق عندما يكون مطبقاً من قبل الزوجين فإنه ينعكس إيجاباً على علاقتها وذلك بتعزيز الثقة في الحياة الزوجية بل على أولادهما بالإيجابية أيضاً.

إن الصدق يؤدي إلى انسياب الحياة العامة في الشارع وفي المدرسة وفي المكتب وفي الميدان باعتبار الصدق مفتاح لكل خير.

إنه يؤدي إلى نجاح نشء المجتمع في المستقبل فعندما يتعلم الإنسان الصدق وهو طفل ثم في مرحلة الشباب فإن ذلك سيكون عادة راسخة لديه في بقية عمره وسيكون لها آثارها الإيجابية على مستقبله وعلى مجتمعه.

والمسؤول الذي ينظر لترقية الموظفين وغيرها من المزايا الوظيفية بأنها هبة منه يهبها لمن يشاء ويحجبها عمن شاء لأسباب شخصية ليس صادقاً في هذا التوجه لأنه كان جديراً به وقد وصل هذا المستوى الإشرافي الحرص على تطبيق الأنظمة بالعدالة والمساواة وأن يكون إسوة حسنة في ذلك.

والدولة التي لا تصدق مع شعبها كما هو الشأن في سوريا حيث يقتل الشعب وتقول إن القاتل هو العصابات المسلحة مع أنه لا وجود أساساً لهذه العصابات، مثل هذه الدولة فقدت مصداقيتها وشرعيتها وثقة الشعب فيها وليس أمامها أي فرصة للاستمرار في الحكم.

asunaidi@mcs.gov.sa
 

لكي يكون الصدق عادة راسخة في مجتمعنا
د. عبدالله بن راشد السنيدي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة