ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 19/04/2012/2012 Issue 14448

 14448 الخميس 27 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

صحافة العالم

 

دموية الأسد تقطع طريق التفاوض

رجوع

 

باتريك كوك بورن*:

مضت سوريا بعيداً في الاتجاه الدموي حيث تعاني مدنها من حروب صغيرة دامية يصعب وقفها من خلال جهود الوساطة. هذا الموقف يجعل من الصعب على المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة في سوريا النجاح في مهمته. فالحكومة السورية تطالب بضمانات من المسلحين المناوئين لها بأنهم سيلتزمون بأي وقف لإطلاق النار. ومن غير المحتمل أن يحدث هذا في ظل حالة انعدام الثقة بين الجانبين، وفي ظل مخاوف المتمردين من مواجهة التعذيب أو الإعدام على أيدي القوات الحكومية. وقد كانت المناوشات التي وقعت على الحدود السورية التركية مثالا على المشكلات التي تواجه أي محاولة لوقف القتال. القوات المناوئة للحكومة هاجمت نقطة تفتيش تابعة للحكومة السورية بالقرب من الحدود التركية وقتلت ستة جنود وسرعان ما تعرضت هذه القوة المعارضة لإطلاق النار عليها أثناء انسحابها حيث اخترق الرصاص مخيم لاجئين قريب من مكان الحادث.

ولكن: هل يمكن لمثل هذا الحادث أن يؤدي إلى تدخل تركي في سوريا لتوفير ملاذات آمنة للاجئين؟ فحتى الآن لا تريد أنقرة المخاطرة بالدخول في صراع مفتوح مع سوريا. والحقيقة أن كل طرف من طرفي الصراع السوري يحاول أن يتجمل أمام الرأي العام الدولي..

حتى الآن هناك اختلاف واضح بين سوريا وليبيا التي شهدت العام الماضي تدخلا عسكريا غربيا لمصلحة الثوار الذين أطاحوا في النهاية بنظام حكم العقيد معمر القذافي. في سوريا يبحث حلف شمال الأطلسي (ناتو) على أي مبرر لكي لا يقوم بأي تحرك جذري، في حين أنه كان يبحث في الحالة الليبية عن أي مبرر للتدخل. وبدون عمل مباشر من جانب القوى الدولية فإن البديل الوحيد هو أن يتمكن الجيش السوري الحر المعارض من شن حرب عصابات شاملة ضد قوات نظام الأسد الذي لا يبدو أنه معرض للانهيار قريبا.

كما أن خيارات الأسد أيضا محدودة. فحكومته عانت من ضغوط خارجية كثيرة خلال العام الماضي. وخلال معارك مدينة حمص أظهرت قوات بشار الأسد قدرة كبيرة على ضرب أي تمرد مهما كان حجمه. ولكن القمع الحكومي بما في ذلك التعذيب والإعدام والقصف المدفعي للمناطق المدنية يعني أنه يخلق المزيد من الأعداء كل يوم.

يقول دبلوماسيون إن كبار المسئولين في نظام بشار الأسد يشعرون بالثقة وربما الثقة المفرطة في القدرة على قمع التمرد. ولكن الواقع أنهم قد يتمكنون من وقف تمدد التمرد لكنهم بالتأكيد لن يتمكنوا من القضاء عليه. وربما كانت للتنازلات التي قدمها النظام الربيع الماضي بعض التأثير ولكنه منذ ذلك الوقت أسال الكثير من الدماء.

*(الاندبندنت) البريطانية

 

رجوع

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة